دراسة: المتحور الشبحي من أوميكرون خطره أكبر على الأطفال

نشر
7 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تناولت دراسة جديدة شدّة سلالة متحور BA.2 من فيروس كورونا على الأطفال في هونغ كونغ، وأظهرت أنها كانت أكثر خطورة عليهم مقارنةً مع المتحورات الأخرى، أو مقارنةً مع فيروس نظير الإنفلونزا البشرية أو الإنفلونزا.

محتوى إعلاني

ورغم ذلك، فإن القيمة المطلقة للبحث لم تحصِ إلا عددًا قليلًا من الوفيات والتداعيات الخطيرة الأخرى، وقد تكون هذه النتائج أقل قابلية للتطبيق في الولايات المتحدة، حيث شهدت تفشيًا كبيرًا للعدوى وبالتالي اكتساب مناعة أكبر على مستوى السكان.

محتوى إعلاني

وما برحت النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة أولية لأنها لم تخضع بعد لمراجعة من قبل الأقران أو نشرت في مجلة طبية، كما لم يتم تثبيتها من قبل دراسات أخرى، الأمر الذي يجعلها ما يجعلها أقل تأكيدًا .

وقالت الدكتورة بيث تيلن، اختصاصية الأمراض المعدية للأطفال في جامعة مينيسوتا في مدينة مينيابوليس الأمريكية إنها تعتقد "أنه من الصعب بعض الشيء معرفة كيف ستكون عليه النتائج هنا في الولايات المتحدة، حيث من المحتمل أن يكون جزء كبير من سكاننا قد تعرض في مرحلة ما، إما لمتحوّر دلتا أو BA.1".

لكن تيلن أشارت إلى أنّ الدراسة تقدم نظرة مهمة على القوة الخام لهذا المتحور في فئة ضعيفة، كما أنها تسلط الضوء على الضرورة الملحة لتطعيم الأطفال ضد كوفيد-19، والحاجة إلى المزيد من العلاجات لهذه الشريحة العمرية.

BA.2 تضرب السكان المعرضين للخطر

وطوال الجائحة، فرضت هونغ كونغ تدابير صارمة للسيطرة على "كوفيد-19"، ضمنًا ارتداء الكمامات بشكل شامل، والتباعد الاجتماعي الصارم، وتتبع الاختلاط، وإغلاق الأعمال والمدارس.

نتيجة لذلك، كان لهذه المدينة مستويات منخفضة من الإصابات، وقلّة من تعرّضوا لفيروس سارس- كوف- 2 خلال مراحل الجائحة.

كان هذا واقعًا ملموسًا إلى حين تفشي متحور BA.2 السريع الانتشار من سلالة "أوميكرون" في المدينة.

منذ ذلك الحين، شهدت هونغ كونغ ارتفاعًا مقلقًا بعدد الحالات والوفيات، لا سيما بين سكانها المسنين، الذين كان كثر منهم مترددًا بتلقي التطعيم.

غير أنّ الأطفال لم يسلموا من BA.2 أيضًا.  وقارنت الدراسة الجديدة نتائج الأطفال الذين أدخلوا إلى المستشفى جرّاء إصابتهم بهذا المتحور مع نتائج الأطفال الذين أصيبوا بمتحورات سابقة أخرى أدت إلى استشفائهم، وذلك بين يناير/ كانون الثاني 2020 ونوفمبر/ تشرين الأول 2021، أو أولئك الذين أصيبوا بفيروس نظير الإنفلونزا أو الإنفلونزا.

واستقدمت البيانات الخاصة بالأطفال الذين أدخلوا إلى المستشفى بسبب فيروس نظير الإنفلونزا والإنفلونزا من السجلات الطبية بين يناير/ كانون الثاني عام  2015 وديسمبر/كانون الأول عام 2018.

وفي فبراير/ شباط الماضي، أثناء ذروة موجة "أوميكرون" في هونغ كونغ، أدخل 1،147 طفل إلى المستشفى، وتوفي أربعة منهم، ويرجّح أنّ مردّها إلى المتحور الشبحي BA.2.

وكان الأطفال المتوفين يبلغون 11 شهرًا، و3 أعوام، و4 أعوام، و9 أعوام.

وكان يتمتّع ثلاثة منهم بصحة جيدة قبل إصابتهم بكوفيد-19، بينما كان الطفل البالغ من العمر 9 أعوام يعاني من ضمور عضلي، ولم يتلقّ أي منهم لقاحًا ضد كوفيد-19. وتوفي طفلان منهم جراء التهاب في الدماغ.

وكان هؤلاء أولى حالات وفاة اللأطفال جراء كوفيد-19 المسجلة في هونغ كونغ خلال الجائحة.

وعندما قارن الباحثون معدلات الوفيات، وجدوا أنّ الأطفال الذين يدخلون المستشفى بسبب BA.2 احتمالات الوفاة لديهم أعلى بسبع مرات مقارنة مع أولئك الذين نقلوا إلى المستشفى بسبب الإنفلونزا.

كما وجدوا أن الأطفال الذين يدخلون المستشفى جرّاء BA.2 احتمالات الوفاة لديهم أعلى ستة مرات مقارنة مع أولئك الذين نقلوا إلى المستشفى بسبب فيروس نظير الإنفلونزا.

وكانت احتمالات دخول الأطفال إلى وحدة العناية المركزة للأطفال أعلى بمقدار 18 مرة بسبب متحور BA.2 مقارنة مع متحورات كوفيد-19 السابقة، وهي أكثر من ضعف ما كانت عليه في حالة الإنفلونزا، وتوازي تقريبًا المخاطر التي يتعرض لها الأطفال في المستشفى جرّاء إصابتهم بفيروس نظير الإنفلونزا.

لم يتم تسجيل أي حالات نوبات حرارة في هونغ كونغ خلال ظهور المتحورات السابقة، لكن الأطفال الذين يعانون من المتحور BA.2 من أوميكرون احتمال إصابتهم بحرارة مرتفعة أعلى بثلاثة أضعاف مقارنة مع من أصيبوا بالأنفلونزا، وأكثر من أربعة أضعاف مقارنة مع من يعانون من نظير الإنفلونزا.

والأطفال المصابون بـ BA.2 أكثر عرضة للإصابة بتورّم في الدماغ مقارنة مع الأطفال المصابين بفيروس نظير الإنفلونزا، لكنهم يواجهون المخاطر نفسها جرّاء الإصابة بالإنفلونزا.

وفيما يتعلق بمضاعفات الجهاز التنفسي، طور نسبة 5% من الأطفال المصابين بـ BA.2 مرض الخناق في المستشفى، مقارنة مع 0.27% من الأطفال المصابين بمتحورات أخرى مسببة لكوفيد-19.

وخلص باحثو الدراسة من جامعة هونغ كونغ، إلى أن "شدة المرض الجوهرية لمتحور BA.2 من أوميكرون ليست خفيفة كما يتضح من الوفيات والمضاعفات الشديدة التي تمت معاينتها لدى الأطفال غير المصابين، وغير المطعمين".

استعد ولكن لا داعي للذعر

رغم أن نتائج الدراسة قد تبدو مخيفة، إلا أن الدكتورة كلوديا هوين، اختصاصية الأمراض المعدية للأطفال في مستشفى رينبو للرضع والاطفال في كليفلاند، تقول إنه على الآباء والأمهات أن يتذكروا أن فرص وفاة طفل بسبب أوميكرون ضئيلة جدًا.

وبحسب بيانات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، فإن أقل من 0.1% من وفيات كوفيد-19 في الولايات المتحدة طالت أطفالًا دون 12 عامًا.

وتوضح هوين أنها لا تعتقد أن هناك حاجة للذعر بسبب نتائج هذه الدراسة.

لكنها تشير إلى أنه رغم "أننا جميعًا نتنفس الصعداء على الأقل في الولايات المتحدة، إلا أن الأمر لم ينته بعد"، على حد قولها. وتضيف: "لا يزال لدينا مجموعات كبيرة من السكان الضعفاء".

وتؤكد هوين أنه بالنسبة لآباء وأمهات الأطفال الصغار، قد يحتاجون إلى اتخاذ احتياطات أكثر من العائلات الأخرى".

وتوافقها تيلن بالقول إنّ أفضل طريقة لحماية الأطفال والرضع هي التأكد من أنّ كل من يحوط بهم تلقوا جرعات اللقاح، ضمنًا الجرعات المعززة.

نشر
محتوى إعلاني