سخط من سقوط قذائف من سوريا على مدينة الرمثا الأردنية.. ومسؤولون لـCNN: الأمر متوقع ولا حاجة للخوف
الرمثا، الأردن (CNN)-- ارتفعت أعداد القذائف التي تسقط في مدينة الرمثا الأردنية، المحاذية لمدينة درعا السورية، خلال الأشهر الأخيرة إثر الغارات الجوية التي تعاني منها سوريا. وصرح مسؤولون أردنيون لموقع CNN بالعربية "توقعهم" ذلك، وشددوا في تصريحات للشعب الأردني على أن القذائف لا تستهدف دولتهم في محاولة لطمأنة سكان المنطقة القريبة من الصراع في سوريا.
وتأتي زيادة مثل هذه الأحداث بالتزامن مع بدء تدريبات "رعد الشمال" السعودية التي يشارك فيها الأردن، وسط غموض يلف الموقف الرسمي الأردني حول الانخراط في التدخل البري في سوريا، ما دفع قائد الجيش الأردني، الفريق ركن مشعل الزبن، لزيارة الواجهة الشمالية وبث رسائل تطمأن الأردنيين عن الأوضاع الأمنية.
وأكد محافظ إربد، سعد شهاب، في تصريحات لموقع CNN بالعربية، أن القذائف التي تصل الرمثا "متوقعة" لكنها ليست موجهة ضد المملكة، حسب تعبيره، مشيرا إلى عدم الحاجة إلى تركيب أجهزة إنذار مبكر في المدينة.
ويقول العسكري المتقاعد، فيصل السقار، الذي يسكن غرب الرمثا، إن "قذيفة جوية" سقطت على منزله، الجمعة الماضية، مخترقة غرفة الجلوس وقطعت مسافة حوالي ثمانية كيلومترات أفقيا.
وأضاف السقار أن القذيفة لم تكن قذيفة "هاون" أو مدفعية، مشيرا إلى أنها المرة الأولى التي تصل فيها قذيفة إلى هذا المدى، متابعا: "القذيفة روسية وهي صاروخية تُستخدم ضد الدبابات وتطلق من الطائرات، وأخفاها سلاح الهندسة الأردني فورا."
ويطالب السقار حكومة بلاده، بتطبيق إجراءات حماية السكان من القذائف، قائلا إن الدولة غائبة عن هذه التداعيات، كما طالب بإنشاء منطقة عازلة لحماية المدنيين من العمليات العسكرية بدعم من الأمم المتحدة.
واشتكت عائلة مواطن أردني آخر، موسى نصار، من سقوط قذيفة عشوائية في باحة منزلها، السبت، والتي اخترقت أيضا غرفة الجلوس في تمام الساعة السادسة صباحا، مشيرة إلى أن سلاح الهندسة تأخر نحو 3 ساعات حتى وصل لإخلاء القذيفة.
ولا تزال ذكرى مقتل الطالب الجامعي، عبد المنعم الحوراني، حية في أذهان سكان المنطقة، بعد مصرعه عند سقوط قذيفة عشوائية في يونيو/ حزيران الماضي، والتي تسببت في إصابة ستة آخرين.
ويرى ابن عم الحوارني، أن حادثة مقتل قريبه أصبحت في طي النسيان لدى الحكومة ومسؤولي بلده، على حد تعبيره، فيما عبر شقيق الحوراني، الذي أُصيب أيضا بسبب القذيفة التي قتلت أخيه، عن سخطه لتردي وضعه الصحي بسبب الإصابة.
اقرأ.. اللاجئون على الحدود الأردنية السورية: فرحة عبور مؤجل تعري مأساة الحرب
ومن جانبه، أكد محافظ إربد، سعد شهاب، في حديث للموقع، متابعة الجهات الرسمية أولا بأول تطورات الأحداث، وعقد لقاءات مع مسؤولي المدينة وتوعيتهم بالأوضاع في المدينة.
وقال شهاب إن سلاح الهندسة المعني بمتابعة القذائف موجود، فيما شدد على أن سقوط القذائف هو أمر طبيعي واعتيادي لمشاركة الرمثا حدودها مع درعا السورية.
وأضاف المسؤول الرسمي: "أوضحنا هذه القضية وقلنا للسكان إن القذائف متوقعة لأن الرمثا تبعد عن درعا مسافة ثمانية كيلومترات، وأغلبية القذائف لم تنفجر، باستثناء حادثة الطالب الحوراني."
ورأى شهاب أن وصف المدينة بأنها "منكوبة" لا ينطبق على الرمثا وفقا للمعايير الدولية، وأنه من غير الضروري تركيب صفارات إنذار في المدينة. ويُذكر تركيب العشرات من صفارات الإنذار في العاصمة عمّان قبل عام.
ونفى شهاب ما تداولته تقارير صحفية تفيد بسقوط نحو 80 قذيفة على الرمثا خلال 5 سنوات، قائلا: "ليس صحيحا، لم يتجاوز العدد 40 قذيفة وعدد المنازل التي أصيبت بقذائف هو ربما أربعة منازل، دون وقوع إصابات."