خبراء: هذا ما يجب على الأهل فعله إذا عانى طفلهم من صعوبة في النوم
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يكشف الاستطلاع الوطني الجديد الذي أجراه مستشفى "C.S. Mott" للأطفال في أمريكا عن صعوبة النوم الشائعة لدى الأطفال بسبب القلق أو التوتر.
وأظهر الاستطلاع أن واحدًا من كل أربعة أهالي، قال إن طفله يعاني من صعوبة في النوم بسبب القلق أو التوتر. وأفاد أكثر من ثلث عدد الأهل أن أطفالهم لا ينامون بشكل مستمر طوال الليل، وغالباً ما يستيقظون بشكل متكرّر.
وقالت سارة كلارك، المديرة المشاركة في الاستطلاع وعالمة باحثة بطب الأطفال في جامعة ميشيغان إنه "من عمر سنة إلى 6 سنوات، يتغيّر الأطفال كثيرًا"، موصحة أن المراحل المختلفة التي يمرون بها غالبًا ما تكون متوقعة إلى حد كبير، إذ أنهم يخافون من الظلام، ويتخيلون الوحوش في الليل..
شمل الاستطلاع الذي أُجرَِي في فبراير/ شباط مجموعة تتكوّن من 781 من الأهالي الذين لديهم طفل واحد بالحد الأدنى، يتراوح عمره بين سنة واحدة وستة سنوات.
أفاد قرابة نصف عدد الأهل، أنّ أطفالهم يغادرون سريرهم وينتقلون إلى سرير الوالدين في بعض الليالي أو غالبيتها، في حين أكد 1 من كل 3 أهالي أن طفلهم يصرّ غالبًا أو أحيانًا على بقاء الأهل بالقرب منه، حتى يغفو.
وقالت كلارك إن بعض هذه العادات قد تسبب مشاكل أكثر من الراحة المؤقتة التي تقدمها. وأضافت أنه في حين أن الطفل قد يشعر بالأمان عندما يعرف أن والديه يتواجدان في الغرفة، إلا أنه قد يستيقظ لاحقًا، ولا يتمكن من العودة للنوم بمفرده.
كيفية مساعدة الطفل القلق على النوم
ينصح الخبراء بدمج الأنشطة التي من شأنها تعزيز الاسترخاء والطمأنينة في روتين الطفل قبل النوم، مثل شرب شاي الأعشاب بعد وقت الاستحمام، وقراءة قصة معًا.
أوضحت كلارك أن العامل الأكثر أهمية في دفع الأطفال إلى النوم يتمثل بالثبات، والالتزام بروتين محدّد لوقت النوم.
وقالت الدكتورة لورين هارتستين، الأستاذة المساعدة بقسم الطب النفسي في جامعة أريزونا بأمريكا، والتي تدرّس عادات النوم وصحة الساعة البيولوجية في مرحلة الطفولة المبكرة، غير المشاركة في الاستطلاع: "نحن نعلم أنّ الأطفال الصغار يتردّدون بالالتزام بثبات وقت النوم والروتين، لكن الاستعداد للنوم يساعد أجسامهم وأدمغتهم على معرفة أن هذا هو الوقت المناسب للبدء في الاسترخاء".
وأوصت هارتستين بالحد من مشاهدة أي محتوى مثير يمكن أن يحفز دماغ الطفل ويصعّب إمكانية الاسترخاء لديه.
وكانت قد توصلت دراسة أجرتها هارتستين في يناير/ كانون الثاني 2022، أنّ الأطفال ضمن هذه الفئة العمرية، كانوا أكثر حساسية للضوء في الليل مقارنة بالبالغين، ويمكن أن يتداخل ذلك مع إنتاج الطفل للميلاتونين الطبيعي، أي الهرمون الذي ينظم دورة النوم والاستيقاظ.
وأضافت أن الأهل قد يجدون أنه من المفيد إطفاء الأضواء قبل ساعة من النوم، الأمر الذي من شأنه أن يطلق إشارة ذهنية بأن الوقت قد حان للاستعداد للنوم قريبًا.
أما بالنسبة لبقاء الأهل في غرفة الطفل حتى ينام، تنصح كلارك بمغادرة الغرفة والعودة بين الحين والآخر للتحقق من أن الطفل على ما يُرام، ما يعطي شعورًا للطفل بالطمأنينة والأمان بأن والديه يتفقدانه من دون اضطرارهما إلى البقاء في الغرفة طوال الوقت.
ولفتت هارتستين إلى أنه من الشائع أن يعاني الأطفال الصغار من مشاكل في النوم، لا سيما عندما يبدأ الأطفال في سن ما قبل المدرسة بتقليل وقت القيلولة أو إلغائه. وأضافت أنه إذا كان الأهل يشعرون بالقلق إزاء معاناة طفلهم أثناء النهار بسبب شعوره بالنعاس، فيجب عليهم التحدث مع طبيب الأطفال.
الميلاتونين للأطفال الصغار
من جهتها، قالت كلارك إن الاستطلاع وجد أيضًا أن واحدًا من كل خمسة أهالي يعطي طفله الميلاتونين في كثير من الأحيان، أو أحيانًا قبل النوم، وهو ما كان بمثابة مفاجأة نظرًا للفئة العمرية الصغيرة، التي تتراوح بين سنة و6 سنوات..
ولا ينصح الخبراء بإعطاء الميلاتونين للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات، نظرًا لأن العديد من مشاكل النوم لدى الأطفال في هذا العمر تكون سلوكية، وفقًا لما ذكره مستشفى بوسطن للأطفال. وقالت هارتستين إنه إذا كان أحد الوالدين يفكر بإعطاء الميلاتونين لطفله، فيجب عليه التحدث مع طبيب الأطفال أولا.
وأضافت أنّ "(أحد) المخاوف يتمثّل بأنّ الأطفال يتعلمون من خلال تلك العادة، أنهم إذا لم يتمكنوا من النوم، فيجب عليهم تناول الدواء فقط، في الوقت الذي يجب عليهم فيه تطوير عادات النوم الصحية التي سترافقهم خلال مرحلة الطفولة".