أطعمة قد تزيد خطر التدهور المعرفي والسكتة الدماغية رغم اتباعك نظامًا صحيًا.. إليك ما هي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- وجدت دراسة جديدة أنّ تناول القليل من الأطعمة فائقة المعالجة يرتبط بزيادة خطر التدهور المعرفي والسكتة الدماغية، حتى لو كان الشخص يلتزم بنظام غذائي متوسطي، أو نظام DASH، أو نظام MIND الغذائي.
تعتمد الأنظمة الغذائية الثلاثة هذه على النباتات، وتركز على استهلاك المزيد من الفاكهة، والخضار، والحبوب الكاملة، والفاصولياء، والبذور، مع الحد من السكر، واللحوم الحمراء، والأطعمة فائقة المعالجة.
وقال طبيب القلب الدكتور أندرو فريمان، مدير الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والعافية في المركز الوطني للصحة اليهودية في دنفر، غير المشارك في الدراسة: "إذا أضفت أطعمة فائقة المعالجة بنسبة 10% إلى نظامه الغذائي بحسب ما جاء في الدراسة، تزيد من خطر الإصابة بالضعف الإدراكي بنسبة 16%".
وأوضح: "يمكنك دومًا استقراء الأمر والقول: حسنًا، إذا قام شخص ما بزيادة استهلاكه من الأطعمة فائقة المعالجة بنسبة 100%، فإنّ احتمال إصابته بالضعف الإدراكي بنسبة 160%. وعليه، لا يمكن لهذه الدراسة إلا أن تظهر ارتباطًا، وليس سببًا ونتيجة مباشرة".
على المقلب الآخر، ارتبط تناول المزيد من الأطعمة غير المصنعة أو ذات الحد الأدنى من المعالجة، بانخفاض خطر الإصابة بالضعف الإدراكي بنسبة 12%، وفقًا للدراسة التي نشرت في مجلة علم الأعصاب Neurology، الأربعاء.
- وتشمل الأطعمة غير المصنعة الفاكهة، والخضار الطازجة، والبيض، والحليب.
- تشمل الأطعمة قليلة المعالجة مكونات الطهي مثل الملح، والأعشاب، والزيوت، والأطعمة مثل السلع المعلبة، والخضار المجمدة التي تجمع بين مكونات الطهي والأطعمة غير المصنعة.
- تشمل الأطعمة فائقة المعالجة الحساء المعبأ، والصلصات، والبيتزا المجمدة، والوجبات الجاهزة للأكل، والأطعمة الترفيهية مثل: النقانق، والسجق، والبطاطس المقلية، والمشروبات الغازية، والحلويات المشتراة من المتجر، والكعك، والدوناتس، والآيس كريم وغيرها الكثير.
ويرى الخبراء أنّ مثل هذه الأطعمة تحتوي عادة على نسبة عالية من السعرات الحرارية، والسكر والملح المضافين، وقليلة الألياف، وتساهم جميعها بمشاكل صحية تتعلق بالقلب، وزيادة الوزن، والسمنة المفرطة، والسكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم.
زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية
قامت الدراسة بتحليل بيانات 30 ألف شخص شاركوا في دراسة REGARD، أو أسباب الاختلافات الجغرافية والعنصرية في دراسة السكتة الدماغية، التي شملت 50% من البيض، و50% من ذوي البشرة الداكنة في مجموعة متنوعة على المستوى الوطني من الأشخاص الذين تمت متابعتهم لحد 20 عامًا.
وقال مؤلف الدراسة وطبيب الأعصاب الدكتور دبليو تايلور كيمبرلي، رئيس قسم الرعاية العصبية الحرجة في مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن، إن خطر الإصابة بالسكتة الدماغية كان أعلى بنسبة 8٪ لدى الأشخاص الذين أضافوا الأطعمة فائقة المعالجة إلى نظامهم الغذائي، مقارنة بمن تناولوا الحد الأدنى من الأطعمة المصنعة.
وأوضح كيمبرلي إن هذا الخطر ارتفع إلى 15% لدى المشاركين من ذوي البشرة الداكنة، ومرد ذلك على الأرجح إلى تأثير الأطعمة فائقة المعالجة على ارتفاع ضغط الدم لدى هذه الفئة من السكان. غير أن الدراسة وجدت أنه إذا تناول الشخص مزيدًا من الأطعمة غير المصنعة أو ذات الحد الأدنى من المعالجة، انخفض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 9٪.
ماذا عن الأطعمة فائقة المعالجة التي قد تقوّض الجهود المبذولة لاتباع نظام غذائي صحي؟
أشار كل من بيبي غاو وزندونغ ميي في مقال افتتاحي نُشر مع الدراسة، إلى أنه يمكن أن يكون تكوينها الغذائي السيئ وميلها إلى رفع نسبة السكر في الدم، ما يؤدي ربما إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، والسمنة المفرطة، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول.
ميي، زميل أبحاث في الطب بمستشفى بريغهام والنساء في بوسطن، في حين أن غاو طالبة دراسات عليا في التغذية وتزور كلية تي. اتش تشان للصحة العامة التابعة لجامعة هارفرد، في بوسطن أيضًا. غير المشاركين في الدراسة.
وكتبا أنّ مرض السكري من النوع الثاني، والسمنة، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول، جميعها تشكّل عوامل خطر رئيسية لأمراض الأوعية الدموية في القلب والدماغ.
وأضافا أن الأثر على الأوعية الدموية الذي يؤدي إلى السكتة الدماغية والتدهور المعرفي قد يكون ناجمًا أيضًا عن "وجود إضافات تشمل المستحلبات، والملونات، والمحليات، والنترات/ النتريت التي ارتبطت باضطرابات في النظام البيئي الميكروبي للأمعاء والالتهابات".
المخاطر المتزايدة للأطعمة فائقة المعالجة
تتراكم الدراسات حول مخاطر تناول الأطعمة فائقة المعالجة. ووفقاً لمراجعة أجريت في شهر فبراير/شباط لـ45 تحليلاً شملت قرابة 10 ملايين شخص، فإن تناول المزيد من الأطعمة فائقة المعالجة بنسبة 10% يزيد من خطر الإصابة بعشرات الحالات الصحية الضارة أو الوفاة بسببها.
ورأى الخبراء أن هذه الزيادة بنسبة 10% تعتبر "خط الأساس"، كما أن إضافة المزيد من الأطعمة فائقة المعالجة قد يزيد من المخاطر.
وكانت هناك أدلة قوية على أن تناول كميات أكبر من الأطعمة فائقة المعالجة كان مرتبطًا بحوالي 50٪ من خطر الوفاة المتصلة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والاضطرابات العقلية الشائعة، بحسب المراجعة.
ووجد الباحثون أيضًا أدلة موحية للغاية على أن تناول المزيد من الأطعمة فائقة المعالجة يزيد من خطر السمنة بنسبة 55%، واضطرابات النوم بنسبة 41%، والإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 40%، وخطر الاكتئاب بنسبة 20%.
وقال فريمان: "نحتاج حقًا إلى وضع لافتة في قسم الأطعمة فائقة المعالجة، أو على العبوة كما هي الحال على السجائر، تقول: "تحذير، هذا الطعام قد يكون ضارًا بصحتك".
وخلص إلى أنّ "ما نعتبره "طعامًا مريحًا" يحتاج حقًا إلى التغيير، من كيس رقائق البطاطس إلى تفاحة أو جزرة يمكن تخزينها على الرفوف، ويمكن حملها في حقيبتك، أو حقيبة ظهرك". ورأى أننا بحاجة إلى جعل هذا النوع من الطعام متاحًا بسهولة أكبر، خصوصًا لأطفالنا وفي الحلويات الغذائية حيث غالبًا ما تكون جميع الأطعمة المتوفرة معالجة للغاية".