القاهرة، مصر (CNN) -- فتحت مراكز الاقتراع في مصر أبوابها صباح الثلاثاء إيذانا ببدء الاستفتاء على الدستور الجديد، في أول اختبار شعبي بالمرحلة السياسية التي أعقبت عزل الرئيس محمد مرسي، وبدأت العملية التي تقاطعها جماعة الإخوان المسلمين على وقع انفجار لم يسفر عن سقوط ضحايا على مقربة من محكمة في القاهرة.
وقال مصدر مسؤول بالمركز الإعلامي الأمني بوزارة الداخلية إن انفجارا وقع صباح الثلاثاء بمحيط محكمة شمال الجيزة بشارع السودان في منطقة إمبابة، لم يسفر عن أي إصابات أو خسائر في الأرواح.
ومن المقرر أن تستمر عمليات التصويت على الاستفتاء الثلاثاء والأربعاء، وسط انتشار أمني كثيف للقوات المسلحة ووحدات الشرطة التي عززت وجودها داخل 352 لجنة عامة و11042 مركزا و30317 مقرا انتخابيا على مستوى البلاد لتأمين 52 مليونا 742 ألفا و 139 ناخبا من أبناء الشعب خلال الإدلاء بأصواتهم على مشروع الدستور.
ويرى كثير من المراقبين في إقبال المصريين على الاستفتاء، وموافقتهم على مشروع الدستور الجديد، وبنسبة كبيرة، قد يدعم ترشح وزير الدفاع، الفريق أول عبدالفتاح السيسي، لرئاسة الجمهورية، بعدما طلب تفويضاً من الشعب والجيش، لخوض السباق الرئاسي، وسط مؤشرات على أنه ربما يكون الأوفر حظاً للفوز.
مصر تعيش حالة "طوارئ" حتى استفتاء الدستور
وتسعى جهات رسمية وحزبية ودينية وبعض الشخصيات العامة إلى حشد ملايين المصريين للمشاركة في الاستفتاء، للانتهاء من أول استحقاق بـ"خارطة الطريق"، منذ عزل الرئيس السابق، محمد مرسي، وهو ما ظهر من دعاية غير مسبوقة في الشوارع والفضائيات المصرية واللقاءات الجماهيرية.
وقال نائب رئيس حزب "المصريين الأحرار"، نيازي مصطفى، إن "جميع المؤشرات تشير إلى أن الشعب سيخرج بكثافة خلال اليومين القادمين، للتصويت على الدستور"، مرجحاً بأن تتعدى نسبة الموافقة 57 في المائة، مستبعداً، في الوقت نفسه، احتمالية رفض الدستور الجديد.
"مصر القوية" يقاطع الاستفتاء ويهاجم مشروع الدستور
وأضاف مصطفى، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن الاستفتاء يؤكد أن خارطة المستقبل، التي تم الإعلان عنها عقب 30 يونيو/ حزيران الماضي، "تسير في الطريق الصحيح"، وسيكون أمام الرئيس "المؤقت"، عدلي منصور، تحديد إجراء الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية أولاً.
وأشار إلى أن نزول المصريين بكثافة، يعطي مؤشراً هاماً للاستفتاء على ترشح الفريق أول عبدالفتاح السيسي للرئاسة، لافتاً إلى اشتراطه تفويض من الجيش والشعب للترشح، وهو ما يؤكد هذا المعنى.
اشتباكات بمصر وإحباط "مخطط" لتخريب الاستفتاء
من جهته، قال المتحدث باسم "التيار الشعبي"، حسام مؤنس، إن مشاركة عدد كبير من المصريين بالاستفتاء، بغض النظر بالتصويت بنعم أو لا، يعطي رسالة بأن المصريين لا يخشون التهديد بالعنف، أو أي شيء يدفعهم لعدم المشاركة.
وأوضح عضو التيار، الذي أسسه المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، والذي أعلن نيته خوض الانتخابات القادمة، أن "التيار لديه ملاحظات على مشروع الدستور، ولكن هناك مزايا لا يستطيع إغفالها."
الإخوان تدعو لمقاطعة الاستفتاء.. وهذه أسبابها
وأشار مؤنس، في تصريح لـCNN بالعربية، إلى أن "اليومين القادمين، ونسبة مشاركة المصريين بالاستفتاء، هما ما سيثبتان ما إذا كانت 30 يونيو ثورة أم انقلاب"، وأيضاً فإن "التعديلات تبقى حبراً على ورق، إذا لم يجد خطوات للتنفيذ."
وقال إن من يروجون بأن الموافقة تعني تفويض الفريق السيسي للترشح للرئاسة، هم من "أصحاب الأمل" في إعادة ما أسماه بـ"شبكات قديمة قضى عليها الشعب المصري."
ما علاقة مولد النبي وميلاد المسيح بمحاكمة مرسي؟
من جهة أخرى، نقلت وسائل إعلام مصرية عن اللجنة العليا للانتخابات أن 53 مليون مواطن لهم حق التصويت في الاستفتاء، منهم الرئيسان السابقان حسني مبارك، ومحمد مرسي، واللذين يحاكمان أمام القضاء بعدة تهم، منها قتل المتظاهرين، وذلك ما لم يصدر حكم قضائي ضدهما.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.