هل تعلم أنّ تربية الحيوانات الأليفة تعزّز قدرتك العقلية.. كيف ذلك؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- خلُصت دراسة جديدة إلى أنّ مرافقة حيوان أليف لوقت طويل قد يؤخّر عملية فقدان الذاكرة والإصابة بأنواع أخرى من أمراض التدهور المعرفي. ويعود امتلاك حيوانات أليفة بالفائدة على الذاكرة العاملة اللفظية، بحسب نتائج البحث الأولي.
وقالت المؤلفة الرئيسة جينيفر آبّلباوم، طالبة دكتوراه في علم الاجتماع وحائزة على منحة ما قبل الدكتوراه من المعهد الوطني للصحة في جامعة فلوريدا، لـCNN : "بحسب معرفتي، هذه الدراسة هي الأولى التي تَدْرُس أثر مدة مرافقة الحيوانات الأليفة على الصحة الإدراكية".
ولا يقتصر تنشيط الدماغ على القطط والكلاب. ذلك أنّ الأشخاص المشاركين في الدراسة، وفق آبّلباوم، يهتمّون أيَضًا بالأرانب، والجرذان، والطيور، والأسماك، والزواحف، رغم أن "الكلاب، تليها القطط، كانت الأكثر شيوعًا".
وقالت الدكتورة تيفاني برايلي، عالمة المناعة العصبية السريرية، وأستاذة علم الأعصاب المساعدة في جامعة ميتشيغان الأمريكية لـCNN، إنّ امتلاك حيوانات أليفة منزلية لمدة خمس سنوات أو أكثر كان له فائدة أكبر، إذ أدّى إلى تأخير التدهور المعرفي بمقدار 1.2 نقطة، خلال مرحلة الدراسة التي امتدّت على ست سنوات، مقارنة مع معدل التراجع الملموس لدى الأشخاص الذين لم يستأنسوا بحيوانات أليفة.
وأضافت برايلي، المؤّلفة الأبرز في الدراسة، التي ستُعرض خلال الاجتماع السنوي الرابع والسبعين للأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب في أبريل/ نيسان، أنّ "هذه النتائج تقدم أدلة مبكرة تشي بأنّ مرافقة الحيوانات الأليفة على المدى الطويل يمكن أن تحمي من التدهور المعرفي".
لماذا تأثير امتلاك حيوانات أليفة لأكثر من خمس سنوات، إيجابي؟
أظهرت الدراسة أنّ ثمة صلة، وليس علاقة سببية مباشرة، بين تربية الحيوانات الأليف والإدراك المعرفي، لكنّها لم تتمكن من الإجابة على هذا السؤال.
رغم ذلك، لفتت برايلي إلى أنّ دراسات سابقة أشارت إلى الأثر السلبي للتوتر على صحة الدماغ، خصوصًا الإجهاد المزمن.
وقالت: "حدّدت الأبحاث السابقة أيضًا الارتباطات بين التفاعل مع الحيوانات الأليفة، والمعايير النفسية للحد من التوتر، ضمنًا تدني مستويات الكورتيزول، وضغط الدم، التي يمكن أن يكون لها أثر على الصحة الإدراكية على المدى الطويل".
وقال الخبراء إنه يمكن أن يكون هناك فوائد عديدة أخرى للدماغ ناجمة عن تربية الحيوانات الأليفة، مثل المرافقة الاجتماعية وتحمّل المسؤولية.
ولفت الدكتور ريتشارد إسحقسون، مدير عيادة الوقاية من مرض ألزهايمر بمركز صحة الدماغ في كلية شميت للطب بجامعة فلوريدا أتلانتيك، إلى أنّ "امتلاك حيوان أليف أو حيوانات أليفة عدّة يجمع بين مكوّنات أساسيّة عديدة يؤمّن نمط حياة صحي للدماغ".
وأضاف إسحقسون، غير المشارك في الدراسة، أنّ "الإلتزام المعرفي، والتخالط الاجتماعي، والنشاط البدني، والإحساس بأن ثمة هدف يجب المثابرة على تحقيقه، يعالج على نحو منفصل أو لا، عوامل الخطر الرئيسة للتدهور المعرفي، وخرف مرض الزهايمر القابلة للتعديل".
الذاكرة العاملة
حلّلت الدراسة البيانات المعرفية لأكثر من 1300 شخص بالغ شاركوا في دراسة حول الصحة والتقاعد، وهي دراسة تمثيلية على الصعيد الوطني تتعقًّب حياة الأمريكيين الذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا وما فوق.
استُبعد من التحليل الأشخاص الذين يعانون من تدهور معرفي. وفي العينة النهائية، امتلك أكثر من 53٪ من المشاركين حيوانات أليفة. وتبيّن أنّ من لديهم حيوانات أليفة يتمتعون بمستوى اجتماعي واقتصادي أعلى، وهو ما قد يكون أيضًا أحد أسباب الإفادة، إذ يقول الخبراء إن الأشخاص ذوي الدخل المرتفع يترددون أكثر على الأطباء ويعتنون بصحتهم.
وبيّنت الدراسة أنّ أي تنشيط للدماغ مرتبط بامتلاك حيوانات أليفة على مدى خمس سنوات كان "أكثر بروزًا لدى البالغين السود البشرة، والبالغين الحاصلين على شهادات جامعية، والرجال".
وقالت آبّلباوم: "هناك حاجة إلى إجراء مزيد من البحث لشرح هذه النتائج"، مشيرة إلى أنّ البحث السابق شمل عينات متحيزة ضمّت نساء بيض اللون بالمجمل"، لافتة إلى "أننّا نفتقر إلى المعلومات الكافية عن الرجال، والأجناس الأخرى، والأشخاص ذات ألوان بشرة مختلفة، لا سيّما أصحاب الحيوانات الأليفة ذي البشرة السوداء اللون".
هل يعني ذلك أنّ عليك الإسراع للحصول على حيوان أليف إذا كنت من كبار السن المهتمين بالحفاظ على صحتك العقلية؟ ليس بالضرورة، يقول الخبراء. أظهرت الدراسات أيضًا أن أصحاب الحيوانات الأليفة يمكن أن يشعروا بالوحدة، والاكتئاب، ويعانون من أمراض مزمنة قد تجعل ملكية الحيوانات الأليفة أمرًا سلبيًا.
وأضافت آبّلباوم: "لا نوصي بملكية الحيوانات الأليفة كتدخل علاجي". وتابعت "رغم ذلك، فإننا نوصي بدعم الأشخاص الذين يمتلكون حيوانات أليفة للاحتفاظ بها من خلال السياسة العامة والشراكات المجتمعية".