بعد أن كان علاجاً واعداً.. 3 دراسات توضح فشل عقار التهاب المفاصل بمعالجة مرضى كورونا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بعد أن كان دواء "توسيليزوماب"، وهو مستخدم لالتهاب المفاصل الروماتويدي، علاجاً واعداً للمرضى المصابين بكورونا في المستشفى، إلا أنه لم يزد من فرص بقائهم على قيد الحياة أو مساعدتهم على التحسن بشكل أسرع، وفقاً لثلاث تجارب نُشرت هذا الأسبوع.
ورغم ذلك، وجدت تجربة رابعة أن العقار يزيد من فرص البقاء على قيد الحياة، ولكن لا تعتبر نتائجها حاسمة لأنها دراسة قائمة على الملاحظة.
ونُشرت ثلاث من التجارب يوم الثلاثاء في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، ونُشرت التجربة الرابعة في مجلة "نيو إنجلاند" الطبية، يوم الأربعاء.
وبينما أن هذه النتائج تعطيك نظرة مبهمة حول عقار "توسيليزوماب"، إلا أن الدراسات تظهر أن الدواء ليس بمثابة رصاصة سحرية، يجب استخدامها لدى جميع المرضى المصابين بـ"كوفيد-19"، في المستشفى. ولكن، يمكن ترك بعض الفسحة لاستخدامه مع مجموعة معينة من المرضى.
ويقول الدكتور جوناثان بار، وهو أستاذ مساعد في قسم الأمراض المعدية بجامعة نورث كارولينا، لـCNN: "من المحتمل أن تساعدنا النتائج القادمة من التجارب العشوائية الأخرى في تحديد مجموعات الأشخاص الذين سيستفيدون منه. ورغم ذلك، تدعم الأدلة المتزايدة تدعم الإرشادات الحالية، والتي توصي بعدم استخدام عقار التوسيليزوماب خارج التجارب السريرية".
ويباع عقار "توسيليزوماب" تحت الاسم التجاري "Actemra"، حيث يستخدم لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي، ويمنع الإنترلوكين 6، وهو جزيء يسبب الالتهاب.
ورغم ذلك، كانت هذه التقارير المبكرة في الغالب قائمة على الملاحظة، ما يعني أنها أخذت البيانات الموجودة وحللتها، بدلاً من تصميم تجربة مخصصة لتقييم "توسيليزوماب".
ولكن، بدأت تظهر اليوم نتائج التجارب، التي خصصت للنظر في أثر العقار مستقبلاً.
وكشفت 3 دراسات نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، عن أن المرضى الذين تلقوا العناية في المستشفى بإيطاليا، وحصلوا على عقار "توسيليزوماب"، لم تكن حالتهم أفضل من الأشخاص الذين تلقوا الرعاية القياسية.
ووجدت دراسة مماثلة في فرنسا أن "توسيليزوماب" ربما أدى إلى تحسينات طفيفة بحلول اليوم الـ14، مقارنة بالرعاية المعتادة، ولكن لم تكن هناك اختلافات في البقاء على قيد الحياة بحلول اليوم الـ28.
وأوضحت الدراسة الثالثة أن خطر الوفاة داخل المستشفى كان أقل بنحو 30٪ لدى المرضى الأمريكيين، الذين يتلقون عقار "توسيليزوماب"، خلال اليومين الأولين من دخول وحدة العناية المركزة، مقارنة بأولئك الذين لم يحصلوا على الدواء.
ولكن، نظراً إلى أنها كانت تجربة قائمة على الملاحظة، فقد تكون هناك عوامل أثرت على النتيجة، بعيداً عن فعالية الدواء نفسه.
ويقول الدكتور شروتي جوبتا، وهو مسؤول عن إدارة فريق الدراسة: "لقد درسنا إعطاء توسيليزوماب للمرضى الذين يعانون من حالات شديدة من المرض، وجميعهم يحتاجون إلى الرعاية في وحدة العناية المركزة. وعلى نقيض ذلك، درست التجربتان المتبقيتان المرضى، الذين يعانون من حالة مرضية أقل شدة".
وأضاف الدكتور ديفيد ليف، وهو كبير مؤلفي التجربة: "ركزنا على الاستخدام المبكر لتوسيليزوماب، أي خلال اليومين الأولين من دخول وحدة العناية المركزة.. وقد يكون هذا هو المفتاح لفعاليته، أي إعطائه قبل حدوث إصابة لا رجعة فيها بالأعضاء".
ويقول غوبتا إن النتائج التي توصلوا إليها تحتاج إلى تأكيد من خلال تجربة عشوائية كبيرة ومحكمة.
ويقول الدكتور جون إتش ستون، وهو مؤلف الدراسة الرئيسي ومدير طب الروماتيزم السريري في مستشفى ماساتشوستس العام، لـCNN: "الهدف الأساسي من التجربة هو معرفة ما إذا كان توسيليزوماب، الذي يُعطى عن طريق الوريد خلال مرحلة معتدلة من المرض، يمكن أن يمنع استخدام التنبيب أو الوفاة".
لكن، لم تكن النتائج مشجعة لاستخدام عقار "توسيليزوماب".
وأظهرت النتائج أن فرص التنبيب أو الوفاة كانت متشابهة في المجموعتين وأن المرضى قد استغرقوا نفس القدر من الوقت للتوقف عن استخدام الأكسجين الإضافي.
إذاً، أين يترك ذلك عقار توسيليزوماب؟
وقال بار: "ربما لا يزال توسيليزوماب يؤدي دوراً في ظل تفشي فيروس كورونا. ومن المتوقع إصدار العديد من التجارب الكبيرة قريباً، والتي ستخبرنا حول موعد وكيفية استخدامه".
وأشار إلى أننا بحاجة لمزيد من الأدلة المقنعة قبل استخدامه بشكل روتيني.
ووافق ستون على أن العقار قد يكون لمجموعات المرضى الأخرى، لكنه شدد على أهمية إجراء هذه التجارب.