دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- حس الفكاهة قد يُعتبر من الصفات الأكثر جاذبية لشخص ما، لكن قد لا يتمتع الجميع بهذه الصفة.
أما إذا كنت تشعر بأنك تفتقد لحس الفكاهة، لا تقلق، إذ يمكنك تعلّم سر إضحاك الناس في مدرسة "دوبوميدي" لتعليم فن الكوميديا، والتي تتخذ من مدينة دبي مقرّاً لها. وبحسب الكوميدي الإماراتي علي السيد، الذي أسّس هذه المدرسة مع زوجته مينا ليشيوني منذ ثمانية أعوام، فإن حسّ الفكاهة يشبه الجهد الذي تتطلبه الرياضة الأوليمبيةـ أي الكثير من الممارسة والتمرينات.
وتهدف مدرسة "دوبوميدي" إلى تأسيس مجتمع من الكوميديين المختصين بما يعرف بـ "ستاد أب كوميدي"، بالإضافة إلى الكوميديا الارتجالية، التي تعتبر جديدة في الشرق الأوسط. كما تسعى إلى تغيير الصورة السلبية المرتبطة بالكوميديين، على حد قول السيد. وعن هذه الصورة يقول السيد في حديث مع موقع CNN بالعربية على هامش معرض "كوميك كون" في دبي: "بدأنا بشيء اسمه "الكوميديا الحلال"، وخصوصاً أن الكثير من الكوميديين العالميين يناقشون عادة أموراً لا يتقبلها المجتمع المحلي، لذا سعينا إلى إعداد كوميديين قادرين على المزاح في إطار يراعي خصوصيات المجتمع المحلي، فضلاً عن قدرتهم على التمتع بالحس الفكاهي في الوقت ذاته."
قد يهمك أيضاً: تفضل إلى معرض "كوميك-كون" الشرق الأوسط... حيث يواجه "الفزع" فنون الخيال والمرح في دبي
الكوميديا سلاح ذو حدين
وقد يستخدم الممثلون الكوميديون في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصاً أولئك الذين يؤدون عروضاً في دول أجنبية، بعض النكات التي تتماشى مع صور نمطية ترتبط بالعائلات العربية أو المجتمع العربي. لكن، هل يعتبر توظيف هذه الصور النمطية لإضحاك الآخرين نوعاً من "الخيانة" التي يمارسها الممثل الكوميدي ضد مجتمعه؟
ويوضح السيد، أن المزاح المرتبط بالصور النمطية يمكن أن يكون طريقة جميلة لكسر الجليد، مضيفاً: "الكوميديا تسمح لنا باستخدام الصور النمطية ضدنا وتحويلها إلى نقطة قوة، ويمكن التحدّث عن الصور النمطية والسخرية منها أو الضحك عليها، حتى لا يبق شيء يمكن أن يستخدمه أحد من الأشخاص ضدك أو يكون لديه القدرة في الحكم عليك".
ويقول السيد إنه يشعر بالمسؤولية عندما يكون أمام جمهور أجنبي، محاولاً تغيير صورة "المسلم الملتحي الغاضب إلى المسلم الملتحي الضاحك".
الكوميديا: "هيب هوب" العرب؟
وعن أهمية الكوميديا للمجتمع العربي، يؤكد السيد أنها إحدى سبل انتقاد المجتمع، بالطريقة ذاتها التي وظّفت فيها موسيقى الـ "هيب هوب" في الولايات المتحدة في سبعينيات القرن الماضي لتنقاش أبرز قضايا المجتمع. ويضيف السيد: "في البداية قد يقوم الكوميدي بأي شيء مقابل أن يضحك الجمهور، لكن مع نضوجه في الكوميديا والحياة، يبدأ بنقاش أمور ذات أهمية أكبر للمجتمع".
أما المواضيع التي يناقشها الكوميديون العرب، فيضيف السيد أن الكثير من الطلاب في "دوبوميدي" يؤلفون النكات عن الخلافات التي تنشب بينهم وبين أهلهم، نظراً للاختلاف بين الجيلين. وعن أسلوبه الشخصي، يضيف السيد: "نظراً لتعدد الجاليات الموجودة في الإمارات، أحب تقليد لهجات بعض الجنسيات أو المزاح بخصوص صفات معروفة عنها بشكل عام، فأنا أهتم بتعلم اللغات والثقافات المختلفة".
سر الكوميدي الناجح
وفيما يلي أهم الصفات التي يجب أن يتمتع بها الكوميدي الناجح:
- لا تعمل في الكوميديا إذا كانت النية من وراء نكاتك "سيئة"، أو إذا كانت طبيعتك عنصرية.
- كن متواضعاً، فالكوميديا تسبب شعوراً بالغرور، وتشعر الشخص بأنه أفضل من الآخرين. الشعور بالغرور هو ما سيعيق تطور الكوميدي.
- يتطلب الإبداع في عالم الكوميديا حتى يصبح الشخص مثل إيدي ميرفي أو كريس روك سنوات طويلة من التدريب وممارسة عروض الـ "ستاند أب".
- كن واقعياً في النكات التي تكتبها. وتحدث عن خبرات حقيقية عشتها، وليس عن تجارب لا تعرفها.
- لا تسرق النكات من غيرك من الكوميديين، أو من زملائك أو معارفك.
- هناك معادلات معينة لكتابة النكات، وعادة تبدأ كتابة النكتة من خلال تخيّل نهايتها أو الجزء المضحك فيها، ومن ثم تأليف الأجزاء السابقة.
- للتفوق في الكوميديا، يجب أن تكون هادئاً وتلاحظ الحياة من حولك. إذا كنت ممن يقودون الحديث غالباً، لن يكون لديك الوقت لمراقبة مجتمعك.
قد يهمك أيضاً: رسوم ثلاثية الأبعاد تأخذك إلى "بعد آخر" في مهرجان "دبي كانفاس"