ما هي الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من المواد البلاستيكية؟

نشر
7 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- "ما هي كمية البلاستيك التي ترغب بتناولها لوجبة العشاء"؟ قد يبدو السؤال مقتطعًا من مسرحية هزلية ساخرة، ولكن تُظهر الأبحاث أنه يعكس الواقع بدقة.

فقد اختُبِرت نسبة 90%  من عينات البروتين الحيواني، واكتُشف أنّها تحتوي على مواد بلاستيكية دقيقة، وشظايا بوليمر صغيرة يتراوح حجمها مَا بين 0.2 بوصة (5 مليمترات) و1/25000 من البوصة (1 ميكرومتر)، وفق دراسة أجريت في فبراير/ شباط 2024. وتُصنف مادة بلاستيكية يقل حجمها عن 1 ميكرومتر بأنها بلاستيك نانوي، ويجب قياسه بأجزاء من المليار من المتر.

محتوى إعلاني

ولا يمكن حتى للنباتيين الهروب من هذا الواقع، فقد بيّنت دراسة وُضعت في عام 2021. أنه في حال كان البلاستيك صغيرًا بدرجة كافية، فإنه يمكن للفاكهة والخضار امتصاص الأجزاء الدقيقة من خلال أنظمتها الجذرية ونقل تلك الأجزاء الكيميائية إلى سيقان النبات، وأوراقها، وبذورها، وثمارها.

وجدت دراسة أجريت في عام 2023، أنّ الملح الوردي الخشن في جبال الهيمالايا المستخرج من الأرض، يحتوي على غالبية المواد البلاستيكية الدقيقة، يليه الملح الأسود والملح البحري. ويُعتبر السكر أيضًا "مسارًا مهمًا لتعرّض الإنسان لهذه الملوثات الدقيقة"، وفق دراسة أجريت في عام 2022.

قد تُطلق أكياس الشاي، والعديد منها مصنوع من البلاستيك، كميات هائلة من البلاستيك. ووجد الباحثون في جامعة ماكغيل بكيبيك في كندا، أنّ تخمير كيس شاي بلاستيكي واحد يطلق حوالي 11.6 مليار جزيء من البلاستيك الدقيق و3.1 مليار جزيء من البلاستيك النانوي في الماء.

وجدت دراسة أجرتها جامعة كوينزلاند أنه مقابل كل 100غرام (نصف كوب) من الأرز يتناوله الأشخاص، يستهلكون بين ثلاثة وأربعة ملليغرامات من البلاستيك، ويزيد العدد ليبلغ 13 ملليغرامًا لكل حصة أرز سريع التحضير. وبحسب الباحثين، يمكنك تقليل التلوث البلاستيكي بنسبة تصل إلى 40%  من خلال غسل الأرز. ويساعد ذلك أيضًا في تقليل الزرنيخ، الذي يمكن أن تكون نسبته عالية في الأرز. 

كما يحتوي كل لتر واحد من الماء، أي ما يعادل زجاجتين من المياه المعبأة بالحجم القياسي، على معدل وسطي قدره 240 ألف جزيء بلاستيكي من سبعة أنواع من البلاستيك، ضمنًا المواد البلاستيكية النانوية، وفقًا لدراسة أجريت في مارس/ آذار 2024. 

مخاطر على صحة الإنسان 

رغم أنه عُثر على جسيمات بلاستيكية دقيقة في الرئة البشرية، وأنسجة مشيمة الأم والجنين، وحليب الثدي البشري، ودم الإنسان، إلا أنه حتى وقت قريب، أُجري عدد قليل جدًا من الأبحاث حول كيفية تأثير هذه البوليمرات على أعضاء الجسم ووظائفه. 

وجدت دراسة أجريت في مارس/ آذار 2024، أنّ الأشخاص الذين لديهم جسيمات بلاستيكية دقيقة أو جسيمات بلاستيكية نانوية في شرايين الرقبة، كانوا أكثر عرضة بمرتين للإصابة بنوبة قلبية، أو سكتة دماغية، أو الموت لأي سبب، في السنوات الثلاث التالية، وذلك مقارنة بالأشخاص الذين ليس لديهم أي سبب. 

يقول الخبراء إن المواد البلاستيكية النانوية تُعتبر أكثر أنواع التلوث البلاستيكي إثارة للقلق على صحة الإنسان. وقد تغزو الجزيئات الصغيرة الخلايا والأنسجة الفردية في الأعضاء الرئيسية، ما قد يؤدي إلى خلل العمليات الخلوية وترسب مواد كيميائية تُخلّ بالغدد الصماء مثل البيسفينول، والفثالات، ومثبطات اللهب، والمواد متعددة الفلور أو PFAS، والمعادن الثقيلة. 

وقالت شيري ماسون مديرة الاستدامة في جامعة "بن ستايت بيرند" في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، بلقاء سابق مع CNN، إن "كل هذه المواد الكيميائية تستخدم لتصنيع البلاستيك، لذلك إذا شق البلاستيك طريقه إلينا، فإنه يحمل معه تلك المواد الكيميائية".

وأوضحت ماسون أن "هذه المواد الكيميائية يمكن أن تنتقل إلى الكبد، والكلية، والدماغ، بل وتشقّ طريقها عبر حدود المشيمة، وصولًا إلى الجنين لدى المرأة الحامل".

ولفت متحدث باسم الرابطة الدولية للمياه المعبأة، وهي رابطة صناعية، في لقاء مع CNN إلى أنّه "لا يوجد حاليًا إجماع علمي حول الآثار الصحية المحتملة للجسيمات النانوية والبلاستيكية الدقيقة. لذلك، فإن التقارير الإعلامية المبنية على الافتراضات والتخمينات لا تفعل شيئًا أكثر من إثارة الخوف لدى الجمهور من دون داعٍ".

جميع أنواع البروتينات تحتوي على مواد بلاستيكية دقيقة 

في دراسة نُشرت في مجلة "Environmental Research" بفبراير/ شباط، نظر الباحثون في أكثر من عشرة بروتينات شائعة الاستهلاك، شملت ضمنًا لحم البقر، والروبيان المخبوز، وأنواع أخرى من الجمبري، وصدور الدجاج، والناغتس، ولحم الخنزير، والمأكولات البحرية، والتوفو، والعديد من بدائل اللحوم النباتية. مثل الناغتس، وفتات النباتات الشبيهة باللحم البقري المفروم، وأعواد الأسماك النباتية.

وكانت البروتينات الأقل تلوثًا هي صدور الدجاج، تليها شرائح لحم الخنزير والتوفو.

وبعد مقارنة النتائج ببيانات استهلاك المستهلك، قدر الباحثون أن متوسط تعرض البالغين الأمريكيين للجسيمات البلاستيكية الدقيقة يمكن أن يتراوح بين  11 ألف و29 ألف جزيء سنويًا، مع حد أقصى للتعرّض يقدّر بـ3.8 مليون جسيم بلاستيكي دقيق سنويًا.

نسبة البلاستيك بالفاكهة والخضار عالية

وجدت دراسة نُشرت في مجلة العلوم البيئية، ما بين 52050 و233000 جزيء بلاستيكي حجمه يقل من 10 ميكرومترات في مجموعة متنوعة من الفاكهة والخضار.

وكان التفاح والجزر من بين أكثر الفاكهة والخضار تلوثًا، ويحتوي تباعًا، كل غرام على أكثر من 100 ألف قطعة من البلاستيك الدقيق. وعُثر على أصغر الجزيئات في الجزر، بينما تم العثور على أكبر قطع من البلاستيك في الخس، وهو أيضًا من أنواع الخضار الأقل تلوثًا.

طرق لتقليل "تناول" البلاستيك

من المهم تفادي تناول الأطعمة وشرب المياه من الحاويات البلاستيكية أو استخدامها لتخزين الأطعمة. Credit: OLIVIER MORIN/AFP via Getty Images

وقالت ماسون إن مستويات التلوث الموجودة في المياه المعبأة تعزز نصيحة الخبراء القديمة بشرب مياه الصنبور من الزجاج أو الأوعية المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ لتقليل التعرّض. وأضافت أن هذه النصيحة تمتد إلى الأطعمة والمشروبات الأخرى المعبأة بالبلاستيك أيضًا.

ولتقليل التعرّض للمواد البلاستيكية، يجب الالتزام بالتالي:

  • تجنب تناول أي شيء يتم تخزينه في وعاء بلاستيكي.
  •  قم بارتداء الملابس المصنوعة من الأقمشة الطبيعية وشراء المنتجات الاستهلاكية المصنوعة من مواد طبيعية. 
  • لا تستخدم البلاستيك في الميكروويف. بدلًا من ذلك، قم بتسخين الطعام على الموقد أو من خلال وضعه بأوعية زجاجية في الميكروويف.
  •  إذا استطعت، تناول أكبر قدر ممكن من الأطعمة الطازجة، وقلل من شراء الأطعمة المصنعة والمغلفة بالبلاستيك.
نشر
محتوى إعلاني