دراسة: تناول الأفوكادو مرتين أسبوعيًا يحميك من مخاطر الإصابة بأمراض القلب
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- توصّلت دراسة جديدة إلى أنّ تناول الأفوكادو يقلّل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية لدى الرجال والنساء على حد سواء، لا سيّما عندما يُستعاض به عن الزبدة، أو الجبن، أو اللحوم المصنعة.
وتعتبر منظمة الصحة العالمية أنّ أمراض القلب والأوعية الدموية هي القاتل الرئيسي في العالم، إذ تودي بحياة نحو 18 مليون شخص سنويًا. وأشارت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها إلى أنّ أمراض القلب في الولايات المتحدة تتسبب بوفاة شخص كل 36 ثانية.
وأوضحت الدراسة المنشورة في مجلة جمعية القلب الأمريكية الأربعاء، أنّ تناول حصتين من الأفوكادو أسبوعيًا في الحد الأدنى، يقلّل من خطر الإصابة بنوبة قلبية بنسبة 21٪، مقارنةً مع تجنّب أو ندره تناول هذه الفاكهة.
وقالت مؤلفة الدراسة لورينا باتشيكو، زميلة أبحاث ما بعد الدكتوراه في قسم التغذية بكلية تي. إتش. تشان للصحة العامة في جامعة هارفارد بمدينة بوسطن في أمريكا، إنّ الحصة التي يتناولها الشخص من هذه الفاكهة، حُدّدت بـ"نصف قطعة أفوكادو أو نصف كوب أفوكادو يزن نحو 80 غرامًا".
وأفادت شيريل أندرسون، رئيسة مجلس علم الأوبئة والوقاية منها التابع لجمعية القلب الأمريكية، غير المشاركة بالدراسة، في بيان، أنّه "رغم انتفاء وجود صنف طعام واحد كحل لتناول نظام غذائي صحي بشكل روتيني، فإن هذه الدراسة تبرز دليلًا مفاده أنّ الأفوكادو يتمتع بفوائد صحية محتملة".
وتابعت أندرسون، الأستاذة وعميدة كلية هربرت فيرتهايم للصحة العامة وعلم إطالة العمر البشري في جامعة كاليفورنيا سان دييغو الأمريكية: "نحن بحاجة ماسة إلى وضع استراتيجيات بهدف تحسين تناول الأنظمة الغذائية الصحية الموصى بها من قبل جمعية القلب الأمريكية، مثل النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط الغني بالخضار والفاكهة".
دراسة طويلة الأمد
وتابعت الدراسة أكثر من 68 ألف امرأة و 41 ألف رجل تمّ تسجيلهم في دراستين حكوميتين، حول عوامل الخطر الخاصة بالأمراض المزمنة: دراسة صحة الممرضات، ودراسة متابعة المهنيين الصحيين. ولم يكن يعاني جميع المشاركين في بداية الدراستين من مرض السرطان، وأمراض القلب التاجية، والسكتة الدماغية، وقاموا بملء الاستبيانات الغذائية كل أربع سنوات، على مدى 30 عامًا.
وبالإضافة إلى النظر في تأثير تناول الأفوكادو على الجسم، قام الباحثون بوضع نماذج إحصائية ووجدوا أنّ من يستهلكون نصف حصة من الأفوكادو (نصف كوب) يوميًا بدلاً من الكمية عينها من البيض، أو اللبن الزبادي، أو الجبن، أو السمن النباتي، أو الزبدة، أو اللحوم المصنّعة، فقد تراجع لديهم خطر تعرضهم لنوبات قلبية بنسبة تتراوح بين 16 و22٪.
وقال الدكتور دايفيد كاتز، الاختصاصي في الطب الوقائي وطب نمط الحياة والتغذية، غير المشارك في الدراسة، إنّ "الفائدة الكاملة المتأتية من الاستهلاك الروتيني للأفوكادو التي لوحظت هنا، مستمدة من إدراج الأفوكادو ضمن النظام الغذائي، وتناول كمية أقل من الأطعمة غير الصحية".
ورغم ذلك، لم تجد الدراسة فرقًا لجهة الحد من المخاطر عندما استُعيض عن نصف حصة من الأفوكادو بحصة مماثلة من المكسرات، والزيتون، والزيوت النباتية الأخرى. وقال كاتز إن هذا أمر منطقي، لأن الفوائد الصحية تعتمد على نوع الطعام الذي يتم استبداله.
وأوضح كاتز، رئيس ومؤسس مبادرة "True Health" غير الربحية، وهي تحالف عالمي من الخبراء المكرسين لطب نمط الحياة القائم على الأدلة، أنّه "على سبيل المثال، إذا تمّ استبدال الأفوكادو بالجوز أو اللوز، فمن المحتمل أن يكون الأثر الصحي ضئيلًا، ذلك أنها تتمتع بخصائص غذائية مماثلة وتأثيرات صحية متوقّعة".
ولفت إلى أنّه رغم أنّ فاكهة الأفوكادو تُعتبر "مصدرًا غنيًا للدهون الأحادية غير المشبعة، والدهون المتعددة غير المشبعة، والألياف على نحو خاص"، إلا أنّ هذه الفاكهة يمكن أن تكون باهظة الثمن، وبالتالي فهي غير متاحة للجميع. وأشار إلى أنّه يمكن استبدالها بالجوز، واللوز، والزيتون، وزيت الزيتون، ومجموعة متنوعة من البذور مثل اليقطين، والكتان.
وأوضح أنّ هناك أطعمة أخرى يجب تضمينها، وتعود بفائدة صحية كبيرة، لا سيّما لجهة كلفتها المادية الأدنى بكثير، وتشمل الفاصولياء، والحمص، والعدس، وربما الحبوب الكاملة، والبذور ذات الصلة مثل الكينوا.
الحماية من أمراض القلب
ولكن، كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بأمراض القلب؟ وأوضحت المكتبة الوطنية للطب أنه يمكن حماية أنفسنا من أمراض القلب من خلال المحافظة على الوزن، وضغط الدم، والسيطرة على الكوليسترول، والحصول على قسط وافر من النوم الجيد، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وإدارة الإجهاد، والحد من الكحول، وتجنب استهلاك التبغ، وتناول نظام غذائي صحي يحتوي على نسبة متدنية من السكر، والأطعمة المصنعة، والدهون المشبعة.
وذكرت جمعية القلب الأمريكية أن الجسم يحتاج إلى الدهون لتحفيز الطاقة، وحماية الأعضاء، وإنتاج الهرمونات، والمساعدة على امتصاص العناصر الغذائية. ورغم ذلك، فإن الدهون مثل الدهون الأحادية غير المشبعة، والدهون المتعددة غير المشبعة تُعتبر بمثابة خيارات الصحية للقلب.
ويُعتبر زيت الزيتون، وزيت الكانولا، وزيت الفول السوداني، وزيت القرطم، وزيت السمسم بمثابة مصادر للدهون الأحادية غير المشبعة، إلى جانب الأفوكادو، وزبدة الفول السوداني، والعديد من المكسرات والبذور.
وأشارت جمعية القلب الأمريكية إلى أنّ الدهون المشبعة وتلك المتحوّلة ترفع مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة المعروف باسم "الكوليسترول الضار". وفي العادة تكون الدهون المشبعة، مثل الزبدة، صلبة في درجة حرارة الغرفة، ونجدها في منتجات مشتقات الحليب كاملة الدسم، والبيض، وجوز الهند، وزيوت النخيل، والقطع الدهنية من لحم البقر، ولحم الخنزير، وجلد الدواجن.
أما الدهون المتحوّلة الاصطناعية، التي يُطلق عليها أيضًا الزيوت المهدرجة جزئيًا، فترفع الكوليسترول الضار LDL، وتخفّض الكوليسترول الجيد HDL، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكتة الدماغية، ومرض السكري من النوع 2.
ويمكن العثور عليها غالبًا بحسب ما ذكرته جميعة القلب الأمريكية في الأطعمة المقلية مثل الدوناتس، والسلع المخبوزة ضمنًا قوالب الحلوى، وفطيرة القشرة، والبسكويت، والبيتزا المجمدة، والحلوى، والمقرمشات، والسمن النباتي وغيرها من الأطعمة الدهنية.