في خضم أزمة المناخ.. 5 طرق لمساعدتك في إنقاذ الأرض
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يبدو من الواضح للكثيرين أننا نعيش في زمن أزمة المناخ الناجمة إلى حد كبير عن حرق الوقود الأحفوري، ما يؤدي إلى انبعاث الغازات الدفيئة التي تحبس حرارة الشمس، وترفع درجات الحرارة، وتؤدي إلى سلسلة من العواقب غير المرغوب فيها.
وتؤثر أزمة المناخ على كوكبنا، من الأرض إلى الغلاف الجوي، والمسطحات المائية، غير أنها تؤثّر بشدة على صحة وسلوك سكان الكوكب.
ويحظى بيل وير، وهو كبير مراسلي شبكة CNN لشؤون المناخ، بمتابعة الوضع المتطور باستمرار.
وعندما أصبح وير أبًا للمرة الثانية في بداية جائحة فيروس كورونا، إذ وُلد ابنه ريفر في أبريل/ نيسان عام 2020، خطرت له فكرة أثارت قلقه.
وقال وير لكبير المراسلين الطبيين لشبكة CNN، الدكتور سانجاي غوبتا مؤخرًا، في حلقة خاصة من بودكاست "Chasing Life": "نظرت إلى هذا الكائن الصغير بين ذراعي وأدركت أن هذا الطفل سيعيش ليشهد القرن الثاني والعشرين.. وبدأت في كتابة رسالة اعتذار له عن الكوكب الذي حطمناه والذي سنسلمه إليه".
وسرعان ما أصبحت تلك الرسالة مقدّمة لكتاب وير الجديد، بعنوان "الحياة كما نعرفها: قصص الناس والمناخ والأمل في عالم متغيّر"، الذي صدر في وقت سابق من شهر أبريل/ نيسان، بالتزامن مع يوم الأرض.
وأوضح وير أن كل شيء في حياتنا يعتمد على كوكب متوازن، لكن الأمر ليس كذلك في الوقت الحالي.
وقال وير: "يموت خمسة ملايين شخص قبل الأوان كل عام بسبب التلوث الجزيئي الناجم عن حرق الوقود الأحفوري في جميع أنحاء العالم".
وتابع:"أعتقد أن الحرارة تقتل بالفعل عددًا أكبر من الناس، أكثر من جميع الكوارث الأخرى مجتمعة".
وكتب وير إلى ابنه ريفر: "لقد اختفت الأرض التي انضممت إليها في عام 1967 الآن، ولا أحد يعرف أي نوع من الكواكب سيحل محلها".
وقد أدى تدهور الكوكب إلى خلق ظاهرة الحزن المناخي، أي الحداد في مكان لا نزال نعيش فيه، نظرا لأنه يتغير بشكل كبير تحت أقدامنا.
ويأمل وير أن تتمكن البشرية من الوصول إلى مرحلة التقبّل بسرعة، والتكاتف معًا لمعالجة المشكلات التي تواجهنا، نظرا للتحذيرات الرهيبة التي ما زلنا نتجاهلها.
يشارك وير هذه النصائح الخمس لما يمكنك فعله للمساعدة في إنهاء هذه المأساة البشرية
إنهاء إدمان الوقود الأحفوري
على المستوى العالمي، يتعين علينا السيطرة على استهلاكنا للوقود الأحفوري.
وتُعد الولايات المتحدة من بين الدول الثلاث الأكثر انبعاثًا للغازات الدفيئة. وعندما نحرق الوقود الأحفوري لتوليد الكهرباء، والحرارة، والنقل، فإن هذه العملية تولّد هذه الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.
ويتذكّر وير حديثه مع صياد أسماك في ولاية مين الأمريكية، الذي وصف إدماننا للوقود الأحفوري الكربوني بأنه عبارة عن "غودزيلا يجب إعادته إلى موطنه".
وقال وير: "هناك طرق تكنولوجية للقيام بذلك، وطرق مختلفة تعتمد على الطبيعة للقيام بذلك"، مشيرًا إلى أنه حتى يحدث ذلك على نطاق واسع، سيكون من الصعب إنقاذ هذا المريض".
تعلم كيفية التكيّف مع المناخ الأكثر حرارة
نصح وير بالتطلع إلى الإبل كمصدر إلهام، إذ رغم أن موطنها الأصلي هو كندا، إلا أنها تكيّفت مع الحرارة عندما وجدت نفسها في الصحراء.
وقال وير: "لقد طورت الإبل تلك الحدبة الكبيرة من الدهون لمنحها الطاقة خلال فصل الشتاء، وطوّرت جفونها لحجب العواصف الثلجية، وليس العواصف الرملية".
وتابع: "بعد ضياع اثنين من الجمال وتجولهما عبر جسر بيرينغ البري إلى آسيا، اكتشفا أن كل هذه الأدوات تعمل بشكل رائع في البيئة الرملية، والرحلات الصحراوية الحارة الطويلة".
وأشار وير إلى أن الوقت يداهم البشرية، إذ ليس لدينا آلاف السنين التي استغرقتها الجمال لتتكيف مع بيئتها، ولكن لدينا "التكنولوجيا".
وعلى سبيل المثال، استشهد بالطلاء ناصع البياض، الذي يعكس نسبة 98% من الضوء إلى الفضاء ويمكنه تبريد المبنى بما يصل إلى 10.6 درجة مئوية.
البحث عن المساعدة
وجّه وير بتحديد الأشخاص الذين يقومون بالتغييرات الإيجابية ودعمهم..
وقال وير: "هناك دائمًا مساعدون يهرعون للمساعدة في الكوارث"، موضحا أنّهم ليسوا فقط الأشخاص الذين يديرون المجتمعات في أعقاب كوارث مثل حرائق الغابات في لاهاينا، أو بعد الإعصار، ولكن الأشخاص الذين يبحثون عن أفكار وحلول أفضل للمساعدة بإنشاء أجزاء أكثر صحة واستدامة ومرونة في حياتنا.
توحيد الجهود لإنقاذ البيئة
يريد وير أن يصبح كلٌ منّا عضوا نشطًا في مجتمعه، من خلال التعامل مع البيئة بالاحترام والرعاية ذاتها التي تحرص عليها العديد من مجتمعات السكان الأصليين.
للقيام بذلك، يشير ويير إلى البحث عن طريقة تناسبك، سواء كان ذلك من خلال تنظيم مسيرة، أو تسخير خبرتك في العمل من أجل قضية جيدة، أو المساعدة في تنظيف حديقة الحي.
وأضاف: "أريد فقط أن يتواصل الناس مع بعضهم البعض ومع الطبيعة بأفضل الطرق الممكنة".
تقليل الانبعاثات قدر الإمكان
ينصح وير بأن نمنح البيئة "فترة راحة" عندما تتاح لنا الفرصة.
وعلى سبيل المثال، ربما تقلل من اعتمادك على المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، أو تتوجه إلى السوق مشيّا على الأقدام بدلاً من القيادة، أو تضع في الاعتبار البصمة الكربونية لنظامك الغذائي، أو تحرص على عدم إهدار الطعام والماء والمواد الأخرى.