لأول مرة منذ 20 عامًا تُعدّل أمريكا القوائم المرجعية لمؤشرات نمو الطفل.. لماذا؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- حدّثت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، القوائم المرجعيّة الخاصة بمؤشّرات النمو المعتمدة لمراقبة نمو الأطفال حديثي الولادة والأصغر سنًّا، بهدف منح الوالدين، وأطباء الأطفال، معايير أوضح وأسهل لتحديد التأخّر في النمو باكرًا.
وبحسب الإرشادات الأمريكية المحدّثة الصادرة الأسبوع الماضي، يتوجّب خضوع الرضّع والأطفال الأصغر سنًا إلى فحوص خاصة بتأخّر النمو.
ولأول مرة منذ إصدارها عام 2004، كجزء من حملة المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها للمراقبة التنموية "اكتشف المؤشّرات. عالجها باكرًا"، قامت مجموعة مكونة من ثمانية خبراء في مجالات نمو الطفل المختلفة، بمراجعة وتحديث القوائم المرجعية، التي تستخدم في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
والقوائم المرجعية هذه مألوفة بين كثير من الأهل كجزء من الفحوص المنتظمة التي تجرى داخل عيادة طبيب الأطفال، واستخدمت سابقًا مؤشرات النمو للنسبة المئوية الخمسين، ما يعني أنه من المتوقع أن يحقّق نصف الأطفال فقط هذه النتيجة في عمر معين.
لكن القوائم المرجعية المنقحة ستختبر مؤشرات النمو التي يتوقّع أن يحقّقها 75% أو أكثر من الأطفال في عمر معين، ما يزيل الارتباك والقلق غير الضروريين، مع ضمان تحديد الأطفال الذين يحتاجون إلى تقويم وموارد إضافية بشكل دقيق.
من جهته، أفاد بول ليبكين، عضو قسم طب الأطفال التنموي والسلوكي ومجلس الأطفال ذوي الإعاقة، الذي ساعد في عملية المراجعة، في بيان صحفي: "كلما تم التعرف على حالة تأخر النمو لدى الطفل باكرًا كان ذلك أفضل، لأنه يسمح ببدء التدخلات العلاجية والتعليمية على الفور".
وأضاف ليبكين: "في الوقت نفسه، لا نريد إحداث ارباك لا داعي له للعائلات أو المهنيين"، مشيرًا إلى أن "مراجعة المبادئ التوجيهية من خلال خبرة الأطباء في هذا المجال والبيانات تحقق هذه الأهداف".
تتضمن التغييرات الإضافية للإرشادات ما يلي:
- إضافة قوائم مرجعية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و30 شهرًا، بحيث تُعتمد حاليًا قائمة مرجعية لكل زيارة طبيب بين شهرين و5 سنوات
- تحديد العلامات الاجتماعية والعاطفية الإضافية التي على الطفل تحقيقها، ضمنًا الابتسام بمفردهم لجذب انتباهك في عمر 4 أشهر
- إزالة استخدام مفردات غامضة مثل "ربما" أو "تبدأ" عند الإشارة إلى مؤشرات معينة
- إزالة مؤشرات النمو المكرّرة
- طرح أسئلة جديدة يمكن استخدامها خلال الحوارات بين الأهل وأطباء الأطفال. على سبيل المثال: هل هناك ما يثير قلقك حول ما يفعله أو ما لا يفعله طفلك؟
- مراجعة وتوسيع نطاق النصائح والأنشطة التي تساهم بتعزيز نمو الأطفال
بدورها، أعربت خبيرة نمو الطفل الدكتورة جيني راديسكي، عن سرورها لهذه التغييرات، إلا أنه على الأهل الأخذ في الاعتبار أن مؤشرات النمو ليست كل شيء.
وأوضحت راديسكي، الطبيبة بقسم طب الأطفال التنموي والسلوكي في مستشفى جامعة ميتشيغان "سي إس موت" للأطفال، أنها أساليب نحاول من خلالها اكتشاف الأطفال الذين قد يعانون من تأخير في النمو".
وأشارت راديسكي إلى أنّ على الأهل أيضًا الوثوق بمعرفتهم الخاصة بأطفالهم، وضمنًا ما يجلب لهم السعادة، ويحفّزهم بشكل كبير، وعندما يشعرون بأنّ علاقتهم بهم أصبحت أكثر قربًا.
وأضافت: "هذه الجوانب من العلاقة بين الوالدين والطفل لا تُقاس من خلال مؤشرات النمو، لكنها ضرورية لصحة الأطفال النفسية".