الماريجوانا الطبية.. هل تساعد مرضى اضطرابات المزاج والقلق؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- وجدت دراسة جديدة أن بعض الأشخاص الذين يعانون من الألم أو القلق أو الاكتئاب والذين يحصلون على بطاقات الماريجوانا الطبية قد يفرطون في استخدام الماريجوانا في غضون فترة زمنية قصيرة، مما يؤدي إلى اضطراب استخدام القنب، بينما يفشلون في تحسين أعراضهم.
ويطور الأشخاص اعتمادًا على القنب عندما يشعرون بالرغبة الشديدة في تناول الطعام، أو يعانون من نقص في الشهية، والتهيج، والأرق، وصعوبة المزاج، والنوم بعد الإقلاع عن تعاطيه، وفقًا للمعهد الوطني لتعاطي المخدرات.
وتم ربط التعاطي المكثف للماريجوانا من قبل المراهقين والشباب الذين يعانون من اضطرابات المزاج - مثل الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب - بزيادة مخاطر إيذاء النفس ومحاولات الانتحار والموت، وفقًا لدراسة سابقة نُشرت في عام 2021.
وجاء في أحدث دراسة أنه في ظل النظام الحالي لتقديم بطاقات الماريجوانا الطبية، لا يحتاج الناس إلا إلى موافقة كتابية من طبيب مرخّص.
ولكن غالبًا ما يكون هذا الطبيب "ليس مقدم الرعاية الأولية للمريض، ولكنه طبيب القنب الذي قد يمنح الإذن للمرضى بإجراء فحص سريع فقط، ولا يقدم توصيات للعلاجات البديلة، ولا متابعة"، بحسب بيان صدر مع الدراسة.
لا توجد تغييرات في أعراض الاكتئاب أو القلق أو الألم
وتابعت الدراسة، التي نُشرت يوم الجمعة في مجلة "JAMA Network Open"، نحو 269 بالغًا من منطقة بوسطن الأمريكية بمتوسط عمر 37 عامًا، أرادوا الحصول على بطاقات الماريجوانا الطبية.
وقُسم المشاركين إلى مجموعتين، حيث سُمح للمجموعة الأولى بالحصول على البطاقات على الفور والبدء في الاستخدام؛ بينما انتظرت المجموعة الأخرى لمدة 12 أسبوعا قبل الحصول على البطاقات.
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة جودي جيلمان، الأستاذة المشاركة في كلية الطب بجامعة هارفارد / مستشفى ماساتشوستس العام بمركز طب الإدمان إن "مجموعة الانتظار كانت بمثابة مجموعة المقارنة الخاصة بنا، مثل المجموعة التي تتلقى العلاج الوهمي، لكننا لم نتمكن من صنع القنب الوهمي".
وأضافت في رسالة بالبريد الإلكتروني: "واصلت مجموعة الانتظار علاجها المعتاد، سواء كان ذلك من خلال الاستشارة أو الأدوية، وما إلى ذلك".
وتمكن جميع المشاركين من اختيار النوع والجرعة من منتجات القنب من المستوصف، وكذلك مدة الاستخدام. ويمكنهم أيضًا مواصلة رعايتهم الطبية أو النفسية المعتادة.
ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين حصلوا على البطاقات على الفور كانوا أكثر عرضة للإصابة باضطراب تعاطي الحشيش.
وأصيبت نسبة 10% بحالة الاضطراب بحلول الأسبوع الـ12، وارتفعت هذه النسبة إلى 20% إذا كانوا يتعاطون الماريجوانا للقلق أو الاكتئاب.
ووفقًا للدراسة، فإن أولئك الذين حصلوا على بطاقات على الفور لاحظوا "عدم وجود تغيرات كبيرة في شدة الألم أو القلق أو أعراض الاكتئاب" ، لكنهم أبلغوا عن تحسن في الأرق ورفاهية أكبر.
ولفتت الدراسة إلى أن فوائد النوم والرفاهية تحتاج إلى مزيد من المتابعة.
ومن المحتمل أن استخدام الماريجوانا الطبية قد "يشكل خطرًا كبيرًا أو قد يتم منعه للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عاطفية.
وذكرت الدراسة أن هذا الاكتشاف مهم إذ يعد الاكتئاب السبب الثالث الأكثر شيوعًا لسعي الناس للحصول على بطاقة الماريجوانا الطبية.
وقالت جيلمان في بيان: "تؤكد دراستنا على الحاجة إلى اتخاذ قرارات أفضل بشأن ما إذا كان يجب البدء في استخدام الحشيش لشكاوى طبية محددة، لا سيما اضطرابات المزاج والقلق، والتي ترتبط بزيادة خطر الإصابة باضطراب تعاطي القنب".
وأوضحت جيلمان: "يجب أن يكون هناك توجيه أفضل للمرضى حول نظام يسمح لهم حاليًا باختيار منتجاتهم الخاصة، وتحديد الجرعات الخاصة بهم، بدون رعاية ومتابعة مهنية".