مقتل إسماعيل هنية بقلب إيران.. ماذا على المحك؟

نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قُتل القائد السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، بحسب ما أفادت به قوات الحرس الثوري الإيراني وحركة حماس، الأربعاء، في تصعيد كبير يعمق المخاوف من اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط.

يمثل مقتل هنية ضربة كبيرة لحركة حماس، إذ أنه كان أبرز شخصية عامة تقود العمليات السياسية للمجموعة بينما كان يعيش في الخارج، ويعتبر ثاني قائد لمجموعة مسلحة مدعومة من إيران، يبلغ عن قتله في الأيام الأخيرة.

محتوى إعلاني

واتهمت حماس، في بيان لها، إسرائيل باستهداف هنية في "ضربة" لمقر إقامته في طهران، عقب مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه لا يرد على التقارير الواردة في وسائل الإعلام الأجنبية، رغم أن مسؤولين كبارا تعهدوا في السابق بالقضاء على حماس وقيادتها ردا على هجوم الحركة على إسرائيل في 7 أكتوبر.

وأضاف الجيش الإسرائيلي فيما بعد إنه يقوم بـ"تقييم الوضع".

على النقيض أكدت إسرائيل أنها نفذت ضربة في العاصمة اللبنانية بيروت، الثلاثاء، قتلت فيها القائد العسكري الأعلى لحزب الله، فؤاد شكر، والذي اتهمته بشن هجوم قاتل في مرتفعات الجولان المحتلة من قبل إسرائيل. ويعتبر مقتل فؤاد شكر التصعيد الإسرائيلي الأكثر جدية منذ بدء المواجهات بين حزب الله وإسرائيل في 7 أكتوبر.

وليس من الواضح على وجه التحديد متى قُتل هنية، وهو المحاور الرئيسي مع الوسطاء المصريين والقطريين بشأن محادثات الرهائن ووقف إطلاق النار الجارية في غزة. وأدى الرئيس الإيراني الجديد اليمين الدستورية، الثلاثاء، ونشرت حماس صورا في نفس اليوم لاجتماع هنية مع مسؤولين إيرانيين في طهران.

ويأتي مقتله في وقت محفوف بالمخاطر بشكل خاص في الشرق الأوسط، مع تصاعد المواجهات بين إسرائيل وحزب الله الذي يهدد بالتوسع إلى حرب إقليمية أوسع، وبينما تواصل حماس قتال الجيش الإسرائيلي في غزة وسط أزمة إنسانية كارثية تتكشف.

وأفاد موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إن وفاة هنية " لن تمر عبثاً"، في حين قال مسؤول آخر في حماس إن الحركة "مستعدة لدفع أثمان مختلفة".

قال المتحدث باسم البيت الأبيض إن الإدارة اطلعت على التقارير التي تفيد بمقتل الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في إيران، لكنه رفض الإدلاء بمزيد من التعليقات على الفور.

وقال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن إنه لا يعتقد أن الحرب في الشرق الأوسط حتمية، ولكن إذا تعرضت إسرائيل للهجوم فإن الولايات المتحدة ستساعد في الدفاع عنها.

يعتبر هنية القائد الثاني من حماس الذي قتل منذ بدء الحرب الإسرائيلية في غزة، وفي يناير/ كانون الثاني، قالت حماس إن نائب رئيس المكتب السياسي، صالح العاروري قُتل في غارة جوية إسرائيلية في العاصمة اللبنانية بيروت، وكان يعتبر العاروري واحداً من مؤسسي الجناح العسكري لحماس، كتائب عز الدين القسام.

ومع ذلك، تمكنت حماس من تحمل مقتل قادة رئيسيين آخرين في الماضي، بما في ذلك مقتل مؤسسيها الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي اللذين قتلا بفارق أسابيع في عام 2004.

قال باراك رافيد، المحلل السياسي والخارجي لشبكة CNN، إن الحكومة الإسرائيلية ترى هنية كواحد من المسؤولين عن هجمات حماس في 7 أكتوبر، ورغم أنه ليس له تأثير عسكري كبير، فإن مقتله "سيكون له تأثير كبير" على المفاوضات الجارية حول الرهائن ووقف إطلاق النار.

وأضاف أن "هذا الاغتيال، بطريقة ما، مجرد مسألة وقت وليس مسألة إذا كان سيحدث أم لا".

وقال الحرس الثوري الإسلامي، وهو جناح النخبة في الجيش الإيراني، إن مقتل هنية قيد التحقيق وسيتم الإعلان عن النتائج في وقت لاحق، الأربعاء، وفقًا للإعلام الإيراني الرسمي.

من جهته أدان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الأربعاء، مقتل هنية واصفاً إياه بأنه "عمل جبان وتطور خطير"، وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية.

يعتبر مقتل هنية في طهران وشكر في بيروت، وهما قائدان لمجموعتين مسلحتين مدعومتين من إيران، حدثاً مهماً من حيث التوقيت والمكان.

أشار العميد (احتياط) أساف أوريون وهو باحث بارز في معهد الدراسات الأمنية الوطنية، إن مقتل القائدين " يزيد من احتمال رد المحور، مما يضيف هجمات من إيران ووكلائها إلى القائمة".

والجدير بالذكر أن إسرائيل لم تعلق على مقتل هنية، إلا أنها تعهدت بالقضاء على قيادة حماس ولديها تاريخ في تنفيذ اغتيالات في إيران وكذلك ضد أهداف إيرانية.

واتهمت إيران إسرائيل، في أبريل/ نيسان، بقصف مجمع سفارتها في سوريا مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن سبعة مسؤولين بما في ذلك محمد رضا زاهدي، قائد بارز في الحرس الثوري الإيراني، والقائد الكبير محمد هادي حجي رحيمي. ورداً على ذلك، أطلقت إيران هجوماً غير مسبوق بالطائرات بدون طيار والصواريخ على إسرائيل.

نشر
محتوى إعلاني