وُصفت بـ"القبيحة".. لكنّ "كنزة" عيد الميلاد أصبحت جزءًا من تقاليد هذه المناسبة السنوية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- خلال العقد الماضي، رسّخت كنزة عيد الميلاد القبيحة نفسها بقوّة في ثقافة هذه المناسبة السنويّة. وسرعان ما باتت جزءًا أساسيًا من فترة الأعياد، تمامًا مثل أضواء عيد الميلاد، وورق تغليف الهدايا.
إنها كنزة صوفية، عادة ما تتميّز بتدردات مختلفة من ألوان الأحمر والأبيض والأخضر، وغالبًا ما تكون مصنوعة من نسيج يشكل محور جدل، تزيّنها فكرة واحدة مستوحاة من عيد الميلاد بالعادة، مثل رجل ثلج، أو زينة، أو غزال الرنة، أو حلوى. وترتقي إذا تزيّنت بأجراس أو طابات مصنوعة من الخيطان الصوفية ثلاثية البعد.
ومع ذلك، استغرقت هذه الكنزات بعض الوقت كي تحجز مكانًا لها ضمن قائمة أساسيّات عيد الميلاد.
وبدأت الكنزات ذات الطّابع الخاص بعيد الميلاد بالظّهور في خمسينيّات القرن الماضي، وقد يكون ذلك إشارة إلى التّسويق التّجاري المتزايد لهذه المناسبة.
وسُميّت الكنزات بداية بـ"كنزات جينغل بيل"، ولم تكن مزيّنة بقدر ما نراه اليوم.
بيد أنّها لم تَحظَ بشعبيّة كبيرة في السّوق، رُغم احتضان هذا اللباس "القبيح" من قبل بعض الشخصيّات التلفزيونيّة، مثل فال دونيكان، وأندي ويليامز.
ولم تلقَ هذه الكنزات رواجًا حتّى ثمانينيّات القرن الماضي.
وجاء التحوّل بفضل ثقافة البوب، والعروض الكوميديّة، وتحويل شخصيّات أبويّة مثل كلارك غريزوولد (لعب دوره الممثّل تشيفي تشايس) بفيلم "National Lampoon's Christmas Vacation" كنزة الأعياد إلى تعبير غير مريح ولكن محبوب عن بهجة الميلاد.
لكنّ ازدهارها لم يدم طويلاً مع تلاشي شعبيّتها في التسعينيّات.
لكن شعبيّتها استعادت مجدها في مطلع عام 2000، عندما أصبحت هذه الكنزات عنصرًا أساسيًّا في الأعياد.
وفي مقابلةٍ مع CNN، قال بريان ميلر، مؤسّس متجر "UglyChristmasSweaterParty.com" الإلكتروني، وأحد مؤلفي كتاب "Ugly Christmas Sweater Party Book: The Definitive Guide to Getting Your Ugly On"، إن أوّل تجمّع يتمحور حول هذه الكنزات أخذ محلّه في فانكوفر بكولومبيا البريطانيّةK عام 2002.
وأوضح ميلر: "يصعب تحديد سبب التغيير في المنظور، لكنّي أعتقد أنّه في اللحظة التي ارتدي فيها شخصٌ ما هذا اللباس بطريقةٍ فكاهيّة، بدأ الناس برؤية الجانب الهزلي منه".
وتزايدت شعبيّة الكنزة القبيحة منذ ذلك الوقت، وتحوّلت إلى "تقليد جديد للعيد"، كما وصفها ميلر، خلال العقد التالي.
وبدأ عمالقة الموضة السّريعة، مثل "Topshop"، ومتاجر التّجزئة الرّاقية مثل "Nordstrom"، بملء أرففهم، ومحلاتهم بتصاميم مُبهجة كل موسم.
وشكّل عام 2012 نقطة تحوّل مع إطلاق منظّمة "Save the Children" الخيريّة في المملكة المتّحدة يومًا خاصًا بكنزات عيد الميلاد، حدث يهدف لجمع التّبرعات ويُشجَّع فيه الأشخاص على ارتداء أكثر ستراتهم المُحرِجة.
ووصفت صحيفة التلغراف البريطانيّة الكنزة بكونها عنصر "يجب اقتناءه لهذا الموسم"، في حين نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقارير عن تزايد التجّار الإلكترونيين المتخصصين بكنزات عيد الميلاد القبيحة، وأنشطة زيارة الحانات التي تتمحور حولها.
كما تبنّى المشاهير، من تايلور سويفت، إلى كاني ويست، هذه الصّيحة أيضًا.
وأدّى ظهور وسائل التواصل الاجتماعي إلى زيادة مكانة الكنزة القبيحة.
واليوم، يتنافس الأشخاص على إظهار حبّهم لكنزة عيد الميلاد عبر موقع "إنستغرام"، في حين يُقدّم تجّار التجزئة مثل "Target"، إلى سلسلة "Red Lobster" للوجبات السريعة، والمزيد من دور الأزياء نسخهم الخاصّة من هذا اللباس.
وقال ميلر: "عندما حضرت أول حفلة يتمحور موضوعها حول الكنزات القبيحة مطلع عام 2000، لم أتوقّع انفجار شعبيّة هذا اللباس على هذا النحو".