لا تبخل بإعطاء الشمندر فرصة أخيرة...تذوّق هذه الوصفات السهلة والشهيّة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ينقسم محبو الخضار بين من يفضلون تناول الشمندر، ومن لا يفضلون ذلك. ومن الصعب، إقناع هؤلاء بشرائها في موسمها الذي يبدأ آخر الصيف، ويستمر حتى آخر الخريف.
وإذا كنت ممن لا يفضلون تناول الشمندر بسبب رائحته، فإن التفسير العلمي يوضح أنّ مردّ ذلك إلى المركب العضوي الطبيعي "جيوسمين" المسؤول عن انبعاث الرائحة "الترابية" و"السيئة"، التي لا يستسيغها الكثير من الناس، نظرًا لتشابك المذاق والرائحة عند التذوق، فيخالون أنهم يتناولون "القذارة".
وعمل علماء البستنة على فحص مستويات الجيوسمين في العديد من أنواع الشمندر، بهدف الإكثار من زراعة الشمندر الذي يتمتّع بنسبة أقل من مركب الجيوسمين القوي الرائحة، على غرار أنواع "Badger Flame" المطوّرة في جامعة ويسكونسن في أمريكا.
ولمن لا يجدون هذا النوع من الشمندر في محال البقالة القريبة منهم ولا يريدون زراعته، قد يكون الشمندر الذهبي أو الأبيض خياراً، نظرًا لمذاقه الأفضل.
وقالت اختصاصية التغذية أليسا بايك التي تشغل أيضًا منصب مديرة التواصل الغذائي في "المجلس الدولي لمعلومات الأغذية" (IFIC) غير الربحية والمدعومة من صناعة الأغذية، "اذا كنت تعاني من الكثافة في الشمندر الأحمر، قد تكون أنواع الشمندر الذهبي أو الأبيض، نقطة انطلاق جيدة".
ومركب الجيوسمين أخف في هذه الأنواع التي تتميّز بمذاق أقل حدّة وأكثر حلاوة من أنواع الشمندر الأحمر، مثل البنجر من فصيلة "Chioggia".
وأوضحت بايك أن الشمندر الأحمر الذي يشبه مذاقه التراب، يُعتبر مولّدًا للطاقة في مجال التغذية، إذ يحتوي على المغذيات المفيدة، مثل البوتاسيوم، والفيتامين "C"، والحديد، والماغنيزيوم. كما أن هذه النبتة تشكل مصدرًا جيدًا للألياف، وحامض الفوليك، والمنغنيز.
وأشارت إلى أنّ بعض الدراسات أظهرت أن الشمندر يساهم في تخفيض ضغط الدم، وأنّ دراسات أخرى بيّنت أنّ عصير الشمندر يساعد في تحسين أداء الرياضيين، ويزيد من استخدام الأوكسجين.
وإذا كنت قد اختصرت تجربتك مع البنجر باحتساء عصير الشمندر أو تناوله مسلوقًا، فقد حان الوقت كي تتعلّم وصفات جديدة تستخدم فيها أي لون تريده من الشمندر:
مغمور بزيت القلي... مقلي بكمية أقل... أو مقلي على البخار؟
كل الأطعمة يصبح مذاقها أطيب عندما تُقلى. وبدلا من البطاطا، في إمكانك قلي مكعّبات أو شرائح من الشمندر، تتناولها كوجبة خفيفة حلوة ومقرمشة، أو كمكمّل للطبق الرئيسي. تُغمس قطع الشمندر بطبقة خفيفة من طحين الأرز، التي يمكن تناولها مع المايونيز الياباني الحار.
ويحافظ الشمندر على طعمه الطازج إذا طُبخ بمقلاة البخار، أو وُضع بصينية في الفرن. كما يمكن إضافة أي نكهة من التوابل الموجودة في مطبخك مثل حر الباربكيو، أو توابل الكاجون.
وطبقا "روستي" و"أتيكيس" أي فطائر البطاطا، يخصّان تباعًا المطبخين السويسري واليهودي. وفي الحالتين، يمكن استبدال البطاطا المبروشة بالشمندر المبروش. وعند تحضير فطيرة "روستي" يُقلى الشمندر المبروش الملفوف بشطيرة محلاة كبيرة (Pancake) ثم يُقسّم إلى قطع. أما بالنسبة لفطيرة "أتيكس"، فتُقلى فطائر الشمندر منفردة، ويمكن تناولها بأشكال متعددة، كطبق خاص أو صحنًا مكمّلًا للطبق الرئيسي.
الشمندر المحمّص أو مشوي
هل تتذكر الإجماع على كره كرنب بروكسل (الملفوف الصغير) حتى اكتشاف مذاقه الرائع عند تحميصه؟ يسري هذا الأمر على الشمندر أيضًا. فإن عملية تحميص الشمندر على درجة حرارة عالية تحوّل السكر الطبيعي في الشمندر إلى طعم الكراميل ليصبح طعمه محمصًا وحلو المذاق.
كما يمكنك ببساطة تغميس شرائح أو مكعبات الشمندر بزيت الزيتون والملح والفلفل، ثم ترتيبها داخل ورقة الخبز "برشمانت"، وتحميصها بالفرن على 425 درجة مئوية لمدة 35-40 دقيقة، والحرص على تقليبها مرة أو اثنتين. ويمكنك أيضًا لفها بأوراق الألومينيوم ووضعها على مشواة للوصول إلى طعم الكراميل على درجة حرارة مرتفعة.
وإذا رغبت بإضافة نكهات أكثر تعقيدًا لعملية تحويل السكر إلى كراميل، زد قليلاً من السكر البني اللون أو القليل من الخل البلسمي على خلطة زيت الزيتون قبل مزج الشمندر بها.
بعدها، ضع الشمندر المحمص كطبق جانبي، أو كجزء من سلطة الحبوب، أو تزيين السلطات برقائق محمّصة منه. ويعتبر الشمندر المكوّن الأساس لحمص الشمندر الوردي.
الشمندر المخبوز
حلاوة الشمندر الطبيعية تلائم على نحو مفاجئ المنتجات المخبوزة. ويمكن تزيين قطع حلوى الشمندر بالشوكولا الصغيرة، الغنية والطرية، والكريمة الوردية الطبيعية. وإذا كان لا وقت لديك للتبريد والتزيين، اخبز قالب حلوى بالشمندر والشوكولا.
وإذا أردت تناول وجبة فطور متنوعة، خفيفة ومفيدة أضف القليل من الشمندر إلى خبز الموز من دون تردد. والأسهل أيضًا، هو أن تُعدّ "مافنز" الشمندر بالشوفان والموز التي يمكنك خفقها في الخلاط وصبها مباشرة في القوالب الورقية.
ولإعداد وجبة فطور وغداء في آن في عطلة نهاية الأسبوع، ما رأيك بفطائر "الوافل" الوردية أو الفطائر المحلاة للعائلة؟ وستكون النتيجة أفضل إذا زينتها بالتوت الطازج أو الفراولة.
... وفي المشروب أيضًا
وإذا لم تستسغ طعم الشمندر البتّة، لمَ لا تحاول احتساء كوكتيل " mezcal beet margarita" المصنوع من خليط من النكهات المدخنة المضافة إلى مشروب كحولي مكسيكي، مع قليل من عصير الشمندر المكثف البيتي الصنع، وعصير الليمون الحامض.
وقد تفضَل احتساء الكوكتيل التقليدي المؤلف من الشمندر وخمرة البوربون. أو ربما خضّ مارتيني الشمندر والزنجبيل البيتي الصنع مع عصير الشمندر، والتفاح، والزنجبيل، أو مع عصير الشمندر الذي اشتريته من المتجر.