دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- وصل المبعوث الدولي المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، إلى دمشق الخميس، في مستهل مهمته لبحث سبل وقف "الحرب الأهلية" المندلعة في الدولة العربية، وقت أفادت فيه مصادر المعارضة بسقوط ما لا يقل عن 113 قتيلاً خلال الساعات الـ24 الماضية، نتيجة الاشتباكات المتواصلة بين القوات الحكومية ومسلحي "الجيش الحر."
وفور وصوله إلى دمشق، التقى الإبراهيمي مع نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، حيث عبر عن اعتقاده بأن "الأزمة السورية تتفاقم"، وشدد على ضرورة العمل من أجل "وقف نزيف الدم"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، فيما يتوقع أن يتلقي المبعوث الدولي مع الرئيس بشار الأسد، في وقت لاحق الجمعة.
وقال الإبراهيمي في تصريحات له بمطار دمشق: "قدمنا إلى سوريا للتشاور مع الإخوة السوريين، فهناك أزمة كبيرة في سوريا، واعتقد أنها تتفاقم"، وتابع بقوله: "أعتقد أن لا أحد يختلف على ضرورة وقف النزيف، وإعادة الوئام إلى أبناء الوطن الواحد، ونأمل بأن نوفق في ذلك."
وتُعد هذه الزيارة هي الأولى للدبلوماسي الجزائري المخضرم، منذ تسلم مهامه كمبعوث خاص للأمم المتحدة والجامعة العربية، مطلع سبتمبر/ أيلول الجاري، خلفاً للأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوفي عنان.
وذكر بيان للمتحدث باسم المبعوث المشترك إلى سوريا، أحمد فوزي، تلقت CNN بالعربية نسخة منه، أن زيارة الإبراهيمي إلى سوريا سوف تتضمن إجراء مباحثات مع الحكومة، وممثلين عن المعارضة السورية، والمجتمع المدني، كما سيلتقي بأعضاء فريق الأمم المتحدة في سوريا.
وأضاف البيان أن الإبراهيمي يرافقه مختار لاماني، الذي من المقرر أن يبقى في دمشق، لتولي مهامه كرئيس لمكتب الموفد المشترك إلى سوريا بالعاصمة دمشق.
وجاء في بيان لاحق للمتحدث نفسه، مساء الخميس، أن المبعوث الدولي المشترك التقى وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، حيث عقدا جلسة مباحثات مطولة حول الوضع الراهن في سوريا، ونقل البيان أن المعلم أكد حرص الحكومة السورية على إنجاح مهمة الإبراهيمي.
من جانب آخر، أفادت لجان التنسيق المحلية، كبرى جماعات المعارضة العاملة داخل سوريا، بسقوط 113 "شهيداً" على الأقل، بينهم 40 قتيلاً في دمشق وريفها، منهم ثمانية من عائلة واحدة ببلدة "يلدا"، بالإضافة إلى 30 قتيلاً في حلب، بينهم 15 في بلدة "الباب"، و10 "شهداء" في درعا، و9 في إدلب، و6 في دير الزور، منهم 3 في البوكمال، و6 آخرين في اللاذقية، و3 في حماه، و"شهيد" واحد بحمص.
وذكرت لجان التنسيق، التي تتولى تنسيق توثيق الاحتجاجات المناهضة لنظام الأسد، في صفحتها بموقع "فيسبوك"، أن قرية "مرعيان" في محافظة إدلب تتعرض لقصف عنيف بقذائف الهاون، ومدافع "الفوزليكا"، كما أسفر قصف على مدينة "سلقين"، بذات المحافظة، عن سقوط عدد من الجرحى، بينهم طفلة بترت قدمها.
وأفادت باشتعال النار في أحد المنازل نتيجة القصف الذي تتعرض لها منطقة "عرطوز" في ريف دمشق، بينما واصلت القوات الموالية لنظام الأسد قصفها للمناطق السكنية في بلدتي "حيان" و"رتيان" في حلب، استخدمت فيه الطائرات الحربية.