لندن، بريطانيا (CNN)-- قالت محللة متخصصة بشؤون تنظيم القاعدة إن هجوم حركة الشباب الصومالية في نيروبي، بعد إعلانها الولاء لتنظيم القاعدة، يظهر مدى قوة الحركة التي كان يعتقد بأنها تلقت ضربة قاضية.
وذكرت أن بروز القاعدة بالصومال واليمن والعراق وسوريا وسيناء، يؤكد فشل استراتيجية البيت الأبيض باعتماد الطائرات العاملة دون طيار، وتجنب التدخل العسكري المباشر.
وقالت المحللة، كاثرين زيمرمان، إن إدارة الرئيس باراك أوباما تعتبر أنها سجلت "قصة نجاح" في الصومال، ولكن الحصيلة المرتفعة لقتلى هجوم الحركة في العاصمة الكينية نيروبي، تذكر بأن ادعاءات الانتصار على القاعدة لا تصح.
وأضافت: "لم تعد حركة الشباب تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي كما كانت تفعل، ولكن التقارير حول انهيارها مضخمة بشدة، فالحركة باتت أكثر من مجرد ميليشيا محلية، بل هي جزء من الشبكة العالمية للقاعدة."
وأشارت زيمرمان إلى أن هجوم المجمع التجاري في نيروبي هو أكبر اعتداء مسلح تشهده العاصمة الكينية منذ قيام تنظيم القاعدة عام 1998 بتفجير سفارة أمريكا بالمدينة، بينما تواصل واشنطن مساعيها للتأكد من وجود أمريكيين بين الضحايا وبين المهاجمين على حد سواء، خاصةً وأن الحركة نشطة على صعيد السعي لتجنيد مهاجرين صوماليين في أمريكا وضمهم إلى صفوفها، وقد نعت بأغسطس/ آب الماضي أحد هؤلاء، مطلقة عليه لقب "شهيد مينيسوتا."
وتحاول زيمرمان توضيح التساؤلات حول كيفية حصول هذه الأحداث قائلة: "كانت حركة الشباب عام 2010 تسيطر على معظم المناطق في وسط وجنوب الصومال، ولكن الحركة تعرضت لضربة قاسية من القوات الأفريقية العاملة بالصومال وخسرت الكثير من الأراضي أمام تقدم القوات الكينية والأثيوبية."
وأضافت الكاتبة أن الضربة الأقسى التي تلقتها حركة الشباب، والتي كان يعتقد أنها قاصمة، تمثلت في سقوط مدينة كيسمايو في سبتمبر/أيلول 2012، ما أفقدها مصدرا أساسيا للأموال والنفوذ، ولكن ما حصل في الواقع هو أن الحركة اندفعت بكل قوتها نحو ميدان العمل الإرهابي وسط رفض كامل للعملية السياسية، على غرار تنظيمات أخرى مرتبطة بالقاعدة، مثل القاعدة في العراق.
وبحسب زيمرمان فقد تراجع الاهتمام بالقضايا المحلية بالنسبة لحركة الشباب مقابل التركيز على القضايا الأكبر، فقام التنظيم العام الماضي بإعلان مبايعته لتنظيم القاعدة رسميا، وحصلت موجة من عمليات الاغتيال الداخلية التي أدت إلى اسكات الأصوات المعارضة للقرار في صفوف التنظيم نفسه.
ولفتت زيمرمان إلى أن هذا التحول في مواقف الشباب وطبيعة أهدافها ترافق مع تزايد الضغوطات على القوات الأفريقية - المدعومة من كينيا - والمضطرة لتغطية مناطق عمل واسعة بينما لا يزيد قوامها عن 17 ألف عنصر، في وقت مازالت القوات المسلحة الصومالية غير قادرة على القيام بمهام حفظ الأمن في البلاد بمفردها.
وتابعت زيمرمان قائلة: "هجوم مجمع نيروبي هو جزء من سعي حركة الشباب لرد الصفعات الموجهة لها ونقل المعركة إلى أرض أعدائها، ولكنه بحد ذاته ليس مفاجئا، إذ أن التنظيم كان خلال العام الماضي يستجمع قواه عبر تنفيذ هجوم دام بمحاكم مقديشو أدى لمقتل 50 شخصا بأبريل/نيسان الماضي، ومن ثم مهاجمة مقر بعثة الأمم المتحدة بيونيو/حزيران الماضي، إلى جانب إعلان المسؤولية عن تنفيذ عدة تفجيرات في مقديشو كيسمايو ومناطق أخرى."
وختمت زيمرمان بالقول: "مستوى التخطيط والاستهداف وحصيلة القتلى كلها أمور تؤكد مدة تصميم حركة الشباب ومستوى قدراتها التي تحسنت بالنسبة لتنظيم على صلة بالقاعدة كان البعض يرجح انهياره. ربما سيكشف الهجوم للبيت الأبيض أن ما سُجل عن صعود تنظيم القاعدة باليمن قبل عقد، ومن ثم في العراق عام 2012 يمكن أن يُسجل في الصومال الآن، دون التطرق إلى ما يقال عن تفريخ فروع جديدة للتنظيم بسوريا وسيناء، ما يعني أن استراتيجيتنا باللجوء إلى القوى المحلية أو غارات الطائرات العاملة بدون طيار لضرب التنظيم تواجه الخسارة."
كاثرين زيمرمان هي كبيرة المحللين المتخصصة بشؤون الإرهاب وتنظيم القاعدة في برنامج "المخاطر الجسيمة" لدى معهد "أميركان انتربرايز" ومؤلفة كتاب صدر حديثا يحمل عنوان: "شبكة القاعدة: إطار عمل جديد لتعريف العدو" علما أن الآراء التي توردها في هذا المقال تخصها ولا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة CNN.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.