صراع بين العاطفة والغريزة وانتقاد بيروقراطية أفراد الكنيسة..أفلام طلابية تركز على قضايا ساخنة في دبي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بلهجة إنكليزية مترددة، تحاول اللبنانية كلارا الشرح للألماني مارفن عن الوضع الحالي في لبنان. تجمعهما طاولة تضم أربعة مخرجي أفلام آخرين من جنسيات مختلفة، على هامش فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان السرد الإبداعي، للأفلام الطلابية القصيرة، الذي تنظمه الجامعة الأمريكية في دبي.
"لازلنا بلا رئيس للجمهوية" تقول كلارا بشيء من الفكاهة، "ولا زلنا نعاني من انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر". وبعد لحظة هدوء تضيف وكأنها تذكرت أمراً للتو، "ولا تزال مشكلة النفايات...".
قد يبدو الحديث عن هذه المصاعب التي يمر بها لبنان أمراً يصعب على مارفن وغيره من المخرجين الأجانب المشاركين في المهرجان تخيّله، لكن هذه المصاعب كلها، يحملها صانعو الأفلام اللبنانيين.
وتميزت على المستوى العربي مشاركات الأفلام الطلابية من لبنان هذا العام، والتي عكست المشاكل الاجتماعية والعلاقات الإنسانية في هذا البلد الصغير، بعيداً عن الصبغة السياسية وأصداء الحرب الأهلية.
أفلام تمتع المشاهد
على الطاولة ذاتها، يجلس خريّج الجامعة اللبنانية المشارك في المهرجان، جورج هزيم، الذي اختار فكرة "فلسفية وشاعرية" لفيلمه، على حد وصفه، قائلاً إن فيلمه، "من رحم السماء"، "يتحدث عن تطور علاقة تجمع ما بين فتاتين، ويحصل فيها تصارع ما بين العاطفة والغريزة".
أما المشاركة من جامعة سيدة اللويزة، ناتالي موسى، فبحثت من خلال فيلمها "Fade Out"، بحسب قولها "عن فكرة لا تتعلق بالحرب ولا الدين ولا القوانين." وتناول فيلمها قصة كاتب نص يعاني من جفاف الأفكار ويستعمل المشاكل التي تحصل بين زوجين يعيشان في المبنى المقابل له لاستلهام أحداث قصته الجديدة، إلى حين تتوقف المشاكل بين الثنائي فيبدأ بالتدخل في حياتهما بشكل غير مباشر لاستكمال النص.
ومن المشاركات البارزة في المهرجان فيلم "Under the Robes" لخريج جامعة البلمند ميشيل زرازير، الذي انتقد فيه بطابع فكاهي ممارسات بعض أفراد الكنيسة والبيروقراطية التي تحكمهم، قائلاً: "ضحك الجميع لدى مشاهدة الفيلم، حتى أفراد الكنيسة، وخصوصاً أنني لم أنتقد الدين بقدر انتقادي للأشخاص الذين يسيؤون استغلال السلطة".
مشاركات عربية خجولة
من جهتها، أوضحت رئيسة اللجنة في المهرجان صوفي بطرس أن الطلاب يركزون على قضايا ومواضيع محددة، سعياً إلى تسليط الضوء عليها.
وبرزت المشاركات من دولة الإمارات عربياً في فئة الأفلام الوثائقية، والتي ناقشت مواضيع إنسانية مختلفة كالعنف ضد المرأة، والمعاناة مع مرض السرطان، وغيرها.
وقالت مخرجة الوثائقي "تاء مربوطة" والطالبة في الجامعة الأمريكية في دبي ابتهال بختي إن فريقها سعى إلى تسليط الضوء على عقلية المجمع وكيفية تفاعله مع قضية العنف ضد المرأة، واصفة النتائج التي توصلت لها عبر الفيلم بـ "المؤذية نفسياً"، وموضحة أن "الكثير من الأشخاص يدعون مناهضتهم للعنف، تختلف ردات فعلهم لدى مواجهة الأمر على أرض الواقع."
وتعليقاً على المشاركات العربية في مهرجان هذا العام، أضافت بطرس: "نحن نحاول الوصول لكافة دول العالم العربي، لكن التجاوب أقل من المستوى الذي نطمح إليه،" متمنية أن "يزيد التجاوب من قبل الجامعات لتشجيع الأعمال العربية على المشاركة."
وتتعرفون أكثر إلى المشاركات العربية لهذا العام من خلال الضغط على الصور في المعرض أعلاه: