هذا ما يجب على الأهل معرفته عن زيادة حالات التهاب الكبد لدى الأطفال
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تُجري المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) أبحاثًا معمقة حول حالات التهاب الكبد التي ما زالت أسبابه مجهولة لدى الأطفال. وأفادت الوكالة الجمعة، أنّ هذه الحالات رُصدت في 25 ولاية أمريكية وأقاليم. واحتاج غالبية الأطفال المصابين إلى دخول المستشفى، وتوفي 5 منهم.
ودفعت هذه الزيادة الشديدة والغامضة بعدد الحالات، الوكالة إلى إصدار استشارات صحية وزّعت على الطاقم الطبي لمساعدة مقدمي الرعاية للكشف والتبليغ عن الحالات تبعًا لذلك.
ماذا يتوجب على الأهل معرفته عن حالات التهاب الكبد لدى الأطفال؟ إلى أي مدى يفترض أن يثير هذا المرض القلق لديهم، وما هي العوارض التي يجب عليهم ملاحظتها والاتصال بالطبيب المعالج على أثرها؟ وهل من رابط بين حالات الإصابة بالتهاب الكبد و"كوفيد-19"؟
وأجابت ليانا وين، المحللة الطبية المعتمدة لدى CNN، وهي طبيبة طوارئ وأستاذة السياسات الصحية وإدارتها بكلية معهد ميلكن للصحة العام التابعة لجامعة جورج واشنطن، على هذه الأسئلة.
CNN: ما هو التهاب الكبد، وما مدى شيوعه بين الأطفال؟
د. ليانا وين: هو التهاب يُصيب نسيج الكبد لأسباب عديدة. وقد يُصاب الأشخاص بالتهابات الكبد A، B، وC، الناتجة عن فيروسات التهاب الكبد المعدية. وقد يتسبّب الإفراط باستهلاك الكحول، وبعض الأدوية، وسموم معيّنة بالإصابة بالتهاب الكبد، بالإضافة إلى بعض الحالات الصحية. وهناك ما يُسمى بالتهاب الكبد الذاتيّ المناعة الذي يحارب نظام مناعة الجسم بموجبه الكبد.
وهذا المرض غير شائع لدى الأطفال، وخاصة التهاب الكبد غير المرتبط بفيروسات التهاب الكبد. وهذا هو سبب الإبلاغ عن حالات التهاب الكبد غير المبرّر حتى الآن. ولا تُوجد حالات كثيرة، لكنها كبيرة بما يكفي لتبرير إجراء تحقيق أوثق.
CNN: كم بلغ عدد الأطفال المصابين بهذا النوع من التهاب الكبد، وما وضعهم؟
وين: بحلول الأول من مايو/أيار، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن 228 حالة محتملة من التهاب الكبد أصابت الأطفال، وخضع عشرات الأطفال الآخرين لفحوصات دقيقة. وعُثر على هذه الحالات في أكثر من 20 دولة.
وبحسب المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، أبلغت 25 ولاية أمريكية وأقاليم عن 109 حالات تخضع للتحقيق. وقبل أسبوع، حلّل تقرير مفصّل صادر عن الوكالة أنّ حالات التهاب الكبد لدى الأطفال بدأ تعقبها في ولاية ألاباما الأمريكية منذ أكتوبر/ تشرين الأول، حيث شُخّصت إصابة 9 أطفال بالمرض، من دون أن يُعرف بوضوح السبب الذي أدى إلى إصابتهم بهذا المرض.
ويتوزّع هؤلاء الأطفال التسعة على مناطق مختلفة في ألاباما وليس هناك من رابط يجمعهم. ويتمتع جميعهم بالمجمل بصحة جيدة عمومًا، ولا يعانون من مشاكل صحية. أما العمر الوسطي للإصابة فحُدّد بـ3 سنوات، بعدما أصاب المرض الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة و6 سنوات.
وأصيب 3 من الأطفال الـ9 ضمن هذه الفئة العمرية بفشل كلوي، الذي يهدّد الحياة. وخضع اثنان منهم لزرع كبد. وأعلنت الوكالة أنّ الأطفال الـ9 يتعافون حاليًا، ضمنًا من خضعوا لزرع الكبد.
CNN: لماذا يتركز عدد كبير من الحالات في ولاية واحدة؟
وين: ما زلنا نجهل السبب. وبرأيي، ما من أمر خاص بألاباما، لكن يرجح أن هناك حالات أخرى في ولايات أخرى لم يتم التبليغ عنها. ولهذا السبب أصدرت الوكالة كُتيّب استشارة صحية، لتوعية الأطباء على هذه الحالات والابلاغ عنها لدى اكتشافها.
وكانت المملكة المتحدة أول من أبلغت منظمة الصحة العالمية عن حالات مسجلة لديها. وكان هناك تأهب لرصد حالات جديدة، وحدّدت وكالة الأمن الصحي لديها 163 حالة في الحد الأدنى في إنكلترا، واسكتلندا، ووايلز، وأيرلندا الشمالية. ويُرجح أن الأطباء الأمريكيين باتوا أكثر دراية بالموضوع، وقد يتم التبليغ عن المزيد من الحالات في أمريكا أيضًا.
CNN: ما الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بحالات التهاب الكبد هذه المكتشفة حتى الآن؟
وين: عندما تظهر عوارض التهاب الكبد لدى المرضى، فإنهم يخضعون إلى فحوصات تشخيصية لتحديد نوع المرض المصابين به (A، B، وC)، أو في حال تعرضهم لسموم معينة أو أدوية، أو ثمة مؤشرات لالتهاب كبد ذاتي المناعة. غير أن نتائج هذه الفحوصات جاءت سالبة لدى هؤلاء الأطفال.
ويتواجد أمر وحيد مشترك في نتائج اختبارات الأطفال التسعة المصابين بألاباما، في تقرير الوكالة، إذ أظهرت فحوصات الدم لديهم إصابتهم بالفيروسات الغديّة.
وبالنظر إلى الرابط المحتمل، فإن هذا هو السبب في قيام مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بإصدار تنبيه صحي. ونصحت الأطباء بالبحث عن حالات التهاب الكبد لدى الأطفال وإبلاغ مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها والسلطات الصحية بالولاية عنها على الفور، فضلًا عن الطلب من مقدمي الرعاية الصحية بضرورة خضوع هؤلاء الأطفال لاختبار فيروس غدي محدد.
CNN: هل ترتبط هذه الحالات بـ"كوفيد-19"؟
وين: يبدو أن الأمر مستبعد. ولم يتم إدخال أي من الأطفال ضمن مجموعة الحالات التي رُصدت في ألاباما، إلى المستشفى بسبب إصابته بـ"كوفيد-19". ولا تُوجد أيضًا صلة بتلقيهم اللقاح المضاد لفيروس كورونا. وذكرت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة سابقًا أنه لم يتم تطعيم أي من الحالات التي يزيد عددها عن 100 حالة حتى الآن.
CNN: إلى أي مدى يُفترض أن يقلق الأهل، وما هي العوارض التي عليهم ملاحظتها على أطفالهم؟
وين: ما برحت أسباب إصابة الأطفال بهذا النوع من التهاب الكبد مجهولة وعدد الحالات نادر جدًا، وذلك رغم أن بعض الحالات شديدة الخطورة.
ولا يتوجب على الأهل القلق كثيرًا لكن عليهم أن يدركوا أن هذه الحالات تخضع للبحث، وعليهم التواصل مع طبيبهم الخاص إذا شعروا بالقلق.
والأعراض الأولية لالتهاب الكبد غير محددة، ما يعني أن العديد من الأشخاص قد يعانون من هذه الأعراض لأسباب مختلفة، إذ تتضمن الغثيان، والتقيؤ، ووجع في منطقة البطن، والحرارة، والتعب، وفقدان الشهية، وألم في المفاصل. وتتضمن العلامات اللاحقة ظهور البول داكن اللون، وبراز فاتح اللون، ويتحول لون الجلد إلى اللون الأصفر، فضلًا عن بياض العينين والجفون.
ويعاني الكثير من الأطفال من أمراض فيروسية يمكن أن تسبّب اضطرابات في الجهاز الهضمي، والحرارة، والتعب. وإذا كان طفلك غير قادر على الاحتفاظ بالسوائل، فهذا مؤشر حتى تسارع وتتصل بطبيبك. وإذا استمرت الأعراض ولم تلحظ تحسنًا، أو إذا بدا طفلك شديد الخمول، اتصل بطبيبك على الفور.
CNN: هل يمكن القيام بأي شيء للوقاية من حالات التهاب الكبد هذه؟
وين: نظرًا لأن السبب لا يزال مجهولًا، لا يمكننا تحديد الإجراءات التي ستساعد في منع حدوثه. وإذا كان هناك بالفعل ارتباط بالفيروس الغدي، فإن الاستراتيجيات عينها التي اعتمدنا عليها خلال جائحة فيروس كورونا ستكون مفيدة، مثل غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون، وعزل الناس في المنزل عند الإصابة بالمرض.