تضر الأوعية الدموية.. دراسة جديدة قد "تصدم" مدخني السجائر الإلكترونية

نشر
7 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشف بحث جديد أن تدخين السجائر الإلكترونية له تأثير فوري على مدى كفاءة عمل الأوعية الدموية للأشخاص المدخنين، حتى وإن لم تتضمن السيجارة الإلكترونية مادة النيكوتين.

أظهر البحث الذي عُرض خلال الاجتماع السنوي للجمعية الإشعاعية لأمريكا الشمالية في مدينة شيكاغو الأمريكية أن استخدام السجائر الإلكترونية مع أو من دون النيكوتين يقلل أيضًا من مقياس يُعرف باسم تشبّع الأكسجين الوريدي، ما قد يعني أن رئتي المدخّن تستقبل كمية أقل من الأكسجين.

محتوى إعلاني

وقالت الدكتورة ماريان نابوت، المؤلفة الرئيسية للدراسة واختصاصية الأشعة في جامعة أركنساس للعلوم الطبية بمدينة ليتل روك بأمريكا، التي أجرت البحث في مختبر التصوير البنيوي، والفسيولوجي، والوظيفي، تحت إشراف الدكتور فيليكس دبليو ويرلي في جامعة بنسلفانيا: "يعتقد الناس خطأً أن السجائر الإلكترونية تعتبر بديلا آمنًا للسجائر التي تعتمد على التبغ، لكن هذا ليس صحيحًا في الواقع".

رغم أن رذاذ السجائر الإلكترونية لا يحتوي على الملوثات المسببة للسرطان ذاتها مثل دخان التبغ، إلا أن المدخّن لا يزال يتنفّس المواد الكيميائية عندما يستخدم السجائر الإلكترونية، التي تظهر الدراسة أنها تؤثّر على الجسم.

وتعمل السجائر الإلكترونية عن طريق تسخين السائل الذي يتحوّل إلى بخار يستنشقه المدخّن. لكن البخار يحتوي على أكثر من مجرد ماء؛ اعتمادًا على الجهاز، إذ قد يشمل أيضًا مواد مثل الرصاص، والنيكل، والفورمالديهايد، وبروبيلين جليكول، والجلسرين.

وأوضحت نابوت إلى أنه "حتى لو لم يكن هناك أي نيكوتين في السجائر الإلكترونية، فقد تكون هناك مكونات أخرى ضارة". 

وأضافت: "ربما هذا هو السبب في أننا رأينا هذه التأثيرات الكبيرة، حتى بعد تدخين السجائر الإلكترونية التي تحتوي على النيكوتين".

ونظرت نابوت وزملاؤها في ما يحدث لأجسام المدخنين ومستخدمي السجائر الإلكترونية والمستخدمين المزدوجين. وقاموا بتسجيل 31 مدخنًا ومستخدمًا للسجائر الإلكترونية تتراوح أعمارهم بين 21 و49 عامًا، وقارنوا نتائجهم بنتائج 10 أشخاص لم يدخنوا أو يستخدموا السجائر الإلكترونية.

وخلال ثلاث جلسات منفصلة، ​​خضع كل مشارك لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي قبل وبعد تدخين السجائر التقليدية أو تدخين السجائر الإلكترونية التي تحتوي على النيكوتين والسجائر الإلكترونية الخالية من النيكوتين، أو في كل زيارة لغير المدخنين. كما قام الباحثون بوضع سوار على الفخذ العلوي لكل شخص لتقييد تدفق الدم؛ بمجرد إزالة السوار، قاموا بتقييم سرعة تدفق الدم في الشريان الفخذي وقياس كمية الأكسجين في الدم العائد إلى القلب بعد تزويد أنسجة الجسم بالأكسجين.

وبعد تدخين السجائر الإلكترونية أو التقليدية، لاحظ الباحثون انخفاضًا كبيرًا في سرعة تدفق الدم أثناء الراحة في الشريان الفخذي، الذي يمتد على طول الفخذ ويزود الجزء السفلي من الجسم بالكامل بالدم المؤكسج.

بالمقارنة مع غير المدخنين ومدخني السجائر التقليدية، كان لدى الأشخاص الذين استخدموا السجائر الإلكترونية التي تحتوي على النيكوتين أكبر انخفاض في وظائف الأوعية الدموية. وكانت المجموعة التي شهدت التغيير الأكبر التالي تعود لأولئك الذين استخدموا السجائر الإلكترونية التي لا تحتوي على النيكوتين.

وتُعد الوظيفة الوعائية الجيدة مهمة، إذ تعني أن الأوعية الدموية لدى الشخص قادرة على التمدد والانقباض حتى يتمكن دمه من التدفق بكفاءة، وتوصيل الأكسجين والمواد المغذية إلى الجسم وإزالة النفايات. ويمكن أن تؤدي الوظيفة الوعائية الضعيفة إلى مشاكل مثل جلطات الدم، وارتفاع ضغط الدم، والسكتة الدماغية.

أظهر البحث أيضًا أنه بعد تدخين السجائر الإلكترونية، سواءً مع أو من دون النيكوتين، كان هناك انخفاض في تشبّع الأكسجين، ما يعني أن رئتي المدخنين ربما كانتا تستوعبان كمية أقل من الأكسجين.

وأكدت نابوت أن هدف الدراسة يتمثل بمساعدة المسؤولين في اتخاذ القرارات بشأن أي من هذه المنتجات يجب أن تبقى متداولة بالسوق في الولايات المتحدة.

وقد كانت السجائر الإلكترونية متاحة في السوق من دون تنظيم لسنوات، ولكن حتى تظل منوفرة، تحتاج الشركات إلى إذن من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، التي تدرس ملايين طلبات المنتجات.

واعتاد بعض الأطباء على التوصية بالسجائر الإلكترونية لمساعدة الناس على الإقلاع عن التدخين، وقد قدّم المصنّعون هذه الحجة إلى إدارة الغذاء والدواء، لكن الدراسات أظهرت أن السجائر الإلكترونية لا تساعد على الإقلاع عن التدخين.

وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء على عدد قليل من منتجات التدخين الإلكتروني، ولكن لم تتم الموافقة على أي منها على وجه التحديد كجهاز للحد من الضرر.

ورأى الدكتور ألبرت ريزو، وهو كبير المسؤولين الطبيين لدى جمعية الرئة الأمريكية، أن البحث الجديد يضيف إلى مجموعة متزايدة من الأدلة التي تُظهر أن التدخين الإلكتروني يعرّض الناس لأكثر من مجرد بخار الماء غير الضار.

وقال ريزو، الذي لم يشارك في الدراسة الجديدة: "لا نعرف الكثير عن تأثيرات مكونات السجائر الإلكترونية فيما يتعلق بالتأثيرات على الرئتين وتأثيراتها على الأوعية الدموية، ورغم احتوائها على سموم أقل مقارنة بالسجائر التقليدية، إلا أننا لا نعرف التأثيرات طويلة المدى لهذه الوسائل. وتظهر الاختبارات مثل هذه باستمرار وجود تأثيرات قصيرة المدى".

وقد وجد ريزو أنه من المثير للاهتمام أن السجائر الإلكترونية التي تحتوي على النيكوتين أو من دونه، لها تأثير.

وأوضح ريزو: "هذا يخبرنا أن ثمة أمر في هذه المكونات، من المحتمل أن يسبب تهيجًا في مجرى الهواء يؤدي إلى الالتهاب، وينتشر الالتهاب إلى بقية الجسم بالطريقة ذاتها مثل تلوث الجسيمات".

وأظهرت الأبحاث أن التعرّض لتلوث الهواء المعروف باسم تلوث الجسيمات قد يؤدي إلى ارتفاع معدل الإصابة بالنوبات القلبية، وغيرها من المشاكل الصحية المهمة. 

وأشار ريزو إلى أنه إذا كان التدخين الإلكتروني يؤثر بشكل كبير على صحة الأوعية الدموية لشخص ما، فقد يعاني مستخدمو السجائر الإلكترونية من زيادة في النوبات القلبية، أو السكتات الدماغية، أو مشاكل تدفق الدم.

نشر
محتوى إعلاني