(CNN)-- مع تزايد حدة الأزمة السياسية في تونس بالفشل في الاتفاق على رئيس حكومة جديد، يعود السؤال لدى عدة أوساط: هل رجال الأعمال الذين كانوا أحد أهداف الاحتجاجات التي أطاحت زين العابدين بن علي، هم أنفسهم من يملكون مفاتيح الحل؟
رجل الأعمال والمستشار الأول السابق لصندوق النقد الدولي واعضو عمادة المحامين في نيويورك لطفي مقطوف يشرح لـCNNبالعربية رؤيته للوضع وكيفية معالجته. وقد طرح مقطوف وجهة نظره في كتاب "إنقاذ تونس" الذي شهد طبعته الثانية مؤخرا.
س: كيف ترى الحل بالنسبة إلى كم المشاكل الهيكلية التي تهز تونس؟
ج: أؤمن أن الحل في تونس توافقي أو لا يكون وعليه أن لا يكون إقصائيا لأي طرف موجود لكن قبل ذلك هناك مهمات عاجلة كلما مضى يوم من دون حلها كلما تفاقمت. وفي تقديري فإنّ ذلك يمرّ أولا عبر استعادة سريعة لمفهوم الدولة استنادا للنجاح الذي تحقق في هذا المجال زمن مؤسس الدولة الحديثة الحبيب بورقيبة وكذلك معالجة الوضع الاقتصادي المتردي ليس فقط بحل مشاكل رجال الأعمال وإنما قبل ذلك بحلّ مشاكل التونسي البسيط.
س: هل تعتقد أنّ الأزمة هي أزمة هوية بين تيار ديني وآخر ليبيرالي أم هي أزمة مختلفة؟
ج: لقد عرفت تونس بنمط مجتمعي معتدل ومؤسسات دولة وقانون راسخة لكنها شوهت من قبل عدة أطراف سياسية وحتى من رجال أعمال تورطوا في فساد مع أطراف منها لكنّهم في النهاية لم يكونوا وحدهم بل إنّ هناك أطرافا أخرى استفادت ولاسيما إبان حكم زين العابدين بن علي وبالتالي فإنّه ينبغي المرور إلى حوار لا يقصي أحدا ويذهب مباشرة صوب المشاكل الداخلية اليومية وليس مشاكل حسمها المجتمع التونسي منذ عقود على غرار مسائل الهوية أو ارتباط تونس بمحيطها الطبيعي والذي أعتقد أنه عربي متوسطي دون انغلاق على وسط بعينه.
اقرأ أيضا.. صندوق النقد يدق نواقيس الخطر لتونس
وأيضا.. موديز تخفض التصنيف الائتماني لتونس
س: هل برامج التضامن وتنظيم الأعمال الخيرية تمثل حلا جذريا لأزمة البلاد؟
ج: يحاول رجال أعمال المساعدة من خلال دفع الحوار الوطني، لكنني شخصيا أرى أنّ المهمة سياسية بالأساس على هذا الصعيد، لاسيما أنّه ينبغي حسم أمور عديدة تهمّ مكونات دولة القانون والمؤسسات التي باتت عرضة لأكثر الانتهاكات خطورة على المستوى الثقافي والاجتماعي والسياسي والأمني، ثم يأتي دورنا. لذلك فقد فضلت العمل في المجتمع المدني من خلال برامج ساعدت آلاف التلامذة الصغار في مدارس أكثر المناطق فقرا في البلاد، والأمر لن يتوقف عند ذلك فقط، فقد أنشأت مع أطراف محبة لتونس، مؤسسة اسمها "المدنية" تنشط من أجل توفير حلول ملموسة وعاجلة للبلاد ومن مشاريعها في المستقبل القريب مشروع يمتد على المدى الطويل سيحل جذريا عدة مشاكل بيئية واقتصادية واجتماعية في غرب البلاد.
س: تطرحون في برامجكم فكرة الاعتماد على نظام ليبيرالي واضح. هل يمكن ذلك أن ينجح وما هي العراقيل؟
ج: ما يثير حيرتي وكذلك حيرة الكثير من رجال الأعمال والمفكرين والخبراء والفنيين هو تزايد الفساد الإداري وتغوّل الحزب الحاكم في مفاصل الدولة، وهي نفس الأسباب التي انتفض عليها التونسيون. وقد شرحت ذلك بكل دقة أتيحت لي في كتابي "إنقاذ تونس" كما شرحت كيف يمكننا معالجة كل ذلك وفي رأيي لا يمر ذلك إلا بالانكباب على مشاكل تونس التي نعرفها وليست مشاكل تونس التي لا نعرفها أو تأمل أطراف أن تصنعها حسب مرجعيتها التي أعدتها سلفا.
تدهور أوضاع الشباب باقتصادات دول الربيع العربي
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.
© 2013 Cable News Network. Turner Broadcasting System, Inc. All Rights Reserved.
