فليك في برشلونة.. قائد الثورة الذي سقى ورود حديقة كتالونيا فأبهرت الناظرين

رياضة
نشر

(CNN)-- ما يحدث في برشلونة هذا الموسم يمكن وصفه بأنه ثورة كروية بكل المقاييس. هذه الثورة يقودها المدرب هانز ديتر فليك، الذي صعق إسبانيا وأوروبا بما حققه. فبعد أن كان برشلونة يعاني من خسائر غير متوقعة ومتتالية وبنتائج كبيرة، أصبح الفريق، بنفس عناصره تقريبًا، لا يرضى إلا بالانتصارات الكبيرة.

كما كانت هناك عقدة في أوروبا للفريق الكتالوني تتمثل في بايرن ميونخ، حيث كُسرت هذه العقدة بفوز برشلونة عليه برباعية.
ومن جهة أخرى، كانت المنافسة مع الغريم ريال مدريد تبدو مستحيلة في ظل الفروقات الكبيرة في جودة اللاعبين والنجاحات الأخيرة. ومع ذلك، تغلب برشلونة على ريال مدريد برباعية في ملعبه وتصدر الدوري بفارق تسع نقاط عنه مؤقتًا.
ومن ضمن تلك المفاجآت، يحتل برشلونة المرتبة الأولى في أوروبا هذا الموسم كأقوى هجوم، حيث سجل 55 هدفًا في 16 مباراة بين الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا. هذه الأرقام الاستثنائية جاءت نتيجة للعمل الرائع للمدرب الذي اهتم بجوانب مختلفة بشكل ممتاز.
أول جانب كان الجانب البدني، إذ إن برشلونة هذا الموسم يُنهي المباراة بنفس الحدة التي بدأ بها. في السابق، كان الفريق الكتالوني يعاني من ضعف اللياقة البدنية مما أدى لتلقي الأهداف في الدقائق الأخيرة من المباريات.
أما الجانب الثاني، فهو الجانب الفني، فقد كان فليك مدركًا الظروف المالية الصعبة للفريق، وواثقًا من أن برشلونة لن يتمكن من التعاقد مع لاعبين بجودة عالية، لذلك اتبع استراتيجية تشافي بالاعتماد على جواهر "لا ماسيا".
ونجح أيضًا في إعادة إحياء قدرات اللاعبين الذين كانوا سيئين تحت قيادة تشافي، ومنهم ليفاندوفسكي الذي سجل 19 هدفًا في 16 مباراة، ورافينيا الذي تحول إلى ماكينة لتسجيل الأهداف، وإنييغو مارتينيز الذي تحوّل إلى قائد للدفاع بعد أن كان أحد أسوأ المدافعين في الموسم الماضي.
أما الجانب الأخير فهو الجانب الذهني والمعنوي، والذي جاء نتيجة طبيعية للنتائج الإيجابية التي تم تحقيقها. حيث جعلت هذه الانتصارات، خاصةً أمام بايرن ميونخ وريال مدريد، برشلونة يدخل أي مباراة بحالة من الثقة.
علاوة على ذلك، زرع الثقة في لاعبين لم يكن يُعتقد أنهم يستطيعون المشاركة بشكل أساسي مع برشلونة، مثل الحارس إنياكي بينيا، الذي صمم فليك على إشراكه رغم التعاقد مع تشيزني، الأمر الذي أثبت صحة اختياره في مباراة أمام بايرن ميونخ بدوري الأبطال.
في الختام، أثبت فليك أنه قادر على تغيير الكثير من الأمور في كرة القدم حتى تحت أصعب الظروف، وألغى الأعذار التي يستخدمها بعض المدربين حول عدم توفر الإمكانيات.
الآن، تتجه الأنظار إلى نهاية الموسم بالنسبة لبرشلونة، وإذا نجح فليك في إعادة برشلونة إلى منصات البطولات المحلية أو القارية، فبالتأكيد يمكن لعشاق الفريق الكتالوني أن يتفاءلوا بعهد تاريخي جديد قد يشبه حقبة بيب غوارديولا.