في بومبي.. اكتشاف بقايا عظام ثنائي حاصرتهما حمم ثوران جبل فيزوف

سياحة
نشر
3 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعلن علماء آثار في مدينة بومبي اكتشاف بقايا هياكل عظمية لرجل وامرأة، إضافة إلى مجموعة من العملات المعدنية والمجوهرات الثمينة.

ويُعد هذا الاكتشاف جزءًا من أعمال التنقيب بالمنطقة التاسعة من المدينة المدفونة، التي أسفرت عن اكتشاف مجموعة كبيرة من المباني والتحف القديمة، ضمنًا مخبزًا وغرفًا مزينة برسومات متقنة.

ويُذكر أنّ بومبي كانت موطنًا لنحو 20 ألف شخص عندما دُفنت تحت الرماد والزجاج البركاني، أثناء ثوران جبل فيزوف عام 79 بعد الميلاد.

ويضيف الاكتشاف الأخير مزيدًا من التفاصيل إلى كيف كانت الحياة في المدينة قبل وقوع الكارثة.

وأوضح علماء الآثار الذين قاموا بالاكتشاف أن الجثّتين عُثر عليهما داخل غرفة نوم صغيرة كانت تستخدم كمساحة مؤقّتة للنوم أثناء تجديد المنزل الكبير.

ووُجدت المرأة على السرير، وكانت تحمل بين يديها عددا قليلا من العملات الذهبية والفضية والبرونزية، بالإضافة إلى أقراط من الذهب واللؤلؤ. 

وأفاد علماء الآثار في بيان: "اختار الشخصان الغرفة كملاذ لهما بانتظار انتهاء سقوط الرماد البركاني الذي كان قد بدأ يملأ المساحات المفتوحة  في بقية المنزل تدريجياً لساعات".

ونظرًا لأنّ الباب كان مغلقًا، بقيت الغرفة خالية من الرماد البركاني، لكن الثنائي حوصرا بالداخل.

وتابع علماء الآثار: "بما أنهما حُبسا في الغرفة الضيقة الصغيرة، كانت وفاتهما ناتجة عن تدفق الحمم البركانية التي دفنتهما".

وكانت الغرفة، التي كانت تحتوي على سرير خشبي، وكرسي، وصندوق وطاولة ذات سطح رخامي، تقع بالقرب من غرفة الضريح الأزرق، التي كشف عنها النقاب في يونيو/ حزيران الماضي، وبجوار غرفة المعيشة الكبيرة المزينة باللوحات الجدارية.

وعثر علماء الآثار أيضا على مقتنيات من البرونز والزجاج والسيراميك لا تزال في مكانها على الطاولة. كما عُثر على شمعدان برونزي كبير على الأرض.

من جانبه، قال مدير الحديقة الأثرية، غابرييل زوختريغل إن "فرصة تحليل البيانات الأنثروبولوجية الثمينة المتعلقة بالضحيتين اللتين عثر عليهما في السياق الأثري الذي شهد نهايتهما المأساوية، تتيح لنا استعادة قدر كبير من المعلومات حول الحياة اليومية لسكان بومبي القدماء والتاريخ الدقيق لبعضهم، مع توثيق دقيق وفي الوقت المناسب، ما يؤكد تفرّد إقليم فيزوف".

وقد وصف عملية الحفريات بأنها "جهد يتعاون فيه علماء الآثار وعلماء الأنثروبولوجيا وعلماء البراكين معًا لإعادة بناء اللحظات الأخيرة من حياة الرجال والنساء والأطفال الذين لقوا حتفهم خلال واحدة من أعظم الكوارث الطبيعية في العصور القديمة".

وكان الهدف من عملية الحفريات الحالية في المنطقة التاسعة بداية، الحد من انهيار المحيط الخارجي للموقع، ما أسفر عن بعض أهم الاكتشافات التي عثر عليها في المدينة القديمة.