بمثابة كابوس للنشطين بدنيًا.. ما هي إصابات الأنسجة الرخوة؟ وكيف يمكن تجنبها؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- إصابات الأنسجة الرخوة هي بمثابة لعنة لأي شخص نشط بدنيًا. وهي من الإصابات الأكثر شيوعًا عند ممارسة الرياضة، وقد يكون من الصعب التئامها، وغالبًا ما تتكرّر، وفقًا لـSports Medicine Australia.
معرفة ما يمكنك القيام به لمنع حدوثها أمر أساسي لتبقى نشطًا، وبصحة جيّدة.
تدعم الأنسجة الرخوة العظام، والأعضاء الداخلية، كما أنها تربط بينها، وتُحيط بها. وهي تشمل العضلات، والأوتار، والأربطة، والدهون، والجلد، والأوعية الدموية.
وتحدث إصابات الأنسجة الرخوة الأكثر شيوعًا في العضلات، والأوتار، والأربطة. وعادةً ما تكون الإصابات مؤلمة، أو متكررة.
ويمكنها أن تحدث فجأة، مثل التواء كاحلك عند النزول من الرصيف، أو نتيجة الإفراط في استخدامه.
وفي حين أن الإصابات المؤلمة هي الأكثر تأثيرًا، إلا أن الإصابات المتكرّرة أكثر شيوعًا، كما قال المدرّب الشخصي في بولاية فلوريدا، ومضيف المدونة الصوتية الشهيرة للياقة البدنية Muscle for Life، مايك ماثيوز.
وقال مايثوز: "تحدث إصابات الأنسجة الرخوة المتكرّرة عندما تتعرّض الأنسجة لضررٍ أكبر ممّا يمكن أن تلتئم منه خلال فترة من الزمن"، وأضاف: "السبب النهائي لجميع إصابات الأنسجة الرخوة المتكرّرة هو ببساطة فعل الكثير، وفي وقتٍ مبكر جدًا".
ولمنع الإصابة المتكررة، ستحتاج إلى اتّباع نهج محسوب لممارسة الرياضات، والتمارين الرياضية.
وأكّد المعالج الفيزيائي لتقويم العظام، وأستاذ علم الحركة في جامعة ولاية كاليفورنيا، سكوت تشيثام، أن "الاعتدال هو المفتاح".
ومن المهم أيضًا أن يتكيّف جسمك ببطء مع نشاط معين.
وقال ماثيوز: "الطريقة الوحيدة التي أثبتت فائدتها لتقليل خطر الإصابة المتكرّرة للأنسجة الرخوة هي زيادة كميّة التمارين وشدّتها تدريجيًا بمرور الوقت".
ويمكنك اتّباع هذه القاعدة: لا تزد كميّة التمرين لأكثر من 10% في الأسبوع، وامنح جسمك قسطًا من الرّاحة عن طريق تقليل كميّة وشدّة التدريبات بشكلٍ ملحوظ كل 4 إلى 8 أسابيع.
أثر الحِمية، والتوتّر، والنوم
لا يتعلّق تجنّب إصابات الأنسجة الرخوة بالتدريب فقط.
وتُشير الأبحاث إلى أن التغييرات الرئيسية في بيئتك قد تؤثر أيضًا على خطر الإصابة، مثل سوء التغذية، والتوتّر، وقلّة النوم، بحسب تشيثام، وهو عضو في المجلس الاستشاري العلمي للأكاديمية الوطنية للطّب الرياضي أيضًا.
وإذا كنت تحظى بأقل من 7 ساعات من النوم ليلاً لأكثر من أسبوعين، يرتفع خطر الإصابة بالعضلات الهيكلية بمقدار1.7 مرّة ، وفقًا لدراسة أُجريت في عام 2021، ونُشرت في مجلة Current Sports Medicine Reports.
ولذلك، احرص على تناول الطعام جيّدًا، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وقد يكون من الأفضل ترك التمارين الشّاقة عندما تكون مستويات التوتّر لديك مرتفعة.
خذ أي إصابة على محمل الجدّية
وإذا تعرّضت للإصابة رغم اتخاذ الاحتياطات، فتعامل مع الأمر بجدّية.
وحتّى عند إدراك الأشخاص بمعاناتهم من إصابة في الأنسجة الرخوة، فإنهم غالبًا ما يستمرّون في ممارسة التدريبات على أمل تحسّن الإصابة بمرور الوقت، بحسب ما ذكره ماثيوز، لكنه حذّر قائلاً: "في الكثير من الأحيان، تزداد الأمور سوءًا حتّى تتأذى بدرجة كافية بحيث لا يتمكّن الشخص من التدريب بسبب الألم".
وبدلاً من تجاهل إجهاد العضلات، أو الأربطة، توجّه لمقدّم رعاية صحية مؤهّل، وتوقّع قضاء بضعة أسابيع، إلى شهر أو أكثر، للتعافي، ويعتمد الأمر على شدّة الإصابة، وعمرك، وعوامل أخرى.