في إيطاليا.. جداريات إيروتيكية تزيّن جدران منزل صغير اكتُشف حديثًا

نشر
3 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اكتشف علماء الآثار منزلًا صغيرًا في مدينة بومبي الأثرية يزخر بلوحات جدارية غنية بالتفاصيل، ذات طابع إيروتيكي أحيانًا، الأمر الذي يكشف المزيد عن الطريقة المزخرفة التي كان الرومان يزيّنون بها منازلهم.

 ويقع المنزل في المنطقة المركزية للمدينة القديمة، ويُعتبر أصغر من أحجام المنازل المألوفة، ويتميز بافتقاره إلى الفناء المركزي المفتوح المعروف باسم "الأتريوم"، الذي يُعد أحد السمات المميزة للعمارة الرومانية، وفق ما أفادت إدارة حديقة بومبي الأثرية التي تشرف على الموقع، في بيان لها الخميس،

محتوى إعلاني

وأوضح علماء الآثار أن هذا التغيير ربما حدث نتيجة تحوّل الاتجاهات في المجتمع الروماني، خصوصًا مجتمع بومبي، خلال القرن الأول ميلادي.

ودُمّرت بومبي بسبب ثوران جبل فيزوف عام 79 ميلاديًا، عندما دُفنت مبانيها وآلاف السكان تحت طبقات من الرماد وحجر الخفاف. وقد حافظت هذه الطبقات على المدينة بشكل مثالي على مدى آلاف السنين، ما يجعلها واحدة من أهم المواقع الأثرية في العالم، إذ توفر نظرة لا مثيل لها عن الحياة اليومية في العصر الروماني.

ويسلّط هذا الاكتشاف الأخير الضوء على الزخارف الفنية التي كان أثرياء الرومان يتمتّعون بها داخل منازلهم. وتعكس العديد من اللوحات الجدارية مشاهد أسطورية، وأخرى تزيّنها نقوش نباتية وحيوانية على خلفية بيضاء.

وتصوّر لوحة صغيرة مربّعة موضوعة على جدار مطلي باللون الأزرق، علاقة جنسية بين شخصية "ساتير" وإحدى الحوريات الجميلات جدًا في الأساطير الإغراقية والرومانية، فيما تصوّر لوحة أخرى شخصية هيبوليتوس، ابن الملك اليوناني الأسطوري ثيسيوس، مع زوجة أبيه فايدرا التي وقعت في حبه قبل أن تنتحر، عند رفضه لها بازدراء.

ويُرجّح أنّ إحدى اللوحات الجدارية تصوّر قصة محاكمة شخصية "باريس"، رغم تضررها بسبب الحفريات السابقة، وتصوّر لوحة أخرى "فينوس"، إلهة الحب، وأدونيس، حبيبها البشري.

وقد عثر سابقا على لوحات جدارية معقدة ذات طابع إيروتيكي مماثل، في بومبي. أعيد فتح منزل مغطى بلوحات جدارية ذات طابع إيروتيكي للجمهور في يناير/ كانون الثاني عام 2023 بعد إغلاقه لمدة 20 عامًا، بينما كُشف عن لوحة جدارية أخرى تصور مشهدًا إروتيكيًا من الأسطورة الإغريقية "ليدا والبجعة" في عام 2018.

وفي مكان آخر من هذا المنزل الذي نقّب عنه حديثًا، لا تزال آخر القرابين الطقسية التي تركت قبل ثوران البركان موجودة في ضريح الأسرة، المعروف باسم "لاريوم".

وأفاد مدير الحديقة الأثرية غابرييل زوكتريغل، في بيان: "لدينا علماء آثار، ومرمّمون، وعلماء آثار نباتية هنا لفهم كيفية تنفيذ طقوس التضحية الأخيرة قبل ثوران البركان". 

وأضاف: "لا تزال هناك بقايا محترقة من هذه الطقوس، وهناك السكين المستخدمة".

وأشار زوكتريغل إلى أن عملية التنقيب "تجري تحت أعين الجمهور" الذين يمكنهم الوصول إلى الموقع عبر ممرات معلّقة ومشاهدة علماء الآثار أثناء عملهم.

نشر
محتوى إعلاني