أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- الآن فقط يبدأ الاختبار الحقيقي لمدى مصداقية النظام السوري، و حقيقة قدرات التأثير الروسية وصحة الرهان الأمريكي.
فقد قدمت أمريكا وروسيا خطة جديدة لإلزام سوريا بتفكيك مخزونها الكيماوي السبت، وهو ما وافق عليه نظام الرئيس بشار الأسد، لتبدأ تساؤلات بشأن مدى جديته في تسليم ترسانته، التي تعتبر أكبر مخزون في العالم للأسلحة الكيماوية، وما هي العواقب المترتبة عن عدم امتثاله بذلك... وما هي الخطوة التالية؟
هذا ما ستكشف عنه الأيام القليلة المقبلة، فأمام سوريا حتى الأسبوع المقبل لتقديم لائحة مفصلة بكامل ترسانتها الكيماوية، واليوم، الاثنين، ستعرض الأمم المتحدة تقريرا لطاقم مفتشيها حول إذا ما تم استخدام الغاز السام في هجوم الغوطة في 21 أغسطس/آب الفائت، لكن ما لن يزيح التقرير الأممي الغطاء عنه، هو هوية الذي يقف وراء الهجوم النظام.. أم المعارضة؟
ونستعرض الآن بإيجاز أبرز النقاط والتطورات المتعلقة في هذا الشأن.
ماهي تفاصيل الاتفاق الروسي الأمريكي؟
يضم اتفاق "إطار عمل التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية" في الأساس النقاط التالية:
- أمام سوريا أسبوع واحد لتقديم قائمة بكامل مخزونها الكيماوي
- نشر مفتشين دوليون في سوريا بحلول شهر نوفمبر/تشرين الثاني.
- بنهاية نوفمبر/تشرين الثاني، على فريق التفتيش إكمال مسحه المبدئي لمواقع الكيماوي.
- تدمير كافة عناصر الأسلحة الكيماوية بحلول منتصف العام المقبل.
خطة طموحة.. لكن هل من عواقب دولية حال عدم الالتزام بها؟
يبدأ مجلس الأمن الدولي، الاثنين، صياغة مشروع قرار ينص على مراقبة مدى الالتزام السوري بالخطة، ويسمح للأمم المتحدة بالنظر في إمكانية استخدام القوة إذا ما تقاعست في تنفيذها، وقال وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، في هذا الشأن: "إذا ما اعتقد نظام الأسد بأنه ما من عواقب لفعلته فسيبدأ في التلاعب."
استخدام للقوة... ألم تؤكد روسيا مرارا على رفضها العمل العسكري؟ في الواقع لقد أكدت موسكو ومازالت تتمسك بصلابة بموقفها هذا. إذا ما سيحدث حال عدم امتثال النظام السوري؟ .. تابع فهناك المزيد من التفاصيل تاليا.
يترقب الجميع تقرير مفتشي الأمم المتحدة حول هجوم الغوطة الشهر الماضي، الذي فجر كل التطورات الراهنة حول الكيماوي السوري، ورغم ذلك سيظل السؤال الملح مطروحاً.. من وراء الهجوم؟
مدى حجم المخزون الكيماوي السوري؟
تقدره الاستخبارات الأمريكية بقرابة ألف طن متري، معظمها لغاز السارين و"في اكس"، يتم تخزين عناصرها كل على حدة، وفق وزير الخارجية الأمريكية، ويعتقد أن تلك الترسانة موزعة في قرابة 50 موقعا مختلفاً..
أما ما يتعلق بعدد المفتشين اللازمين لتفكيك الترسانة الكيماوية؟ فما من تقديرات في هذا الشأن، فخطة العمل الأمريكية الروسية لا تنص سوى على أنهم طواقم "منظمة حظر الأسلحة الكيماوية"، وربما تلعب الأمم المتحدة دوراً كذلك.
ويقدر محللون مختصون، منهم ديفيد كي، المفتش السابق للأمم المتحدة، العديد ما بين 500 إلى ألف مفتش.
أبرز التحديات
من أين البداية؟ فالحرب الأهلية لا تزال تطحن البلاد، فمن الذي سيحمي فريق المفتشين لأداء مهامهم؟ فما من ذكر مطلقاً لنشر قوات عسكرية لتأمين تلك الطواقم.
ثم تبرز التساؤلات التالية.. إلى أين سيتم نقل المخزون السوري؟ وكيف؟ فقد رجحت آلية العمل الأمريكية الروسية سواحل سوريا، التي مازالت تحت سيطرة النظام، كمواقع محتملة لجمع وتدمير الترسانة؟ لكن من الذي سيحمي المفتشين أثناء توجههم إلى هناك؟ هل سيتعاون النظام تماما؟ وهل سيوافق مقاتلو النظام على هدنة لنقل الكيماوي؟
بالنظر إلى التحديات الهائلة.. ما هي احتمالات تدمير كافة الترسانة الكيماوية بحلول منتصف العام المقبل؟
قضى مفتشو الأمم المتحدة سبعة أعوام وهم يجوبون أنحاء العراق بحثا عن أسلحة الدمار الشامل لنظام صدام حسين، وحينها لم تكن البلاد في حالة حرب كما هو واقع الحال في سوريا
- ما هي آخر التقارير الاستخباراتية بشأن مواقع الكيماوي؟وماذا لو قام النظام بتحريكها؟
مصداقية سوريا على المحك خاصة في ظل اشتباه مسؤولين أمريكيين والمعارضة السورية بتحريك النظام جانب من ترسانته الكيماوية، وطمأن وزير الخارجية الأمريكية بمعرفة تلك المواقع قائلا: "اعتقد أننا نعلم أين هي، ونعلم أين معظمها الآن."
ثم استدرك قائلا: "الأمر يعود للسورين للكشف عن مكانها وحجمها"
الكرة الآن في معلب سوريا.. ماذا سيحدث في حال التلاعب؟
أشرنا مسبقاً إلى قرار دولي قيد النقاش والإعداد، إنه يتيح استخدام القوة عند فشل النظام السوري في التعاون.
ألم يقل الروس أنهم ضد العمل العسكري؟
نعم.. ولروسيا حق النقض "الفيتو" وأكدت مرارا إنها لن تسمح بتوجيه ضربة للحليف السوري، إذا ما سيحدث؟ عندها قد تقرر الولايات المتحدة عمل عسكري آحادي الجانب، فهو خيار لم تستبعده إدارة واشنطن عن الطاولة، وأكده وزير الخارجية خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي، لوران فابيوس، والبريطاني، ويليام هيغ.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.