القاهرة، مصر (CNN)-- برزت مشكلة الأنفاق بين سيناء وقطاع غزة إلى المشهد السياسي المصري، بعد اختطاف سبعة جنود من قبل متشددين في شمال سيناء، والذين أطلق سراحهم الأربعاء، حيث يري مراقبون أنها تسهل حركة المتطرفين، ما يحول دون استرداد أمن سيناء، التي تعاني حالة "انفلات أمني" منذ ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011.
ونقلت وسائل إعلام مصرية عن المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة، العقيد أحمد محمد علي، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع المتحدثين الرسميين للرئاسة والداخلية، قوله إن "إطلاق سراح الجنود ليس نهاية المطاف"، وإنه سيتم استكمال العمليات الأمنية في سيناء، مشيراً إلى أنه تم تدمير 287 نفقاً، حتى الآن، منذ أغسطس/ آب الماضي.
وكانت قوات من الجيش قد دمرت عدداً من أنفاق التهريب الحدودية، كما أغلق بعض رجال الشرطة معبر رفح الحدودي الحيوي، قبل إعادة فتحه الأربعاء، بعد إطلاق سراح الجنود المختطفين.
ويرى الخبير الاستراتيجي اللواء حسام سويلم أن الجيش عازم علي استكمال هدم الأنفاق مع غزة، رغم "رفض" رئيس الجمهورية، الدكتور محمد مرسي، علي حد قوله، مشيراً إلى أنه تم هدم نحو 200 نفق من إجمالي الأنفاق، المقدر عددها بنحو 1200 نفق، إلا أنه لفت إلى أن هناك بعض المعوقات التي يواجهها الجيش، تتمثل في سرعة حفر أنفاق جديدة.
وأضاف الخبير العسكري، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن هدم الأنفاق أصبح ضرورة، كونها تؤثر بشكل كبير على الأمن القومي، خاصة بعد اختطاف 7 جنود مصريين، من قبل بعض من وصفهم بـ"العناصر المتشددة"، لاسيما وأن الخاطفين كانوا يضعون شروطاً لوقف هدمها.
كما شبه سويلم الأنفاق بـ"شريان الإرهابيين والمتطرفين"، الذين يهربون المخدرات والأسلحة إلي داخل سيناء، غير أنه رجح ألا يستمر هذا الأمر كثيراً.
وأكد أن اتفاقية السلام مع إسرائيل لا تمنع الجيش من التدخل لهدم الأنفاق، كما أنه ليس هناك حاجة لتعديل الاتفاقية، موضحاً أن الاتفاقية تنص على ألا يزيد عدد القوات بالمنطقة (ج) عن 750 فرد، غير أنها زادت تدريجياً في ظل الظروف الحالية، لنحو 3500 جندي، كما لم تحول دون دخول عدد كبير من الأسلحة الثقيلة هناك.
من جهته، قال محامي الجماعات الإسلامية، منتصر الزيات، إنه لا يعتقد بأن خطف الجنود له علاقة بأزمة الأنفاق مع غزة، لافتاً إلى أن هذا الأمر يقع في إطار "الانتهازية السياسية"، مثل "اتهام البعض للرئيس بأنه هو من خطف الجنود"، بحسب قوله.
غير أنه أوضح أن الأنفاق تمثل مشكلة، حيث بدأت بتهريب البضائع، والآن بتهريب ذخائر وأسلحة، إضافة إلى تلاقي بعض "العناصر الإرهابية" في كلا الجانبين، وهو أمر خارج سيطرة القيادة السياسية بمصر وغزة.
وقال إن بعض الجهات السياسية بمصر تستخدم موضوع الأنفاق للإيحاء بأنها مفتوحة ومعتمدة ومحصنة بقوى ترتبط بالسلطة الحالية، في إشارة للعلاقة بين حركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين، في حين أن الأنفاق بدأت في تسعينات القرن الماضي.
وقال الزيات: "لا يجب النظر بصفه أساسية إلي هدم الأنفاق فقط.. ولكن يجب تصدير هذه المشكلة إلي المجتمع الدولي، لإيجاد بدائل لتوفير الاحتياجات اليومية الأساسية للقطاع، والذي يحصل على 30 في المائة منها عن طريق الأنفاق."
وأضاف أنه على إسرائيل أن توقف ما وصفها بـ"القيود" علي نوعية وحجم المواد والسلع التجارية والاستراتيجية إلى غزة من خلال ممر سطحي.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.