تولوز، فرنسا (CNN) -- سمت السلطات الفرنسية محمد مراح، البالغ من العمر 23 عاماً، على أنه المشتبه به الرئيسي في سلسلة من حوادث إطلاق النار خلفت سبعة قتلى، ووصفته بأنه "جهادي يعمل مستقلاً على نهج تنظيم القاعدة."
وتتشكل صورة حول مراح، على أنه رجل كان معروفاً بالفعل إلى أجهزة الأمن، وسعى في السابق على ما يبدو للاتصال بالجهاديين الإسلاميين في باكستان وأفغانستان.
وقال وزير الداخلية الفرنسي، كلود جيان، للصحفيين في تولوز "إنه يدعي أنه جهادي ويقول إنه ينتمي إلى تنظيم القاعدة.. لقد قال إنه يريد الانتقام لأطفال فلسطين والانتقام من الجيش الفرنسي بسبب التدخلات الخارجية."
ومراح هو مواطن فرنسي من أصل جزائري، وقال جيان إنه كان تحت المراقبة من قبل المخابرات الفرنسية لمدة عامين، بعد أن "ارتكب بعض المخالفات من قبل، مع بعض العنف،" مشيراً إلى أنه أمضى وقتاً طويلاً في أفغانستان وباكستان.
وقال المحامي كريستسان إتيلين، الذي كان يمثل مراح في جرائم بسيطة سابقة، إن موكله ذهب إلى أفغانستان قبل عامين، مضيفاً أنه اتخذ منهج التطرف فجأة، وأراد أن تكون له مشاركة سياسية، بحسب قناة "بي إف إم" الشريكة لشبكة CNN.
وبحسب تقرير الشرطة، فإن الشخصية التي كشف عنها هي قاتل لا يرحم، إذ قتل جميع الضحايا السبع في الرأس، ومن مسافة قريبة، وقالت السلطات إنهم كانوا مستهدفين بعناية بسبب خلفياتهم الدينية والعرقية.
وقال فرانسوا مولين، النائب العام في باريس، إن المشتبه به قال للضباط الذين يحاصرون شقته إنه تصرف من تلقاء نفسه، وإنه كان ينوي تنفيذ المزيد من الهجمات على الجنود، بينما أكد أنه تدرب مع تنظيم القاعدة في منطقة وزيرستان الباكستانية المتاخمة لأفغانستان.
وأضاف مولين "رغم أن جيرانه يصفونه بأنه رجل هادئ، فقد عثرت الشرطة في منزل مراح على تسجيلات فيديو جهادية عنيفة على الانترنت، بما في ذلك لقطات لقطع الرأس،" كما عثروا على "أسلحة في سيارة المشتبه به."
لكن لا يعرف سوى القليل عن السبب وراء اتجاهه للتطرف، فقد ولد في تولوز في أكتوبر/ تشرين أول عام 1988، وعمل في مرآب لتصليح السيارات في ضاحية بتولوز.
وقال المحامي إتيلين إنه ترافع عن مراح منذ عام 2004 أو عام 2005، عندما كان قاصراً بسبب اتهامات بالسرقة، مضيفاً أنه "كان مؤدباً ومهذباً، ولم تظهر عليه أي علامات بعد ذلك من الاتجاه نحو التطرف."
وفي سياق متصل، قالت وزارة الدفاع الفرنسية يوم الأربعاء إن مراح حاول الانخراط في الجيش الفرنسي مرتين، الأولى، في مركز معلومات القوات المسلحة في مدينة ليل الشمالية، حيث تم رفضه بسبب قناعاته السابقة.
وقالت الوزارة إنه في يوليو/ تموز عام 2010، حاول مراح مرة أخرى، للالتحاق بالفيلق الفرنسي الخارجي المتمركز في تولوز، لكنه تخلى عن المحاولة طواعية خلال الجولة الأولى من التجارب.