تقرير: نساء الألفية يواجهن تراجعًا برفاهيتهنّ منذ "الجيل الصامت"
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أفاد تقرير جديد بأنّ واقع النساء الأمريكيات اليوم ليس بالضرورة أفضل ممّا كان عليه بالنسبة لأمهاتهنّ وجداتهنّ.
وأظهرت البيانات أن أهم المؤشرات المتصلة بسلامة المرأة وصحتها تراجعت في السنوات الأخيرة.
وأنشأ المكتب المرجعي للسكان مؤشرّ رفاهية المرأة، الذي يحدد العوامل التي تدلّ على نحو أدق إلى الوضع العام للفقر، والتعليم، والسجن، والتمثيل السياسي، والصحة البدنية والعقلية، والمشاركة في القوى العاملة.
وأنشئ المؤشر بغية مقارنة وضع الأجيال المختلفة من النساء الأمريكيات في مرحلة حياتية محددة ، بين الـ25 والـ34 عامًا من العمر.
وقالت سارة سريغلي، محللة أبحاث في المكتب المرجعي للسكان، (منظمة غير ربحية) تقوم بجمع البيانات السكانية حول الصحة والرفاهية، وساهمت بتأليف التقرير إنّه "في حين كانت هناك بعض مجالات التحسّن من جيل إلى جيل، فإن جيل الألفية يُعتبر أول جيل من النساء منذ (ما يُسمّى) بالجيل الصامت، حيث تعاني فيه النساء من انخفاض في الرفاهية العامة". ويُعتبر الجيل الصامت هو الجيل المولود بين عامي 1928 و1945، والذي عاش خلال فترة الكساد الكبير والحرب العالمية الثانية.
تمثل الرعاية الصحية الجيدة وميسورة التكلفة مشكلة خصوصًا في المجتمعات الريفية. وبحسب التقرير، لم يتوافق التراجع في الصحة والسلامة مع تصنيف نساء الألفية عندما يتعلق الأمر بالتعليم والتوظيف، حيث ارتفعت العديد من هذه الأرقام مقارنة بالأجيال السابقة.
وأوضحت سريغلي أنّ "المسألة غير مرتبطة بما إذا كانت الشابات اليوم يعملن بجد أو يحاولن تحسين حياتهن. فهنّ يحصلن على التعليم العالي، ويدخلن إلى مجالات أكثر تنافسية مثل مجالات العلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات (STEM) وملكية الأعمال. إنهن يفعلن الأمور التي نشأن على الاعتقاد بأنها ستؤدي إلى حياة أفضل".
وتابعت: "رغم بذلهن قصارى جهدهنّ، إلا أنّ هذه تشكل تحديات حقيقية للغاية".
وأظهر التقرير أن التحديات أكبر بالنسبة لبعض النساء.
ولفتت جاميليا هاريس، مديرة الأبحاث في مؤسسة العدالة والفرح الوطنية التعاونية، غير الربحية التي تدافع عن الشباب من البشرة الملونة، غير المشاركة في التقرير، إلى أنّ ما برز حقًا أنه سُجّل تقدم أقل بين الشباب من البشرة الملونة.
التطور يشهد تراجعًا
وقالت سريغلي إنه كان هناك تقدم في الصحة، والسلامة، والتعليم، والتوظيف منذ الجيل الصامت وصولًا إلى النساء في فترة طفرة المواليد. وأضافت أن التقدّم تباطأ إلى حد ما بالنسبة للجيل "X" مقارنة بأمهاتهن، ولكن بعد ذلك بدأت الأمور تتعثّر في عام 2017.
وأشارت سريغلي: "في هذا التقرير المحدّث، رأينا أنه لم يعد متعثرًا، لكنه الآن في تراجع نشط" بالنسبة لجيل الألفية.
وارتفع معدل جرائم القتل بين نساء جيل الألفية مقارنة بالجيل X، وفقا لما ذكرته البيانات. وأظهر التقرير أن معدلات الانتحار تضاعفت تقريبًا من جيل X إلى جيل الألفية، كما ارتفعت معدلات وفيات الأمهات بشكل كبير.
وأشارت البيانات إلى أن التفاوتات في الصحة والرفاهية أكبر بالنسبة للنساء من البشرة الملونة. ووفقاً للتقرير، فإن معدل وفيات الأمهات من البشرة السوداء يزيد بأكثر من ضعف المعدل الوطني في الولايات المتحدة، وكان الطلاب من البشرة السوداء اللون واللاتينيين أقل احتمالاً للحصول على إعانات جامعية مقارنة بأقرانهم من البشرة البيضاء اللون.
دور السياسات
واعتبرت سريغلي أنه في حين أنه من الصعب الإشارة إلى سبب واحد وراء معاناة نساء الألفية من هذا الانخفاض في الرفاهية، إلا أنه ليس مستغربًا بالنظر إلى الهياكل الاجتماعية والسياسية المؤثرة.
وأضافت أنّ التقدم في سدّ الفجوة بالأجور بين الجنسين يراوح مكانه، وقد ساهمت ربما زيادة الوصول إلى الوسائل التي تؤدي إلى الوفاة، بالتأثير على معدلات الانتحار، رغم أنّ هذه المعدلات لا تميل إلى التغير بشكل كبير من جيل إلى آخر.
وأكدت سريغلي: "نحن نعلم أن بعض السياسات ربما لعبت دورًا في أمور مثل التراجع عن حماية رعاية الصحة الإنجابية التي وجدت دراسات مختلفة أنها تزيد من خطر وفاة الأمهات وربما معدلات الانتحار أيضًا".
وقالت مارثا سانشيز، مديرة السياسة الصحية والدعوة في منظمة "Young Invincibles"، التي تدافع عن التعليم، والرعاية الصحية، وتوظيف الشباب الأميركي، إنه "من المنطقي أن النساء الأصغر سناً يشهدن أيضاً ضغوطاً على الصحة العقلية".
على النساء المشاركة بالقرارات
عندما يتعلق الأمر بكيفية تغيير اتجاهات الرفاهية للنساء، لا سيما من البشرة الملونة، يرغب الخبراء برؤية المزيد من إمكانية حصولهن على الرفاهية، واتخاذ قرارات أكثر شمولاً.
واعتبرت سانشيز: "عندما نتحدث عن الصحة، فإن الأمر يتعلق بقدرتنا على الوصول إلى الرعاية الوقائية. إنها قدرتنا على تحمل تكاليف الرعاية الوقائية وحتى الرعاية الروتينية للحالات المزمنة، وقدرتنا على تحمل تكاليف الصحة العقلية عندما يتعلق الأمر بأزمة الصحة العقلية".
ولفتت هاريس إلى أنه عندما يتعلق الأمر بمعالجة هذه المشاكل، ينبغي إشراك المرأة في عملية صنع القرار.
وتُعد المؤتمرات، والاحتجاجات، والتصويت طرقًا فعالة للناس كي يستخدموا أصواتهم، لكن جينيسوس هولاند، 21 عامًا، من ريتشموند، فيرجينيا، قالت إن الأمر متروك لصانعي السياسات للقيام بدورهم أيضًا.
وقالت هولاند إن "الأمر متروك لصانعي التغيير للبدء بالقيام بذلك". وأضافت أنّه قد يكون من المغري الاطلاع على القصص السابقة حول مدى صعوبة الأمر بالنسبة للنساء والأشخاص من ذوي البشرة الملونة،
واعتبرت أنه من المهم الانتباه إلى أنه"من الصعب جدًا أن نسمع عن الصراع القديم عينه وعدم التمكن من وضع آلية للعمل". وخلصت إلى أنها تود القول إنه "من المهم في كل مرة تمتلك فيها القدرة، وفي كل مرة تمتلك فيها القوة.. أن تقوم بنشر الرسالة".