دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- العمليتان الأمريكيتان في ليبيا والصومال، السبت، توشران إلى نجاح واشنطن في جانب من إستراتيجية مكافحة الإرهاب، وإخفاقها في جانب آخر.

ويرى خبراء بأن أمرين يسمحان للعناصر المتشددة بتهديد الولايات المتحدة، أولاهما طموح قيادات تلك الحركات، وإيجاد الملاذ الآمن، وهو ما فشلت واشنطن، لحد ما، في تحقيقه، بالوقت الذي نجحت فيه وبامتياز، ومنذ هجمات 11/9 عام 2001، في تحييد قادة تنظيم القاعدة الأصلييين، إما باستهدافهم بالقتل أو اعتقالهم.

لماذا يعد الليبي صيدا ثمينا؟

كان آخر النجاحات تمكن مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية "سي آي أيه" وبدعم من الجيش من القبض على "أبو أنس الليبي" في عملية نفذتها قوة أمريكية خاصة داخل الأراضي الليبية وبعلم من حكومتها.

من هو "عكرمة" هدف "سيلز" في الصومال؟

وحذر وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، عناصر القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى قائلاً: يمكنكم الهرب لكن ليس الاختباء"، وهنا تمكن المشكلة، فهم قادرون على الإختفاء الملاذات الآمنة المتوفرة في المناطق البعيدة عن سيطرة الحكومات.

ومع اجتثاث أمريكا لقيادات الحركات الإرهابية البارزة، لا تزال أيدولوجية القاعدة رائجة في عدد من مناطق العالم إلا أن عناصر الحركة غالباً ما تركز على أهداف إقليمية بدلا من توجيه ضربات ضد أمريكا، ومع ذلك تظل القيادات الجريئة لمجموعات إرهابية صغيرة قادرة على تهديد أمريكا، فتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، خطط مرارا لتفجيرات خطرة ضد شركات طيران أمريكية.

كما دخلت مجموعات في تحالفات محلية وإقليمية، كحركة الشباب الصومالية، التي انضمت لحركات أخرى في إفريقيا والشرق الأوسط، لتتحالف لاحقاً مع القاعدة، مبدية نيتها مهاجمة الولايات المتحدة وحلفائها.

وبتحجيم تلك القيادات الطموحة، تتقلص احتمالات الخطر، وهذا هو المنطق وراء عملية "الفريق 6" من قوات "سيلز" - نخبة القوات البحرية الأمريكية، التي لم يحدد الهدف منها، مبدئياً، قبل أن تكشف مصادر أمريكية عن هويته وهو "عكرمة" أحد قادة حركة الشباب، الذي لم يتضح حتى اللحظة مصيره.

وبصرف النظر عن مدى نجاح العملية أم عدمه، فإن المشكلة الكبرى تبقى قائمة، فمعظم أراضي الصومال لا تخضع لسيطرة الحكومة الانتقالية في مقديشو، وهو ما قد ينطبق على اليمن ودول أخرى تنشط فيها "براعم" القاعدة، رغم المساعدات المالية واللوجستية الأمريكية لمكافحة الإرهاب، وهي برامج ذات مردود متفاوت، على ما أوردت مجلة "التايم" الشقيقة لـCNN.

ومن منظور أمني لجهة مكافحة الإرهاب، فأن الأسوأ هو تحول دول بطشت بقسوة بالجماعات الإرهابية في وقت سابق، إلى بؤر خصبة لأنشطة العناصر المتشددة، وذلك على وقع تغييرات الربيع العربي، فهذا يضع أمريكا أمام تهديدات إرهابية محتملة واسعة ويقلص خياراتها في التعامل معها.