كيف تقوي الجزء الأضعف من الجسم جراء هيمنة جانب على آخر؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قد يكون أحد جانِبَي جسمك أقوى قليلًا وأفضل تنسيقًا من الجانب الآخر، رغم التماثل الكبير الذي قد يبدو عليه جسمك، وهذا أمر طبيعي إلا إذا كنت من ضمن فئة الـ1% من السكان الذين يجيدون استخدام اليدين بالقدر عينه.
لكنّ يبدأ الأمر بالتفاقم عندما يزيد حجم عدم التناسق الطبيعي، ويبدأ جانبك المهيمن بتحمّل العبء غير المتكافئ، فتشعر بالألم، والضعف، واحتمال الإصابة جرّاء الإفراط باستخدامه. ولأنّ العضلات تعمل ضمن شبكات، فإنّ المشاكل المتعلّقة بعدم التوازن قد تؤدي إلى تفاعل متسلسل قد يؤثّر على أجزاء أخرى من الجسم.
لكن ثمة خبر سار، إذ مع القليل من الوعي وممارسة بعض تمارين التوازن، يمكنك تصحيح الاختلالات حدّ التمكّن من احتضان عدم التناسق الطبيعي لديك بطريقة صحية وخالية من الألم.
كيف يُصبح عدم التناسق مشكلة صحية؟
يمكن القول إنّ ممارسة مهنة تتطلّب جهدًا جسديًا، هي الطريقة الأكثر شيوعًا حتى تتسبّب الهيمنة الجانبية الطبيعية بمشاكل صحية.
وليس من الضروري أن تكون رياضيًا محترفًا كي تتفاقم الهيمنة الجانبية لديك. فكّر بالأشخاص الذين يحملون أطفالهم طوال اليوم على جانب واحد من الخصر على سبيل المثال. يمكن لأي شخص يقوم بنشاط يتطلب حركة متكررة، أو قوة تعتمد على جانبه المهيمن بانتظام أن يعاني من ألم مزمن، وأن يزيد من احتمال الإصابة، إذا لم يتّخذ تدابير لمواجهة هذه الحالة.
هناك طريقة أخرى شائعة يعزّز فيها الأشخاص الهيمنة الجانبية، وهي الفشل بتأهيل العضو المصاب بعد الإصابة. فإذا وقعت أو لويت كاحلك على جانبك غير المهيمن، فستحتاج إلى الاعتماد أكثر على جانبك المهيمن للتنقل. ومن دون ممارسة حركات إعادة التأهيل المتوازن، يُحتمل أن تستمر في تفضيل جانبك المهيمن حتى بعد شفاء كاحلك.
معالجة الاختلالات في أنشطتك اليومية
يُعد الوعي عنصرًا أساسيًا لاستعادة أنماط الحركة الأكثر توازناً. من خلال التعرف إلى الطرق التي تغذي بها جانبك المهيمن على مدار اليوم، يمكنك إجراء تغييرات بسيطة للمساعدة على مواجهة الإفراط في استخدام جانب واحد.
تمرّن لتحقيق التوازن
رغم أنّ الأمر قد يبدو غير بديهي، إلا أن التدريب أحادي الجانب الذي تركز من خلاله على جانب من الجسم في كل مرة، يُعتبر الطريقة الأكثر فعالية لتعزيز التناسق مع التمرين. من خلال القيام بتمارين أحادية الساق أو الذراع الواحدة، يمكنك التأكد من بذل القدر عينه من الجهد على كل جانب بالتساوي. ولا يساعد هذا النهج على تصحيح الاختلالات القائمة فحسب، بل يمنع تطوّرها أيضًا. ومن خلال التركيز على كل جانب على حدة، فإنك تضمن أنماط تقوية العضلات المناسبة التي تعزّز التنسيق، وتضع أساسًا ثابتًا للقوة المتماثلة.
عندما يتعلّق الأمر بتدريب القوة من جانب واحد، فإنّ "الدمبل" تُعتبر أداة التوازن المثالية، وتتطلّب جهدًا متطابقًا من الجانبين. وبخلاف الأثقال أو الآلات التي يمكن أن تسمح للجانب المهيمن بالتعويض، تتطلب "الدمبل" من كل طرف أن يحمل حمله بشكل مستقل. وهذا يعني أنك تعمل على تعزيز التوازن وكشف أي اختلافات في القوة ومعالجتها.
الاستفادة من العلم للتمرين التصحيحي
أما أحد الاختلافات المهمة بين التدريب أحادي الجانب والتدريب الثنائي القياسي، فيتمثل بفعالية الأول الفريدة كأداة لإعادة التأهيل. ووجدت الأبحاث أنه عندما تقوم بتدريب جانب واحد من الجسم على نحو أحادي، يتم تحفيز الجانب الآخر أيضًا، وهذا التحفيز غير المباشر يقوي في الواقع الجانب غير العامل. تسمّى هذه الظاهرة المدعومة علميًا بالتدريب عبر التعليم.
إسوة بالدور الحاسم الذي يلعبه التدريب عبر التعليم للتعافي من إصابات أحد الجانبين، يوفر هذا النوع من التدريب مسارًا عمليًا للأشخاص غير المصابين الذين يسعون إلى تصحيح الاختلالات. لا حاجة للتركيز الشامل على الجانب الأضعف، فمن خلال ممارسة التمارين الأحادية المتوازية الجهد، فإن التدريب عبر التعليم يدعم إنشاء قوة متوازنة وثبات.
باتباع هذه النصيحة، يمكنك أن تخفّف من تداعيات جانبك المهيمن، كما أنّك تتخذ تدابير استباقية للحفاظ على مستوى التوازن كي تحمي نفسك من الألم والإصابات.