أمريكا تُحذّر من بكتيريا خطيرة آكلة للحم.. كيف تتجنّبها؟

نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أصدرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الجمعة، تنبيهًا صحيًا وطنيًا لتحذير الأطباء من احتمال الإصابة ببكتيريا الضمة Vibrio vulnificus الآكلة للحم.

محتوى إعلاني

وخلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب، عندما شهدت الولايات المتحدة موجات حارة واسعة النطاق، ودرجات حرارة أعلى من المتوسط لسطح البحر الساحلي، أبلغت ولايات كونيتيكت ونيويورك ونورث كارولينا عن حالات عدوى أكثر خطورة وفتاكة جرّاء الإصابة ببكتيريا الضمّة Vibrio vulnificus.

محتوى إعلاني

ولقي خمسة أشخاص بالحد الأدنى حتفهم، في تلك الولايات.

وتعيش البكتيريا بشكل طبيعي في المياه الساحلية وتتكاثر في الأشهر الأكثر دفئًا عندما تكون درجات حرارة المحيط في أعلى مستوياتها.

وفي حين أنّ معظم الناس يصابون بالمرض بعد تناول المأكولات البحرية النيئة أو غير المطهوة جيدًا، يمكن أن يصاب الأشخاص أيضًا بعد السباحة في المحيط بجرح مفتوح.

ويمكن أن يتعرض الناس أيضًا للبكتيريا عندما تدفع الأعاصير والفيضانات والعواصف المياه الساحلية إلى الداخل. على سبيل المثال، خلال الأيام التي تلت إعصار إيان العام الماضي، سجل مسؤولو الصحة في ولاية فلوريدا 38 حالة و11 حالة وفاة مرتبطة ببكتيريا الضمّة Vibrio vulnificus، ورُدّ السبب إلى العاصفة.

تتكاثر البكتيريا وسط درجات الحرارة الأكثر دفئًا، وفي الماضي، كان الجزء الأكبر من الإصابات المسجّلة في الولايات المتحدة لدى أشخاص يعيشون في ولايات ساحل الخليج. لكن مع ارتفاع درجة حرارة المحيطات بسبب أزمة المناخ وضرب المزيد من موجات الحر، عالج الأطباء عددًا متزايدًا من الحالات في الولايات الواقعة على طول الساحل الشرقي.

تشهد الولايات المتحدة عادةً حوالي 80 ألف حالة مرضية مرتبطة ببكتيريا الضمة سنويًا، بحسب تقديرات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها. ولا تعتبر جميع الأنواع "آكلة للحوم"، ونحو عشرة أنواع تصيب البشر بالمرض.

وغالبًا ما يعاني الأشخاص الذين يصابون بالعدوى من الإسهال، وتشنجات المعدة، والغثيان، والقيء، والحرارة، والقشعريرة.

وتعتبر بكتيريا الضمّة Vibrio vulnificus إحدى أنواع البكتيريا التي يمكن أن تسبّب بما يعرف عادة باسم عدوى آكلة للحم. فبين 150 و200 حالة من حالات Vibrio vulnificus التي تسجلها مراكز مكافحة الأمراض كل عام، يبلغ معدل الوفيات نحو 1 من كل 5 حالات، بسبب العدوى، وأحيانًا خلال يوم أو يومين من الإصابة بالمرض.

يؤدي التهاب اللفافة الناخر إلى تآكل الجلد، والعضلات، والأعصاب، والدهون، والأوعية الدموية حول الجرح المصاب.

وفي الحالات الأكثر شدة، يمكن أن يصاب الأشخاص بتعفن الدم. وهذا أكثر شيوعًا لدى من يعانون من حالات صحية كامنة، لا سيما أمراض الكبد، والسرطان، والسكري وفيروس نقص المناعة البشرية، أو غيرها من الأمراض التي تثبط جهاز المناعة.

وتعفن الدم، حالة تحدث عندما تدخل البكتيريا إلى مجرى الدم وتنتشر، ويمكن أن تسبّب الحرارة، أو نزلة برد، أو انخفاض ضغط الدم، أو ظهور بثور على الجلد.

وقد يؤدي ذلك إلى الصدمة الإنتانية، عندما ينخفض ضغط الدم بشكل خطير. تطلق البكتيريا السموم في مجرى الدم ما قد يسبب بطءًا شديدًا بتدفق الدم، ويؤدي إلى إتلاف الأنسجة والأعضاء.

وشدّدت مراكز مكافحة الأمراض على أنّ من يشتبه بإصابتهم بالعدوى يتوجب عليه الحصول على  العلاج بسرعة كي يكون لديه فرصة أفضل للنجاة من العدوى. وقد طورت هذه البكتيريا بعض المقاومة لمضادات الجراثيم، وحوالي 50% من حالات العدوى لا تستجيب للمضادات الحيوية بعد الآن.

الطريقة الحقيقية الوحيدة لتجنب عدوى بكتيريا الضمّة هي تجنب التعرّض لها، والتأكد من أن المأكولات البحرية طبخت جيدًا، وتجنّب المحار النيئ، وغسل اليدين بعد التعامل مع المحار أو المأكولات البحرية النيئة.

وتقترح مراكز مكافحة الأمراض على الأشخاص الذين يعانون من جروح جلدية البقاء بعيدًا عن المحيط، وتجنّب المياه قليلة الملوحة، أو على الأقل تغطية الجرح بضمادات مقاومة للماء.

وفي حالة التعرض للمياه المالحة أو قليلة الملوحة، توصي مراكز مكافحة الأمراض الأشخاص بشدة بغسل أيديهم وأي جروح بالماء والصابون بعد ذلك. وبالنسبة للأشخاص الذين يقومون بالتنظيف بعد الفيضانات أو الإعصار، تقترح الوكالة ارتداء الأحذية والملابس التي تحمي من الإصابة بالجروح.

نشر
محتوى إعلاني