الإماراتية زهراء لاري.. زهرة ثلجيّة تنمو في الصحراء

نشر
5 دقائق قراءة
تقرير سارة حسن
Andrea Solero/AFP/GettyImages
ANDREA SOLERO/AFP/Getty Images
Alexander Hassenstein/Bongarts/Getty Images
Tom Dulat/Getty Images
Francois Nel/Getty Images
Francois Nel/Getty Images
6/1الإماراتية زهراء لاري.. زهرة ثلجيّة تنمو في الصحراء

تبلغ المتزلّجة الاستعراضية زهراء لاري 22 عاماً، وهي أول متزلجة فنيّة إماراتية وخليجية تشارك في مسابقات دولية -- عدا عن كونها أول امرأة تتزلج على الجليد في محافل عالمية، وهي ترتدي غطاء الرأس. 

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في العام 2005، أُطلق فيلم "أميرة الثلج" (Ice Princess)، الهوليوودي، الذي تدور أحداثه حول فتاة شابة عارضت الطريق الذي رُسم لمستقبلها مُسبقاً، واختارت مواجهة العراقيل، واحتراف التزلّج الفني على الجليد.

محتوى إعلاني

وكانت لقصة ذاك الفيلم وقعٌ كبير على طفلة إماراتية شاهدته ولم تعلم حينها أن مستقبلها سيرتبط بالتزلج الاستعراضي. 

وتقول المتزلجة الفنيّة الإماراتية المحترفة زهراء لاري في حديث مع موقع CNN بالعربية عبر البريد الإلكتروني: "بدأت بالتزلج الفني على الجليد عندما بلغت الـ 12 عاماً بعد مشاهدة الفيلم، وأغرمت بالتزلج فوراً!"

وتبلغ لاري اليوم 22 عاماً، وهي أول متزلجٍة فنيّة إماراتية وخليجية تشارك في مسابقات دولية، كما تنافست مع أبرز المتزلجين الاستعراضيين العالميين لدى مشاركتها في التصفيات المؤهلة لمسابقة الألعاب الأولمبية الشتوية التي ستقام العام المقبل في كوريا الجنوبية -- عدا عن كونها أول امرأة تتزلج على الجليد في محافل عالمية وهي ترتدي غطاء الرأس. 

والتزلّج الفني أو الاستعراضي هو من الرياضات التي تجمع النشاط البدني القاسي بالجمال الفني لحركات الرقص الاستعراضية على أنغام الموسيقى، ما يجعلها رياضة تنصاع للمشاعر بذات مقدار انصياعها لقواعد الرياضة بحد ذاتها.

لكن، تؤكد لاري أن الحركات ليست وليدة اللحظة، بل هي نتيجة لتنسيق بينها وبين مصمم الرقص الخاص بها، وتضيف: "اختار الموسيقى، ويعمل معي منسق الرقصات للوصول إلى البرنامج، وتحدد مدربتي التفاصيل التقنية، ويجتمع عملنا سوية، ما يثنتج رقصتي الكاملة... هذه رياضة تقنية وعلمية جداً وتتطلب قدرات وخبرات خاصة للوصول إلى النتائج."

قد يهمك أيضاً: جدة تشهد على أول بطولة رسمية لكرة السلة النسائية في السعودية

واحتراف لاري لرياضة التزلج الفني في دولة تشتهر بمناخها الصحراوي من جهة وبيئتها المحافظة من جهة أخرى هو أمر نادر بدون شك، إذ تقول: "يعتبر القبول الاجتماعي تحدياً كبيراً، إلى جانب تحدي تأمين الدعم المادي."

لكن، لا شك بأن الأمور آخذة بالتطور على صعيد الرياضة النسائية في منطقة الخليج، بعد مشاركة لاعبتين أولمبيتين سعوديتين، هما سارة عطار ووجدان شهرخاني، في ألعاب لندن الأولمبية في العام 2012، إلى جانب السباحة القطرية ندى عرقجي.

وتقول لاري: "أكادمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية هي الراعي الأساسي لي، وهي تقدّم جهوداً حثيثة لدعم الرياضة النسائية في المنطقة."

وتبذل الأكاديمية جهوداً لدعم الرياضة النسائية، مثل إقامة كأس أكاديمية فاطمة بنت مبارك للتزلج الإستعراضي على الجليد سنوياً منذ العام 2015، وتنظيم مؤتمر أبوظبي الدولي لرياضة المرأة للعام الرابع، وتنظيم الفعاليات الرياضية المخصصة للنساء. 

ويُذكر أن لاري قد ظهرت في إعلانٍ لعلامة "نايكي" المتخصصة بالمنتجات الرياضية بعنوان "إيش حيقولوا عنك،" شجّع النساء على المثابرة لتحقيق التفوّق الرياضي وعدم السماح للآراء المناهضة بالتخفيف من عزيمتهم. 

وأسست أسرة لاري أول نادٍ للتزلج على الجليد في البلاد، أي "نادي الإمارات للتزلج،" في مدينة زايد الرياضية في العاصمة أبوظبي. وتظهر لاري في الصورة أدناه مع والدها فاضل لاري ووالدتها ومديرة أعمالها رقية كوتشران.  

ومن جهة ثانية، تعاني لاري كرياضية من صعوبة إيجاد الوقت الكافي لممارسة التمارين، فقد احترفت تلك الرياضة بدون التفريط بتعليمها المدرسي، ما أجبرها على الاستيقاظ فجراً لممارسة التمارين قبل المدرسة ولاحقاً بعد المدرسة حتى تخرجها. وتدرس لاري حالياً في جامعة أبوظبي، حيث تكمل درجة البكالوريوس في الصحة البيئية والسلامة.

ولدى سؤالها عن هدفها، تقول لاري إن طموحها لا يقتصر على تمثيل الإمارات في الألعاب الأولمبية الشتوية فقط، بل تطمح إلى ما هو أكثر، كالمشاركة في بطولة العالم للتزلج الفني على الجليد، وغيرها. 

وتشاهدون لحظات مميزة من مشوار لاري كمتزلجة استعراضية في معرض الصور أعلاه: (اضغط على الصور لقراءة المزيد)

نشر
محتوى إعلاني