رأي.. خلف بن أحمد الحبتور يكتب لـCNN: أيها الخليجيون احذروا!
هذا المقال بقلم خلف بن أحمد الحبتور، رجل أعمال إماراتي ورئيس مجلس إدارة مجموعة "الحبتور" الإماراتية، والآراء الواردة أدناه تعبر عن وجهة نظره ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
ما نشهده من تصعيد للتوترات في المنطقة يدفعني لتجديد تحذيري الذي لطالما كتبته منذ سنوات عدة من المخاطر التي تهدد أمننا في دول مجلس التعاون الخليجي. أشعر اليوم أكثر من أي وقت مضى بأننا متجهون نحو مواجهة كبيرة في منطقتنا.
لقد استعرت الحرب بعد الغارات الجوية الإسرائيلية على مدينة الحديدة اليمنية على البحر الأحمر يوم السبت، مما يثير المخاوف من اندلاع حرب إقليمية. قد نعلم متى تبدأ، ولكن لا نعلم كيف ومتى تنتهي.
تبرز تصريحات تتهم دولاً عربية بمساعدة الطيران الإسرائيلي في شن هجماته على اليمن. هذه الاتهامات تمهد لأمر خطير يتماهى مع سياسة التحريض التي تنتهجها منذ فترة طويلة منابر الميليشيات الإيرانية في المنطقة، بما في ذلك الحوثيين في اليمن، قوات الحشد الشعبي في العراق، وحزب الله في لبنان. هذه الجماعات تتهم دول الخليج بالخيانة وتوجه تهديدات صريحة ضدنا.
رغم محاولاتنا لتحسين العلاقات مع النظام الإيراني، فإن وكلاءه لا يزالون يقاتلوننا. فلا يمكننا الثقة بمن يمتهنون سياسة التقية في تعاملاتهم معنا.
في خطاب متلفز، هدد أمين عام حزب الله حسن نصرالله المملكة العربية السعودية بشكل مباشر، مدعياً أنها تحرض وتدفع لإسرائيل مقابل هجماتها على حزب الله. الحوثيون يتعهدون بضرب السعودية مرة أخرى. الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران في العراق تثير الفتن وتوجه التهديدات ضد دولنا باتهامات باطلة. رجال الدين هناك يستغلون ذكرى عاشوراء لبث الأكاذيب ضد دول الخليج. خطاب مقتدى الصدر الأخير هو مثال واضح على استفزازاتهم وإهاناتهم لنا، خاصة عندما يتعلق الأمر بتحريف بعض آيات القرآن الكريم، مقارنة النجف بمكة المكرّمة، ولعن بني أمية بالكامل، مؤكدين على دخول بيت الله من باب علي فقط.
علاوة على ذلك، تصريحات أحمد علم الهدى، عضو مجلس خبراء القيادة وممثل المرشد الأعلى في محافظة خراسان الرضوية في إيران، تعترف صراحة بأن حزب الله، الحوثيين، قوات الحشد الشعبي، وآخرين يعملون لصالح إيران ضد الدول التي يتواجدون فيها. ويفتخر بأن إيران قد أحاطت دول الخليج من الشمال والجنوب بهدف تفكيكها.
نظرًا لأن هذه الميليشيات تُدار من قبل إيران، علينا أن نسأل أين تلك الوعود بعلاقة جديدة؟ إن أسلوب إيران في شن الحرب عبر وكلائها يشير إلى هدفها في تحويل أراضينا العربية إلى ساحات قتال لتحقيق أجندتها.
كل ما أحذر منه اليوم، أشرت إليه في كتاباتي منذ عقود، وجمعت مقالاتي في كتاب بعنوان "هل من يصغي؟". السؤال الجوهري هو: ماذا نفعل لمواجهة الخطر الذي يهدد أمننا ووجودنا؟
يجب علينا إعادة تفعيل توحيد صفوف قواتنا العسكرية في الخليج كقوة رادعة لأي عمل عدواني. نحن أقوياء ولسنا ضعفاء، ويمكننا الوصول إلى كل مكان، ولكن يجب أن نظل يقظين وحذرين.
أحث قادتنا على توجيه الاهتمام إلى الحدود العراقية، حيث يتم التحضير لحرب إيرانية بالوكالة ضدنا. تابعوا تصريحات قادة الميليشيات الإيرانية في العراق ورجال دينهم، وافهموا خطورة تهديداتهم، وستفهمون مدى إلحاح تحذيراتي.
يجب أن نتحرك الآن لتجنب الندم لاحقاً لعدم إدراكنا لخطورة الأمر إلا بعد فوات الأوان. والسؤال يبقى: "هل من يصغي؟".