من الجيّد التبوّل أثناء الاستحمام.. بحسب الأطباء

نشر
6 دقائق قراءة
يرى أطباء المسالك البولية أنه من الآمن عمومًا التبول في الحمام. لكن في حالات معينة قد لا يكون الإقدام على ذلك فكرة جيدة.Credit: Grace Cary/Moment RF/Getty Images/File

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- إليك سرّ ليس بسرٍ في الحقيقة: يتبوّل العديد من الأشخاص في الحمام. ربما تكون بين هؤلاء ذلك أن تدرك أنّ كل شيء ينتهي في فتحة التصريف ذاتها، أو ربما تكون بين من يعتقدون بأنّ القيام بذلك أمر غير صحي.

وبرأي أطباء المسالك البولية، التبوّل في الحمام آمن لكل من الرجال والنساء بالمجمل. وقالت الدكتورة كارين إيلبر، أستاذة المسالك البولية في سيدارز سيناي بلوس أنجلوس: "لا يوجد جانب سلبي، وهو مناسب لبعض الأشخاص فقط".

محتوى إعلاني

وتابعت: "إنه تفضيل شخصي، فبعض الناس لا يحبون ربط المكان الذي تُنظّف فيه نفسك في الحمام بمكان التبوّل".

وبحسب أطباء المسالك البولية، من غير المرجح أن يسبب التبول في الحمام أي مشاكل صحية، أو يسدّ البالوعة. لكن هناك سيناريوهات معينة قد لا يكون فيها استخدام الدش كمرحاض مؤقّت فكرة سديدة.

التأثير على عضلات قاع الحوض

إنّ الحجة الشائعة المناهضة للوقوف والتبوّل بالنسبة للنساء تتمثّل بأنّ هذه الوضعية لا تسمح لعضلات قاع الحوض بالاسترخاء، ما يؤدي إلى إجهاد قسري، وإفراغ غير كامل للمثانة. لكنّ الدكتور ديفيد شوسترمان، اختصاصي المسالك البولية ورئيس الأطباء لدى Modern Urologist في مدينة نيويورك، يرى أن هذا التأكيد غير دقيق. 

تُعرف العضلتان اللتان تتحكمان بتدفق البول من المثانة بالعضلة العاصرة البولية. إحداهما تقع عند قاعدة المثانة والأخرى بالقرب من قاع الحوض. 

وشرح شوسترمان أنّ عضلات قاع الحوض تضعف عندما يحاول الناس إخراج البول. وذلك لأن إجهاد نفسك للدفع يشد العضلة العاصرة، ويضع ضغطًا إضافيًا على عضلات الحوض والمثانة، ما يجعل إخراج البول صعبًا. 

يمكنك تجنّب هذا الإجهاد القسري من خلال التبوّل في الحمام. وقال: "في الحمام الدافئ، من السهل جدًا عليك إرخاء العضلة العاصرة والسماح للبول بالخروج. وذلك بخلاف الادعاءات بأنّ التبوّل أثناء الاستحمام أمر غير صحي، أعتقد أنه في الواقع صحي".

التبوّل والالتهابات

قالت إيلبر إنّ البول يتلوّث بالبكتيريا عندما يكون لديك عدوى، مثل التهاب المسالك البولية. واستدركت بالقول إن الناس لا ينبغي أن يقلق الناس بشأن الإصابة بالعدوى إذا تبوّل شخص مصاب بالتهاب المسالك البولية في دش عام، لأنّ مياه الدش ستغسل البول. وأوضحت إيلبر: "لا أعتقد أنني سأصاب بالعدوى من شخص يتبول في مناطق الاستحمام العامة بقدر ما أشعر بالقلق من أي عفن أو فطريات أخطو عليها".

التحذير الوحيد هو إذا حوصرت البكتيريا في الجلد أثناء التبوّل.

ولفت شوسترمان إلى أنّ الرجال الذين لديهم قلفة يجب أن يسحبوها للخلف للتبول بأمان، وإذا لم يسحبوها، فقد يعلق البول تحت الجلد، ما سيؤدي إلى نشوء بيئة مناسبة لنمو الفطريات، ما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى الفطرية. 

تحتاج النساء إلى فتح شفرتَيهنّ لتجنّب حبس البكتيريا من البول الملوّث داخل المهبل. وأشار إلى أن الاستحمام سيكون مفيدًا لغسل بقايا البول.

انخفاض خطر الإصابة بالتهاب الجلد

وأشارت إيلبر إلى أنه نظرًا لأن الاستحمام يغسل البول، فإنه مقبول عمومًا أن يسقط البول على الساقين والقدمين. لكنها لفتت إلى أنه عندما يسقط البول الملوث على جرح مفتوح، ثمة فرصة ضئيلة للإصابة بالعدوى.

وأوضح شوسترمان أنّ البول يعتبر غذاء للبكتيريا والفطريات. عندما يسقط على جرح مفتوح، يمكن أن يجعل الجرح صعب الشفاء، لأن البكتيريا لديها الآن التغذية للاستمرار بالنمو، ما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية. ونصح بوضع ضمادة مبللة على الجرح للحفاظ عليه نظيفًا وجافًا.

الرغبة بالتبوّل عند سماع المياه الجارية

ونبّه شوسترمان من أنه في حال كنت تتبوّل باستمرار في الحمام، فهناك خطر تطوير ارتباط نفسي بين صوت المياه الجارية والرغبة بالتبوّل، ذلك أنّ الأمرين يحدثان معًا، فيصبح الدماغ مشروطًا بإرخاء المثانة والعضلة العاصرة عندما يسمع الضوضاء، ما يسمح للبول بالتسرّب.

بالنسبة لإيلبر فإن هذا الارتباط لا يشكل مشكلة كبيرة لدى معظم الناس، إذ يجدون أنه من المريح التبوّل في الحمّام من دون تفكير ثانٍ. لكن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون بالفعل من فرط نشاط المثانة، لاحظت أن الضوضاء قد تؤدي إلى فقدان البول بشكل لا إرادي. سيشعر الأشخاص الذين يعانون من فرط نشاط المثانة بهذه الرغبة بالتبول عند سماع المياه الجارية من الحوض أو المرحاض أو الدش.

إذا كنت تريد التخلص من هذا الرابط، أوصت أيلبر بإفراغ المثانة قبل تشغيل الدش حتى لا يحدث تسرّب.

تجنّب التبوّل في الحمامات وأحواض المياه الساخنة

قد لا يكون التبوّل في الحمام سيئًا، لكن هذه ليست الحال بالنسبة للحمامات وأحواض المياه الساخنة. قال شوسترمان إن المياه الراكدة الدافئة هي أرض خصبة للبكتيريا والفطريات. إنها تزيد من خطر دخول البكتيريا إلى مجرى البول عند الجلوس في الحوض.

يؤدي التبوّل في الحمام إلى تفاقم نمو البكتيريا لأن البكتيريا لديها المزيد من الموارد للازدهار. وأضاف شوسترمان: "البول هو منتج نفايات بالنسبة لنا، لكنه بالنسبة للبكتيريا والفطريات، فهو طعام". 

وأوصى بالتبوّل بعد الاستحمام لتجنب خطر العدوى، وطرد أي مياه بكتيرية تشق طريقها إلى المثانة.

نشر
محتوى إعلاني