هل ذاكرتنا المتوارثة عن الطعام تكشف جذورنا؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- صدر الكتاب السابع للشاعرة إيميه نيزوكوماتاثيل الجديد "Bite by Bite" في 30 أبريل/ نيسان، ويضم أربعين وصفة أعدتها مع ابنها أو بواسطة الفانيليا. ويتناول الكتاب أيضًا الطفل المستعبد إدموند ألبيوس، الذي اكتشف طريقة جديدة لتلقيح بساتين فاكهة الفانيليا بطريقة غيرت صناعة الفانيليا.
استخدمت الكاتبة عنصر الفانيليا وخطّت من خلال أوجه التشابه.
ويعتبر كتاب "Bite by Bite"، بعد نجاح "عالم العجائب" في عام 2020، بمثابة رسالة حب للطعام. يركّز كل فصل من فصوله على الطعام، من التفاح، إلى الزبدة، إلى حلوى هالو-هالو الفلبينية.
لم تقدم في كتابها سردًا تاريخيًا للمكونات أو الأطباق، لكن نيزوكوماتاثيل خطّت مذكرات شخصية من خلال الطعام. في فصل "الطماطم"، كتبت عن والدتها وجدتها، حيث قارنت مسار الطماطم من إسبانيا إلى الفلبين ومن البرتغال إلى الهند مع أسلافها.
وقالت نيزوكوماتاثيل في مقابلة لها مع CNN: "أردت أن أحتفل بمدى متعة الحياة الكاملة".
لكن، كما هي الحال مع الفانيليا، هذه اللذة لا تعني دائمًا الحلاوة. هناك حكايات حزينة أيضًا، وتاريخ مظلم يكمن وراء الذكريات الدافئة. وأشارت الكاتبة إلى أنّ مؤلّفها الجديد قد يكون خريطة نحو المنزل، والذاكرة، والنسب. وتدعونا معها للاستكشاف.
CNN: في الكثير من كتاباتك تسلطين الضوء على مباهج الطبيعة وغرائبها.. فما الذي دفعك إلى تحويل مجهرك إلى الطعام تحديدَا؟
نيزوكوماتاثيل: كتبت معظم الكتاب خلال الجائحة عام 2021، رغم أنني بدأت بكتابة بعض المقالات قبل الجائحة.
أعتقد أنه بعد فترة الحجر والعزلة، وبوجود قادة يسعون لتقسيمنا، أردت التركيز على ما يغذينا وما يمكن أن يجمعنا مجدّدًا. وبالنسبة لي، كان الطعام هو العنصر الأساسي لذلك.
لقد افتقدت، إسوة بكثر، القدرة على الجلوس مع عائلتي وأصدقائي حول الطاولة. أقدم هنا بحثًا عن أنواع المنازل التي يمكننا صنعها من خلال الطعام. هناك عائلة مختارة، وهناك العائلة التي ولدنا فيها، وهناك جميع أصدقائنا وكل ما يجمع بيننا، ومن نغرم بهم، ومن أحببناهم سابقًا. لكن الطعام هو أحد الروابط الكبيرة، لذلك أردت حقًا التركيز عليه.
CNN: تتحدثين في كتابك عن أصول الطعام، ليس فقط كحلقة وصل مع شخص آخر، إنما تاريخ الأطعمة نفسه، مثل أصل اسم القرفة، أو أصول عنب الكونكورد. كيف قمت بالبحث والتفكير في الطعام على هذا النحو؟
نيزوكوماتاثيل: الجواب البسيط هو أنني باحثة مجتهدة ونهمة. الكثير من هذه الأمور تشرّبتها من والديّ اللذين كنت شاهدة منذ صغري، على أسئلة من هذا النوع يطرحونها على صاحب محل البقالة، أو الأسواق المختلفة التي كنا نتواجد فيها، مثل أسواق المزارعين وغيرها. وكان لديهما أيضًا معرفة واسعة بالمانغو، بالطبع، لكل من بلديهما، الهند والفلبين. لذا لطالما أثارا فيّ شعور الفضول.
ما أردته هو أن أجعلك تتمهل وتفكر في القصص التي ترتبط ببعضها، وأعتقد أن تعلم طريقة التفكير هذه في حياتك الخاصة يصبح معديًا.
CNN: سلّطتِ الضوء على بعض الأصول المظلمة لبعض المكونات، كما هي الحال في فصل "الفانيليا"، حيث يكتشف الطفل المستعبد كيفية تلقيح بساتين الفاكهة بالفانيليا. هل كان هذا أمرًا رغبت بالقيام به؟
نيزوكوماتاثيل: قرأت الكثير لأخط هذا الكتاب. وبالتأكيد، دونت كل المراجع التي بحثت فيها في آخر الكتاب. لم أعلم أنني سأكتب حقًا عن الفانيليا وابني، وكان من قبيل الصدفة المطلقة أن صادفت أن الشخص الذي جعل الفانيليا على ما هي عليه، كان صبيًا صغيرًا أيضًا.
أردت حقًا الاحتفال مجددًا بما يغذينا، وما يجمعنا معًا. وجزء من ذلك هو مواجهة بعض لحظات الماضي غير الرائعة أيضًا. أردت فقط أن أكون صادقة قدر الإمكان. ومع ذلك، لم أرغب بالاستمرار في هذا النوع من الماضي، بل أردت مرة أخرى أن أبدأ كل مقال وأنهيه بملاحظة حب.
CNN: هل من علاقة ما بالطعام لم تفكري بها من قبل واكتشفتها أثناء كتابتك؟
نيزوكوماتاثيل: كنت أرغب بجمع مجموعة من المقالات التي تعكس جوانب مختلفة مما أصبحته على أعتاب الخمسين من عمري. كنت أرغب بالاحتفال بالطفولة، بالحيوية، والبهجة التي شعرت بها عندما التقيت بصديقاتي في وسط مدينة نيويورك عندما كنت عزباء وسعيدة.
بالنسبة لهذا الكتاب، أردت أن أعرض بشكل خاص النساء ذوات البشرة الملونة، أن هناك طرقًا أخرى لتحقيق ما يرغبن به. لا تحتاج المرأة إلى خوض معركة دراماتيكية. لا تحتاج إلى أن يكون لديك زوج أخرق. يمكنك بالفعل الاستمتاع بقضاء الوقت مع أطفالك ومع زوجك والاستمتاع حقًا بعائلتك التي اخترتها أيضًا.
هناك كتب طعام مختلفة تعرض، "انظر إلي وأنا أجد نفسي" أو "انظر إلي الآن بعدما أصبح لدي عائلة". أو، مثل "أنا أم"، "انظر إلي الآن بعدما أصبحت مطلقة حديثًا". أردت أن أحتفل بكل ذلك.
CNN: قمت بتضمين بعض مطالبات الكتابة الغذائية في نهاية الكتاب. ما الذي دفعك لفعل ذلك؟
نيزوكوماتاثيل: أحد الأمور التي اختبرتها خلال كتابة جميع كتبي، وتحديدًا مع آخر كتاب "عالم العجائب"، أن الكثير من الناس، ولا أعرف إذا كان السبب في ذلك هو أنه تم إصداره أثناء الجائحة، لكن تخلى الكثير من الناس عن حذرهم وعرّضوا انفسهم للخطر لدى وقوفهم في طوابير توقيع كتابي في حدائق الحيوان، أو من خلال رسائل البريد الإلكتروني والرسائل المباشرة الموجهة إليّ، معربين عن مدى رغبتهم بالعودة إلى الكتابة. أو كانوا يكتبون، لكنهم لم يعرفوا من أين يبدأون، ليس لديهم الوقت.
ولذا أردت فقط مساعدة مئات الأشخاص الذين سألوني، لا أعرف من أين أبدأ في الكتابة. فصممت ذلك خلال 20 عامًا من التدريس على مستوى الكلية ومستوى المدرسة الابتدائية، وطلاب الدراسات العليا وكبار السن في المدرسة الثانوية. لقد قمت بتجميع مجموعة مختارة من المطالبات الكتابية، آمل أن تكون واحدة منها على الأقل، ولكن آمل أن تكون جميعها، تنطلق بخيالك وتجعلك تبطئ وتفكر في حياتك وعلاقتك بالطعام.