هل من أبطال خارقين عربياً؟ أم صُنع بـ"أمريكا" فقط
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- رغم أن أبطالها شخصيات من عالم خيالي يبعد عن الواقع كلّ البعد، إلا أنها نجحت في جمع الملايين من العشاق الشغوفين، كباراً وصغاراً، نساء ورجالاً، ومن مختلف الخلفيات الاجتماعية والثقافية.
إنها الرسوم المتحركة، أو الـ "animation"، وكتب الرسوم الهزلية، أو الـ "comic books". فما هو السر من وراء هذا الشغف فيها؟
ويكمن السبب بحسب الرسام الإماراتي سعيد أرجمند، الذي احترف الرسوم الهزلية، في توظيف عالم الرسوم المتحركة لمبادئ، العدالة والخير مقابل الشر، أو المشاعر الانسانية مثل الغضب والخوف، في إطار خارق لا تحده مصاعب الحياة التقليدية، بعيداً عن تحديات الواقع.
ونجح سعيد بأن يصبح رساماً لكتب الرسوم الهزلية، إذ نشرت مؤخراً النسخة الثانية من المجلة التي عمل عليها هو وزميله مات هاردينغ بعنوان "PopApocalypse." لكن، ينحصر توزيع هذه المجلة في الولايات المتحدة.
تحديات محلية لفناني الرسوم الهزلية
واعتبر سعيد في مقابلة مع موقع CNN بالعربية على هامش معرض الشرق الأوسط للأفلام والقصص المصورة (كوميك-كون) في مدينة دبي، أن عزوفه عن نشر مجلته محلياً هو بسبب الإقبال الضعيف جداً من قبل الناشرين في الإمارات على نشر كتب الرسوم الهزلية، مضيفاً أنه يتطلع إلى اليوم الذي تنشر فيه أعماله في الإمارات.
لكن بالنسبة لسعيد وغيره من فناني الرسوم العرب، تُوجد الكثير من التحديات التي تواجههم في العمل بهذا المجال. ويقول سعيد أن العمل كرسام محترف للكتب الهزلية هو بمثابة حلم، تطلب منه الكثير، مضيفاً: "بدأت العمل بوظائف صغيرة، وورشات عمل، وأعمال غير متعلقة بمجال عملي، بهدف الوصول إلى النقطة التي أستطيع فيها العمل على الكتب الهزلية".
وبالنسبة للرسامة الإماراتية فاطمة المهيري، التي تعمل على مسلسل للرسوم المتحركة اسمه "إمارة"، فإن العاملين في هذا المجال يُقابَلون ببعض الشكوك تجاه اختصاصهم، موضحة: "لا يفهم كثيرون في العالم العربي ما هي فنون الرسوم المتحركة، وينظرون إليها كشيء لا يُصنع محلياً، وخصوصاً أننا اعتادنا على الاستعانة بجهات خارجية لصناعة الرسوم المتحركة".
وتدور فكرة مسلسل الرسوم المتحركة "إمارة" حول مغامرات بطلة إماراتية خارقة تحارب وهي ترتدي الحجاب، أما قناعها فهو غطاء الوجه الإماراتي التقليدي المعروف بـ"البرقع". وتهدف فاطمة من هذا العمل إلى إيصال فكرة مفادها أن "العباءة والحجاب لا يحدان من حرية المرأة."
قد يهمك أيضاً: تفضل إلى معرض "كوميك-كون" الشرق الأوسط... حيث يواجه "الفزع" فنون الخيال والمرح في دبي
من جهتها، تقول الرسامة العمانية زينب عبد الرؤوف إنها عانت لإيجاد دار نشر مهتمة بنشر كتابها "ارسم تشيبي مع تايغا بلش"، وهو أول كتاب باللغة العربية مختص بتعليم فنون تصميم الرسوم المتحركة اليابانية الـ "أنمي،" موضحة: "بحثت في عمان وقطر والكويت ورفضت نشر كتابي كافة دور النشر التي تقدمت إليها. كما أن دور النشر المشهورة في دبي رفضت نشر الكتاب، حتى وجدت دار نشر جديدة في الإمارة وافقت على نشره والتكفل بمصاريف الطباعة."
قد يهمك أيضاً: فرقة مشروع "ليلى" تكسر المحرمات وتغني عن الدين والجنس
أما شعور عبد الرؤوف بالشغف وهي تتصفح كتابها الجديد، فيبدو ظاهراً للعيان، رغم أنها لن تحصل سوى على 10 في المائة من ريعه بحسب ما حددته دار النشر. وتؤكد قائلة "لا بأس طالما أنني أعلم أن جهدي لم يذهب سدى."