الفروسية في الشرق والغرب تلتقي في "مقارنة غير مسبوقة" بمتحف اللوفر أبوظبي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لطالما سمعنا عن قصص الفرسان الشجعان الذين يواجهون التحديات مع خيولهم الوفية، وهم يحملون سيوفهم ودروعهم المزخرفة بعزيمة لا يمكن أن تهزها أقوى الرياح. ولا تعرف قصص الفرسان هذه حدوداً. وفي مقارنة غير مسبوقة، ينظر متحف اللوفر أبوظبي إلى الفروسية، ومفهومها في العالمين الإسلامي والمسيحي.
وعلى غرار ما يعتقده العديد من الأشخاص، يتعدى مفهوم الفروسية الأدوات التي يستخدمها الفارس في ساحة القتال، فهي تتضمن أيضاً قيم الفروسية، والقصائد، والروايات التي تجمع ما بين البطولة والحب، وفقاً لبيان صحفي لمعرض "فن الفروسية: بين الشرق والغرب" في متحف اللوفر أبوظبي.
مقارنة غير مسبوقة بين الشرق والغرب
ويقارن المعرض بين "الجوانب الفنية لأنماط حياة الفرسان الذين يجسدون حضارة العصور الوسطى في العالمين الغربي والإسلامي"، بحسب ما قالته مديرة إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في متحف اللوفر أبوظبي، ثريا نجيم، في مقابلة مع CNN بالعربية.
ومن خلال النظر إلى الفروسية من منظور أنثروبولوجي، يستكشف المعرض العديد من الموضوعات الأساسية مثل أصل طبقة الفرسان الإجتماعية التي نشأت في الماضي، والقيم التي تحلّى بها الفرسان، إضافةً إلى تطور ثقافة الفروسية التي تجلت في الأدب، والموسيقى، والفنون.
وفي المعرض، سيتمكن الزائر من استكشاف الأعمال الفنية من دول الشرق الأوسط والشرق الأدنى، والتي تتضمن العراق ومصر، إضافة إلى دول أوروبية مثل فرنسا.
ويسلط المعرض أيضاً الضوء على مناطق شكلت "مركزاً للتلاقي الحضاري"، مثل جنوب إسبانيا، وصقلية، وسوريا.
ومن المعروضات البارزة التي سيراها الزائر درعين لحصانين ضخمين، ويُعد الدرع الأول درع حصان عثماني يعود إلى أواخر القرن الخامس عشر، فيما الدرع المعروض بجانبه، هم لحصان وفارس أوروبي يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر.
وفي حديثها عن رمزية الدرعين، قالت نجيم: "يعكس الدرعان العلاقة التي تربط الفارس بحصانه وقوة الفارس، إلى جانب المستويات العالية من الحرفية في الزخرفة".
وأضافت نجيم أن المعرض يدعو الزوار أيضاً إلى استكشاف التبادل الثقافي والإبداعي بين مفهوم الفروسية في الشرق والغرب والذي يتجلى "من خلال الرموز الفنية المرتبطة بهذا المفهوم وثقافته".
وفي الغرب على سبيل المثال، استُخدمت شعارات النبالة على الدروع كشكل من أشكال التمييز الإجتماعي للفارس، وتم اتباع منهجية مشابهة في الشرق، إذ استُخدمت رموز استوحيت من شعارات النبالة الغربية، مثل زهرة الزنبق الفرنسية التي يعود تاريخها إلى القرنين الرابع عشر والخامس عشر في سوريا أو مصر.
من القتال إلى التسلية.. مختلف الجوانب من حياة الفرسان
ووصفت نجيم التجربة التي سيحظى بها الزائر في معرض "فن الفروسية: بين الشرق والغرب" بأنها "تجربة فكرية وبصرية غنية"، إذ يتمكن الزوار من "المقارنة الثقافية بين الجوانب الفنية لحياة الفرسان باعتبارهم من الطبقات الإجتماعية التي تجسد الحضارة الإنسانية في العصور الوسطى"، بحسب ما قالته.
ويضم المعرض 3 أقسام رئيسية تسلط الضوء على مختلف جوانب هذه الطبقة الإجتماعية، وهي "ركوب الخيل"، "والقتال"، و"حياة الفارس".
ويركز القسم الأول على تقديم فهم أفضل حول طبقة الفرسان عبر قطع فنية وأثرية، بينما يعرض القسم الثاني مجموعة من الدراسات والأسلحة التي تبين أساليب القتال في الشرق والغرب.
وأما قسم "حياة الفارس"، فهو يتمحور حول أنماط تسلية الفرسان المتعلقة بالقتال.
وفي الماضي، دُرب الفرسان في الثقافتين الشرقية والغربية على إتقان الفروسية عبر مختلف الألعاب والتمارين، ونشأ عن ذلك ظهور أشكال من التسلية المرتبطة بالأنشطة الجسدية، بحسب شرح نجيم.
وتتضمن تلك الأنشطة لعبة البولو ورحلات الصيد، إلى جانب ألعاب التفكير الإستراتيجي مثل الشطرنج.
ويستمر معرض "فن الفروسية: بين الشرق والغرب" من 19 فبراير/شباط إلى 30 مايو/أيار من عام 2020.