كيف تتصرف بحال طلب طفلك ممارسة التمارين الرياضية؟

نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- وسط الارتفاع المقلق في حالات اضطرابات الأكل وعدم الرضا عن الجسد بين الأطفال، يحتاج الآباء والأمهات إلى معرفة أنه حتى السلوكيات التي تبدو صحية، مثل ممارسة التمارين الرياضية، يمكن أن تصبح مشكلة.

محتوى إعلاني

وبينما لا يحتاج الأهل إلى الشعور بالذعر على الفور، فإنه يجب عليهم طرح بعض الأسئلة.

محتوى إعلاني

وتتمثل الخطوة الأولى في معرفة ماذا تعني عبارة "الحصول على لياقة بدنية" بالنسبة لطفلك، وذلك فقًا لما ذكرته سيغني داربينيان، وويندي ستيرلينغ، والدكتورة شيلي أجروال، وهما مؤلفات كتاب "تربية المراهقين الإيجابية تجاه الجسد: دليل الأهل للحياة من دون حمية وممارسة الرياضة وصورة الجسم".

وتقول داربينيان، وهي أيضًا معالجة اضطرابات الأكل في منطقة خليج سان مدينة فرانسيسكو، إن الاستجابة الأولى بالفضول "تشجع على التواصل، وتبقي باب النقاش مفتوحًا".

ويتمثل السؤال التالي بـ" لماذا يرغب طفلك في ممارسة اللياقة البدنية"؟ وتعتمد ايجابتك على ما إذا كان دافع طفلك يعتمد على المظهر الخارجي أو لهدف داخلي.

وعندما تكون الصورة السلبية للجسم هي الدافع، من المنطقي أن يتأثر الآباء والأمهات بالرغبة في تشجيع خطط المراهقين للحصول على لياقة بدنية.

وعلى عكس الرسائل السائدة في ثقافتنا، تُوضح داربينيان أن "فقدان الوزن المتعمد ليس مستدامًا ويعد خطيرًا بشكل لا يصدق"، لافتة إلى أنه بحلول الوقت الذي يعبّر فيه المراهقون عن رغبتهم في تغيير أجسادهم، من المحتمل أن يكون "هناك بالفعل تاريخ من عدم الرضا الجسدي" الذي يجب أن يؤخذ على محمل الجد.

وإذا شعر الآباء أن المهارات أو الأدوات اللازمة تنقصهم لدعم صورة الجسد لدى طفلهم، فيمكنهم طلب استشارة معالج محايد للوزن، أو اختصاصي معتمد في اضطرابات الأكل.

ورغم أن رد الفعل قد يبدو مبالغًا فيه، إلا أن داربينيان تؤكد بحسب خبرتها الممتدة لـ23 عاما في علاج اضطرابات الأكل أنه "عند الكشف عن أي علامة مبكرا، فإن ذلك يؤدي إلى أفضل النتائج".

أما إذا كانت الأهداف الرياضية هي الدافع وراء رغبة طفلك في ممارسة التمارين الرياضية، فلا يزال الآباء والأمهات بحاجة إلى الحفاظ على إجراءات وقائية مهمة في مكانها.

وأوضحت ستيرلينغ، وهي اختصاصية التغذية المسجلة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، والمتخصصة في اضطرابات الأكل والتغذية الرياضية أنه يجب أولاً ضمان تزويد المراهقين بالطاقة الكافية لأجسامهم، إذ سيحد ذلك من مخاطر اضطرابات الأكل ويحسن من الأداء لديهم.

ويجب على الآباء والأمهات أن يسألوا الأطفال عن خطط التمرين الخاص بهم بما في ذلك أيام الراحة، والتي أشارت ستيرلينغ إلى أنها غالبًا ما تكون جزءًا منسيًا من التمرين.

وأضافت: "أيام الراحة مهمة لتقليل الالتهابات والمساعدة في تعافي العضلات".

وتمتلئ وسائل التواصل الاجتماعي بصور لأنواع الأجساد المثالية، ويمكن للخوارزميات أن تأخذ الطفل من فيديو رقص ممتع إلى محتوى لاتباع نظام غذائي قاسٍ خلال دقائق.

وقد يكون التعرّف إلى التمارين الرياضية أو التغييرات الغذائية أمرًا صعبًا بشكل خاص على الآباء والأمهات لأن فقدان الوزن والنحافة لهما قيمة كبيرة في مجتمعنا.

ورغم أنها عبارة عن أمر منبوذ في ثقافتنا، إلا أن زيادة الوزن ضرورية خلال سنوات المراهقة.

وأشارت أجروال إلى أن "المراهقة تعد ثاني أهم فترة نمو في حياتنا"، ويمكن للوالدين الذين يرون رفاهية أطفالهم بشكل شامل أن يساعدوا في تعزيز النمو الصحي لأطفالهم خلال سن المراهقة.

وأضافت أجروال: "هناك ضغط كبير بشكل خاص على المراهقين الذين لديهم هذه الأفكار المحدودة حول معنى أن يكون لديك جسم جيد، لهذا السبب من الضروري أن يتنبّه الوالدان فور ملاحظة أن أطفالهم أصبحوا ضحية لهذه الرسائل، التي يمكنك التعرف عليها، لدعمهم".

ويساعد التعرّف إلى اضطرابات الأكل على حماية الأطفال. وبالقدر ذاته من الأهمية، يمكن للوالدين التعامل مع الأسئلة المتعلقة بالجسد، والطعام، والتمارين الرياضية بطريقة تبني التواصل والثقة.

وفي عالم يشعر فيه المراهقون أن أجسادهم ليست جيدة بما يكفي، فإن أكثر ما يحتاجونه هو الحب والقبول غير المشروط من الأهل إلى جانب الدعم للحصول على مساعدة مهنية إذا لزم الأمر.

نشر
محتوى إعلاني