مصابون بالشلل يتحسنون باستخدام تقنية الواقع الافتراضي
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- هنالك أمل جديد تطرحه تقنية الواقع الافتراضي لامرأة بعمر 32 عاماً، والتي أصيبت بالشلل طوال 13 عاماً، واليوم استعادت جزءاً من التحكم بساقيها بفضل علاج جديد باستخدام التقنية.
فالمرأة التي أسميت "المريض 1" هي جزء من دراسة تستخدم فيها روبوتات مفعّلة بأوامر من الدماغ متصلة بالواقع الافتراضي، لاستعادة التفاعل بين الوصلات العصبية والحركات الجسدية.
تضمنت الدراسة ثمانية مصابين بالشلل النصفي إثر ضرر في حبالهم الشوكية، وكلهم ممن استعادوا جزءاً من إحساسهم والقدرة على التحكم الجزئي بعضلاتهم بعد حوالي عام من التدريب، الدراسة يجريها مشروع "Walk Again" في مدينة ساو باولو البرازيلية، ويقودها باحث من جامعة "ديوك"، الدكتور ميغيل نيكوليليس.
قد يهمك.. مصابون بالشلل: نفضل التمكن من ممارسة الجنس أكثر من القدرة على المشي مجدداً
وتمت الدراسة على مدى 28 شهراً، كما نشرت نتائج الجزء الأول من الدراسة، في صحيفة "Scientific Reports."، بتاريخ الرابع من أغسطس/آب الجاري.
وقال نيكوليليس في حديث لـ "CNNMoney": "عندما تصاب بالشلل مثل مرضانا لمدة تتراوح ما بين 3 إلى 13 عاماً، فإن الدماغ ينسى شعور وجود السيقان وكيفية المشي،" ولتحفيز الدماغ على التذكر فإن الباحثين قاموا بتطوير نظام واقع افتراضي.
فعندما يرتدي المرضى نظارات "Oculus Rift" للواقع الافتراضي، يمكنهم التحكم بشخصيات محاكية لأجسادهم في عالم رقمي وباستخدام أفكارهم الخاصة، كما ارتدى المرضى قمصاناً خاصة بأكمام طويلة، وعندما تتحرك الشخصيات بالعالم الافتراضي فإن القميص يرسل إشارات مماثلة لملمس الأسطح الموجودة في العالم الافتراضي، كأن تقف الشخصية على أرضية خشبية أو عشبية، لترسل الإشارات إلى الدماغ وتذكره بشعور ملمس القدمين على هذه الأسطح.
أيضاً.. هل يمكن لهذه الكرة أن تحدث ثورة في العوالم الافتراضية؟
وعندما تتقدّم أوضاع المرضى بعد استعمال الواقع المُحاكَى وبشخصياتهم الافتراضية، لينتقلوا إلى ارتداء هياكل روبوتية تعمل بأوامر من الدماغ لتتحرك أجسادهم فعلاً، وخلال ذلك الوقت ترسل أعضاء الجسد إشارات مختلفة للحبل الشوكي.
ومع مضي الوقت، يمكن لهذه الطبقات المختلفة من التفاعلات العصبية والعضلية بإعادة إحياء عدد قليل من الأعصاب التي لم تتعرض للضرر، وهذا يمكنه أن يشكل وصلة بين الدماغ وبعض العضلات.
ولم يساعد هذا الأسلوب فقط على استعادة المرضى لبعض من قدراتهم العضلية، بل أيضاً ساعدهم العلاج التجريبي في التحكم بوظائف جسدية أخرى، مثل المثانة والامعاء، وهذا التحسن يعني إمكانية استغناء المرضى عن استعمال المسهّلات وأنابيب القسطرة، وبالتالي التقليل من خطر الالتهابات.