"لن يقاتلوا للإسرائيليين ولا للفلسطينيين".. الجنرال باتريوس يفصّل سيناريو إرسال قوات عربية لغزة
تحدث المدير الأسبق لوكالة الاستخبارات المركزية، الجنرال الأمريكي المتقاعد ديفيد باتريوس، في مقابلة مع مذيع CNN، جايك تابر، عن "الطريقة البديلة الوحيدة لتحقيق الأمن" في غزة و"جعل حياة الفلسطينيين أفضل"، مستشهدًا ببعض الأمور التي قامت بها الولايات المتحدة في الفلوجة والرمادي وبعقوبة.
نستعرض لكم فيما يلي نص الحوار الذي دار بينهما:
جايك تابر: إذا كنا سنحاول كغرب الوصول إلى غزة ما بعد الحرب، فلن نتمكن من… من الواضح أن ذلك لن ينجح مع الاحتلال الإسرائيلي، أليس كذلك؟ نحن نعلم كيف يبدو ذلك ولكنه لا ينجح. لهذا السبب انسحب الإسرائيليون.
ديفيد باتريوس: إنه البديل الوحيد.
جايك تابر: تعتقد أن هذا البديل الوحيد؟
ديفيد باتريوس: إنها الطريقة البديلة الوحيدة لتحقيق الأمن. أنا لا أتحدث عن المستوطنات، فقد كانت هناك مستوطنات في الماضي عندما كانوا محتلين. يجب أن يوصف إنشاء الأمن صراحة بأنه مؤقت ويعتمد على الشروط، ثم، بمجرد أن يكون لديك الأمن، يمكنك إحضار قوات الأمن الفلسطينية المدربة والمجهزة من قبل الولايات المتحدة ومركز تدريب الشرطة الأردني الدولي، يمكنك جلب قوات عربية، وسوف يأتون في تلك الحالة. لكنهم لن يدخلوا ويقاتلوا ما سيُرى على أنه بالنيابة عن إسرائيل ضد عرب آخرين، ووقوع ضحايا بالمناسبة في سبيل إسرائيل. لا أعتقد أن ذلك… لقد تحدثت إلى قادة عرب عن ذلك، ولكن لا أرى حدوث ذلك.
جايك تابر: لم أعني حدوث الأمر على الفور، وإنما فيما يتعلق بما كنت تتحدث عنه. هل هناك أي استعداد من الأردن والجامعة العربية لـ.. لنقل إن الإسرائيليين ونتنياهو قالوا: سوف نحتل غزة لـ6 أشهر أخرى، وبعدها نحتاج إلى قوات عربية وفلسطينية لتوفير الأمن للمنطقة، ومن ثم يمكننا الحديث عن نوع من الدولة الفلسطينية بطريقة أو بأخرى. هل هناك استعداد من السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية والأردنيين وما هنالك للمشاركة في هذا النوع من المناقشة؟
ديفيد باتريوس: إذا حققت إسرائيل السلام. إنهم لا يحتلون غزة الآن، وإنما يطهرون ويخرجون. إنهم ينفذون مداهمة ثم يخرجون. إنهم لا يؤمنون غزة. لا يوجد أمن حقيقي في غزة. ما يوجد هو سلسلة من الجهات المجرمة وبقايا حماس والجهاد الإسلامي. وبالمناسبة، إنهم يعيدون بناء أنفسهم، هناك الكثير من المجندين للنسخة الثانية من حماس، رغم كونها بدون كل المواد والأسلحة والذخيرة التي تمر عادة من معبر رفح تحت الحدود الجنوبية بين غزة ومصر. لكن، إذا حققوا الأمن، وقد ناقشنا كيفية القيام بذلك، سلاسل من المجمعات المسوّرة كما فعلنا في الفلوجة والرمادي وبعقوبة، وتخبر الشعب الفلسطيني بصراحة سنجعل حياتكم أفضل، والطريقة التي سننجز بها الأمر هي بإخراج حماس والآخرين من مناطقكم وسنستخدم الأسوار وسنوفر لكم بطاقات هوية بيومترية وسنعيدكم مبدئيًا إلى الملاجئ التي تكون أفضل من الخيام، مع تشييد البيوت واستعادة الخدمات الأساسية ومضي إعادة البناء قدمًا. بعدها سوف ترى إرسال الدول العربية ليس للمال فقط، ولكن أيضًا قوات الأمن لتعزيز ذلك. وسترى فرصة دخول قوات الأمن الفلسطينية أيضًا، وبعدها قد تكون هناك حوكمة محلية. لذا، سيستمر الإسرائيليون في التخفيف مع انتقالهم كما هو مفترض من الشمال إلى الجنوب، مجددًا، لإنشاء هذه المجتمعات المسورة. أعتقد يا جيك أن هذا هو الخيار الواقعي الوحيد لكيفية توفير حياة أفضل للشعب الفلسطيني، وهو عنصر حاسم كان مفقودًا هنا. لا توجد رؤية لليوم التالي. حتى وزير الدفاع، يوآف غالانت، دعا إلى رؤية سياسية لغزة، ولم يتم تقديم هذه الرؤية. هذا من شأنه أن يوفر ذلك. ومن ثم يمكنك أن تجد نفسك في موقف، مرة أخرى، من الناحية المثالية، بعد بضع سنوات من الآن، ترى فيه الفلسطينيين واليهود الإسرائيليين يعيشون جنباً إلى جنب في سلام.