بغداد، العراق (CNN)-- أكد مسؤول عراقي سقوط جرحى بمواجهات بين أجهزة الأمن والمعتصمين في ساحات الرمادي غرب البلاد، وذلك ضمن عملية أمنية لـ"التصدي لمجموعات إرهابية" على حد قوله، في تطور يأتي بعد أيام من التصعيد المتبادل بين الحكومة والقوى السنيّة في المحافظة وصل ذروته مع توقيف النائب أحمد العلواني.
وقالت وزارة الدفاع العراقية إن بعض الخيام في ساحات الاعتصام قد فخخت على يد من وصفتها بـ"العناصر الإرهابية" بقصد تفجيرها بقوات الشرطة عند محاولتهم رفعها، وقال المستشار الاعلامي للوزارة، الفريق محمد العسكري، للتلفزيون العراقي، إن قوات الجيش لم تشترك في العملية.
وأضاف العسكري إن رفع خيم ساحة الاعتصام يجري بعد الاتفاق بين وزير الدفاع بالوكالة، سعدون الدليمي، ورجال الدين وشيوخ العشائر، مضيفا أن الساحة "أصبحت مصدر تهديد ومنطلقا للإرهاب لوجود عناصر من القاعدة فيها". وتابع العسكري بأن معلومات استخباراتية وردت بأن أكثر من 30 عنصرا في تنظيم القاعدة فروا من ساحة الاعتصام قبل دخول الشرطة.
من جانبه، قال رئيس الوزراء، نوري المالكي، خلال استقبال وفدا من شيوخ ووجهاء العشائر أن عمليات الأنبار "هي أكبر ضربة للقاعدة التي خسرت ملاذها الآمن في مخيمات الاعتصام."
زكطتم التلفزيون العراقي قد نقل عن رئيس مجلس إسناد الأنبار، حميد الهايس، قوله إن قواته "تمكنت من إصابة اثنين من الإرهابيين واعتقال اثنين آخرين ممن حاولوا الاعتداء على قوات الجيش بالقرب من ساحة اعتصام الرمادي" على حد تعبيره.
وقال الهايس إن قواته "تشارك حاليا القوات الأمنية من الجيش والشرطة في التصدي للمجاميع الارهابية التي تحاول الاعتداء على قوات الأمن" مضيفا أن "ساحة اعتصام الأنبار "تضم حاليا إرهابيين مدججين بالأسلحة" علما أن الحكومة العراقية كانت قد أمهلت المعتصمين أسبوعا لإخلاء الساحة التي زعمت أنها تحولت إلى مقر لتنظيم القاعدة.
وكان عبدالملك السعدي، أحد أبرز علماء الدين السنة في العراق، قد دعا عشائر الأنبار للاستنفار بعد توقيف النائب العلواني، كما أصدر نائب الرئيس السابق، طارق الهاشمي، دعوة لـ"الغيارى من السنة بالداخل والخارج" لمواجهة ما وصفه بـ"مشروع (رئيس الوزراء نوري) المالكي الصفوي."
وفي سياق متصل، أصدر زعيم التيار الصدري، رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، بيانا وجهه للجيش قال فيه للجنود: "يا جند العراق.. أنتم جيش للعراق وشعبه حصرا ولستم تقاتلون من أجل السلطة أو الحزب أو العرق أو الطائفة، بل تقاتلون من أجل أبناء الوطن الواحد ولا تفرقون بين دين وآخر أو بين مذهب وآخر."
وكانت قوة أمنية قد أوقفت فجر السبت، النائب السني عن القائمة العراقية، أحمد العلواني، بينما قتل شقيقه خلال مصادمات أثناء مداهمة منزله بمدينة الرمادي بمحافظة الأنبار غرب العراق. والعلواني هو أحد الشخصيات السياسية البارزة التي تدعم المظاهرات المعارضة للحكومة، كما أنه عبّر عن دعمه العلني لاعتصام يقوم به سنّة في الرمادي، وتشهد الأنبار عملية عسكرية واسعة تستهدف تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة بالمحافظة.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.