هل يجب طلب إجازة من العمل بسبب مشاكل الصحة النفسية؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ليس من السهل اتخاذ قرار بأخذ إجازة من العمل، وقد يكون الحصول على إجازة لأسباب تتعلق بالصحة النفسية أكثر صعوبة.
واتخاذ قرار التراجع من أجل صحتك النفسية عندما تصادف أن تكون أصغر عضو في البرلمان البريطاني يعد بمثابة قرار جريء وشجاع بشكل خاص. وفي أواخر مايو/ أيار الماضي، أفادت نادية ويتومي، البالغة من العمر 24 عامًا، بأنها مصابة باضطراب ما بعد الصدمة، وأعلنت أنها كانت تأخذ إجازة لعدة أسابيع تبعًا لنصيحة طبيبها.
وكتبت ويتومي عبر موقعها على الإنترنت: "من خلال الانفتاح على معاناتي الشخصية مع الصحة النفسية، آمل أن يشعر الآخرون أيضًا بأن لديهم القدرة على التحدث عن مشاكلهم، وأنه يمكنني أن ألعب دورًا صغيرًا في خلق قبول أكبر وتسهيل مناقشات أكثر صحة حول هذه القضية".
وبعد أيام، أعلنت نجمة التنس نعومي أوساكا انسحابها من بطولة فرنسا المفتوحة لكرة المضرب بعد رفضها التحدث إلى وسائل الإعلام. وكشفت أوساكا أنها "عانت من نوبات طويلة من الاكتئاب" منذ فوزها بأول لقب لها في البطولات الأربع الكبرى عام 2018.
أما ويتومي وأوساكا فليستا الوحيدتين في اتخاذ قرار التخلي عن العمل من أجل الصحة النفسية. ويترك العاملون في مجال الرعاية الصحية والمعلمون مناصبهم بأعداد كبيرة، بسبب الإرهاق الناجم عن أزمة فيروس "كوفيد-19".
كما يتراجع الصحفيون عن وظائفهم التي تتطلب ضغوطًا كبيرة، وكتبت ستايسي ماري إسماعيل عن قرارها عبر موقع "تويتر" في مارس/ آذار الماضي قائلة :"أنا آخذ استراحة، أنا أتنحى عن شركة The Texas Tribune، حيث أمضيت العام الماضي أعمل بوتيرة لا هوادة فيها ومتقطعة لضمان أن الصحافة التي نقدمها يمكن أن ترقى إلى مستوى متطلبات اللحظة".
وتابعت إسماعيل: "لقد نجحنا. وفعلنا، وفي أثناء هذه العملية، استنزفت طاقتي تمامًا".
وفي الولايات المتحدة، هناك شعور مشترك بالتفاؤل حيث يتم رفع قيود "كوفيد-19" في جميع أنحاء البلاد ويعود الناس إلى روتينهم القديم. ولكن الخبراء يحذرون من أن هناك موجة ثانية من تحديات الصحة النفسية التي يجب مواجهتها، أي الآثار طويلة المدى للقلق المتزايد والاكتئاب والتوتر والعزلة التي واجهها عدد لا يحصى من الأمريكيين طوال الجائحة.
وبالنظر إلى هذا، فليس من المفاجئ أن يختار الكثير من الأشخاص أخذ إجازة من العمل.
ورغم من أنه امتياز لا يتم منحه للجميع، إلا أن الابتعاد مؤقتًا عن وظائفنا قد يكون له بعض الفوائد الرئيسية. ويمكن أن يؤدي أخذ إجازة إلى تحسين الأداء الوظيفي على المدى الطويل وتجنب الإرهاق قصير المدى.
وتظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يأخذون إجازاتهم لا يستفيدون فقط من انخفاض التوتر أثناء إجازاتهم، ولكن أيضًا يعانون من إجهاد أقل بعد العودة إلى العمل.
وبحسب تقرير عام 2020 صادر عن صندوق الكومنولث، عانى الأمريكيون من عواقب الصحة النفسية جراء أزمة "كوفيد -19" أكثر من الأشخاص في تسعة بلدان أخرى مرتفعة الدخل. وأفادت نسبة 33% من المستجيبين أنهم عانوا من توتر، أو قلق، أو حزن شديد يصعب التعامل معه بشكل فردي.
وفيما يلي إليكم بعض النصائح لأخذ إجازة من العمل لأسباب تتعلق بالصحة النفسية
ضع خطة
قبل أن تأخذ إجازة، استكشف الخيارات المتاحة أمامك للحصول على الدعم المالي.
وقد تتمكن من استخدام إجازة مدفوعة الأجر أو إجازة مرضية أو إجازة عائلية. وقد يتم أيضًا تغطية العمال بموجب قانون الاستجابة لفيروس كورونا للأسرة أولاً، والذي يتطلب من بعض أصحاب العمل منح الموظفين إجازة مرضية مدفوعة الأجر أو إجازة عائلية وإجازة طبية موسعة لأسباب تتعلق بـ"كوفيد-19".
وإذا لم تكن الإجازة المدفوعة خيارًا، فكر في تخصيص بعض المال لتغطية التكاليف أثناء توقفك عن العمل.
اسمح لنفسك أن تستمع لمشاعرك
يستغرق العمل الكثير من وقتنا. ومن المحتمل أن تظهر بعض المشاعر التي ربما كنت تدفعها جانبًا من أجل إنجاز أعمالك مثل الحزن، أو الغضب، أو الخوف، أوالاكتئاب أو ما إلى ذلك.
ورغم من أنها قد تكون غير مريحة، حاول أن تستمتع لهذه المشاعر، وهكذا تبدأ مرحلة الشفاء الحقيقي.
وتعامل مع مشاعر الحزن والمشاعر السلبية الأخرى من خلال تدوين اليوميات، أو المشي لمسافات طويلة في الطبيعة، أو من خلال المعالجة النفسية.
حدّد طرقًا لدعم نفسك عند العودة إلى العمل
يتيح لك أخذ إجازة من العمل فرصة تقييم الروتين غير الصحي بالنسبة لك.
وقبل العودة إلى المكتب، قم بإعداد قائمة بقرارات العمل، بما في ذلك تجنب شاشة الحاسوب في ساعات معينة، وإيقاف مصادر التشتيت عندما تكون بحاجة إلى بعض التفكير العميق.
وكل ذلك من شأنه تحقيق انتقال أكثر سلاسة وأقل إرهاقًا إلى مكان العمل.
ورغم من أنه لا يمكن للجميع أخذ إجازة من العمل، إلا أن هناك خطوات يمكن للأشخاص اتخاذها عندما يشعرون أن الإرهاق يلوح في الأفق.
إعطاء الأولوية لصحتك النفسية
وحتى إذا لم يكن لديك خيار الابتعاد عن وظيفتك، فلا يزال بإمكانك وضع حدود تدعم صحتك النفسية، مثلما فعلت أوساكا في اختيار عدم التحدث مع وسائل الإعلام.
وإذا كنت تعاني من الاكتئاب أو القلق أو تواجه مشكلة في التركيز، فمن الجدير طلب الدعم. وقد يتوفر في مكان عملك برنامج مساعدة الموظف الذي يقدم استشارات مجانية وسرية.
ويمكنك البدء في ممارسة التأمل أو البدء في كتابة يوميات عن مشاعرك، أو يمكنك تحديد ضغوط عمل معينة والبحث عن طرق للابتعاد عنها.
خصص وقتًا للامتنان
وهذه النصيحة الأخيرة هي الأبسط وربما الأكثر فعالية. وأثبتت الأبحاث مرارًا وتكرارًا فوائد الامتنان، ويميل الأشخاص الذين يأخذون وقتًا للامتنان إلى أن يكونوا أكثر سعادة وصحة ولديهم علاقات أفضل مع الآخرين. وفي الوقت نفسه، لديهم مستويات أقل من المشاعر السلبية مثل الغضب والاكتئاب.