"تلمع مثل الذهب".. الكشف عن أحفورة نادرة أذهلت العلماء بسبب لونها العجيب

نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإ­مارات العربية المتحدة (CNN)-- تبدو حفرية قديمة لامعة اكتُشِفت في ولاية نيويورك بأمريكا وكأنّها قطعة مجوهرات مصنوعة بمهارة، ولكنها تشكل في الوقت ذاته بوابةً إلى العالم الطبيعي قبل 450 مليون عام.

هذه الحفرية المذهلة عبارة عن نوع جديد من المفصليات التي تم تحديدها حديثًا، وهي بمثابة قريب بعيد لسرطانات حدوة الحصان الحديثة، والعقارب، والعناكب، وتشبه الروبيان الحديث إلى حدٍ ما. 

وعاش هذا المخلوق في قاع المحيط خلال العصر الأوردوفيشي (منذ 485 مليون إلى 444 مليون عام).

محتوى إعلاني
عُثِر على الأحفورة في ولاية نيويورك بأمريكا.Credit: courtesy Luke Parry/Yu Liu/Ruixin Ran

ويتمتع الكائن، ويُشار إليه بـ "Lomankus edgecombei"، بلونِ ذهبي لامع بشكل ملحوظ لأنّه محفوظ في ثلاثة أبعاد بواسطة البيريت الحديدي، وهو معدن معروف باسم "ذهب الأحمق".

وهذه طريقة غير عادية للغاية لتشكّل الحفريات.

وعُثِر على الحفرية، وهي واحدة من خمس عينات مماثلة موصوفة في ورقة بحثية نُشرت الثلاثاء في مجلة "Current Biology"، في منطقة غنية بالحفريات وسط ولاية نيويورك تُعرف باسم "Beecher’s Bed".

صورة تخيلية لما بدا عليه الكائن قبل ملايين الأعوام.Credit: courtesy Xiaodong Wang

وبدأ المؤلف الرئيسي للدراسة، لوك باري، بفحص الحفرية عندما كان باحثًا في مرحلة ما بعد الدكتوراه في "متحف ييل بيبودي"، حيث تم الاحتفاظ بثلاث عينات. 

وتبرع أحد هواة الجمع بعينتين إضافيتين إلى المؤلف المشارك وأستاذ علم الأحياء القديمة في جامعة "يونان" في الصين، يو ليو، وكلاهما جزء من مجموعة المتحف الآن.

ونظرًا لكثافة البيريت الكبيرة، تمكن باري من مسح الحفرية باستخدام التصوير المقطعي المحوسب للكشف عن تفاصيل خفية عن بنيتها.

ويلقي الاكتشاف الضوء على سبب تطور مفصليات الأرجل مع زوائد بارزة من الرأس.

في رسالة عبر البريد الإلكتروني، قال باري، وهو أستاذ مشارك في علم الأحياء القديمة بجامعة "أكسفورد" الآن: "اندهشت من مدى جودة مستوى الحفظ"، مضيفًا: "الحفظ عن طريق البيريت بهذا النوع أمر نادر للغاية. في آخر نصف مليار عام، لم يكن هناك سوى عدد قليل من الأمثلة على الأماكن التي يحدث فيها هذا الشيء".

"تلمع مثل الذهب"

تم حفظ الأحفورة في معدن البيريت الحديدي.Credit: courtesy Luke Parry/Yu Liu/Ruixin Ran

أشار أستاذ علم الحفريات والتطور في كلية علوم الأرض بجامعة "إدنبرة"، ستيف بروسات، إلى أنّ أحفورة " Lomankus" تُعتبر بمثابة اكتشاف غير عادي.

وشرح بروسات، الذي لم يشارك في الدراسة، أنّها "من أروع الحفريات التي رأيتها من الناحية البصرية على الإطلاق. إنّها تلمع مثل الذهب، وتبدو كأنها تنتمي إلى متحف فني".

كما أضاف: "تُظهِر مادة ذهب الأحمق تفاصيل دقيقة للعديد من أجزاء جسم هذا الكائن المفصلي، بما في ذلك الهياكل الحسية الصغيرة الرقيقة البارزة من رأسه". 

وعادةً ما "تُمحى مثل هذه العناصر الرقيقة والنحيفة بمجرد موت الحيوان ودفنه، ولكن في هذا المثال، حبسها ذهب الأحمق في الحجر"، وفقًا لما ذكره.

وسُميَّت هذه الفصيلة، التي تنتمي إلى مجموعة منقرضة تسمى " megacheira"، على اسم خبير المفصليات، جريج إيدجكومب، وهو باحث في متحف التاريخ الطبيعي بلندن.

واستخدمت فصائل أخرى من هذه المجموعة زوائدها الرأسية لصيد الفرائس. 

وأشارت الدراسة إلى احتمال استخدام " Lomankus"، الذي كان عديم العيون، الزوائد لاستشعار بيئة الرواسب المحيطية التي عاش فيها.

نشر
محتوى إعلاني