موزة ملصقة على حائط.. تُحقّق 6.24 مليون دولار في مزاد

نشر
6 دقائق قراءة
بيع تجهيز"كوميدي" للفنان الإيطالي ماوريتسيو كاتيلان، وهو عمل فني مفاهيمي يتكون من موزة عالقة على الحائط بشريط لاصق، يوم الأربعاء مقابل 6.24 مليون دولار في دار سوزبيز للمزادات في نيويورك.Credit: TIMOTHY A. CLARY/AFP via Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عندما بيعت موزة مثبتة على الحائط بشريط لاصق مقابل 120 ألف دولار في عام 2019، أثار الأمر زوبعة على وسائل التواصل الاجتماعي، ودار نقاش قديم حول معنى الفن.

لكن الإبداع الشهير للفنان ماوريزيو كاتيلان، بعنوان "الكوميدي"، أثبت أنه استثمار جيد لهواة الجمع: إذ حطم أحد "الإصدارات" الثلاثة للعمل الفني التقديرات، بتحقيقه 6.24 مليون دولار في المزاد الذي نظمته دار سوزبي للمزادات في نيويورك، الأربعاء.

محتوى إعلاني

وكانت الدار قدّرت سعر العمل بين مليون و1.5 مليون دولار؛ وبدأت المزايدة بمبلغ 800 ألف دولار.

خلال المزاد، وصف المشرف على العملية، أوليفر باركر، العمل بأنه "أيقوني" و"مزعج"، ممازحًا بالقول إنّ بيع موزة في المزاد "كلمات لم أكن لأتصوّر أبدًا أنني سأقولها".

وبعد فترة وجيزة من البيع، كشفت دار سوزبيز عن أنّ جاستن صن، جامع صيني ومؤسس منصة للعملات المشفرة، قد حصل على العمل.

وأفاد صن في البيان الصحفي: "هذا ليس مجرد عمل فني. إنه يمثل ظاهرة ثقافية تربط بين عوالم الفن، والميمات، ومجتمع العملات المشفرة. أعتقد أنّ هذه القطعة ستُلهم المزيد من التفكير والمناقشة في المستقبل، وستصبح جزءًا من التاريخ".

وبصفته مقدّم العرض الفائز، سيحصل على لفة من شريط لاصق وموزة واحدة، بالإضافة إلى شهادة أصالة وتعليمات رسمية لتثبيت العمل. 

وقبل البيع، أكدت دار سوزبيز لـCNN أنّ الشريط والموزة، لحسن الحظ، ليسا الأصليين.

وقال متحدث باسم المزاد لـCNN حينها: "إن عمل ’الكوميدي‘ يصنّف كعمل فني مفاهيمي، ويتم استبدال المواد المادية الفعلية مع كل تركيب".

وكان كاتيلان وصالة عرض بيرّوتين (Perrotin) الفرنسية للفن تصدّرا عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم قبل خمس سنوات، عندما عرضا "الكوميدي" بمبلغ مكوّن من ستة أرقام في معرض آرت بازل ميامي بيتش. تم إنشاء الأصل باستخدام موزة تم شراؤها من متجر بقالة في ميامي، رغم أن المعرض قال إنه يمكن استبدالها، وفقًا لتعليمات الفنان.

انقسم عالم الفن حول مزايا العمل، رغم أن بعض النقاد اعتبروه متجذرًا في التقليد الغني للأعمال المفاهيمية التي يعود تاريخها إلى المرحاض المثبت الشهير لمارسيل دوشان،  والتي تشكك في قيمة الفن ذاته. وسرعان ما توافد الناس إلى المعرض لمشاهدة التجهيز الفني ذائع الصيت.

اتخذت الأحداث منعطفًا غير متوقع عندما انتزع الفنان ديفيد داتونا الموزة من الحائط، قبل أن يقشّرها ويأكلها أمام مئات الحاضرين المذهولين في المعرض. ودافع لاحقًا عن هذه الخطوة باعتبارها أداءً فنيًا في حد ذاته، وليس عملاً تخريبيًا.

تمت إزالة تركيب ميامي في النهاية وسط مخاوف تتعلق بالسلامة العامة، لكن تم بيع جميع الإصدارات الثلاثة في المعرض. وتم شراء اثنتين من قبل جامعي التحف مقابل 120 ألف دولار، بينما تم شراء الإصدار الثالث بمبلغ أعلى (لم يتم الكشف عنه)، وتم التبرع به لاحقًا لمتحف غوغنهايم في نيويورك.

في المقابلات التي أجريت منذ تجهيز ميامي، وصف كاتيلان "الكوميدي" بأنه عمل يُثير التعليقات. وفي حديثه مع صحيفة آرت نيوزبيبر في عام 2021، قال إنها "ليست مزحة"، واصفًا التركيب الشهير بأنه "انعكاس لما نقدّره".

لم يستجب الفنان الإيطالي، المعروف بأعماله الساخرة التي تتحدى الثقافة الشعبية، لطلب CNN للتعليق عندما تم الإعلان عن المزاد في أكتوبر/ تشرين الأول.

وفي بيان صحفي إعلان البيع، وصف رئيس قسم الفن المعاصر في الأمريكتين لدى دار سوزبي، ديفيد غالبرين، تجهيز "الكوميدي" بأنّه "عمل متمرّد من العبقرية الخالصة".

قال غالبرين: "إنّ هذا العمل الذي يوازن بين الفكر النقدي العميق والذكاء التخريبي، عمل مميّز للفنان ولجيلنا"، مضيفًا: "إذا كان ’الكوميدي‘ في جوهره يشكك بفكرة قيمة الفن، فإنّ طرح العمل في المزاد العلني.. سيكون بمثابة الإدراك النهائي لفكرته المفاهيمية الأساسية، وسيكون للجمهور أخيرًا رأي في تحديد قيمته الحقيقية".

وفيما كانت هذه هي المرة الأولى التي يعرض فيها التجهيز الفني ’الكوميدي‘ في مزاد علني، فقد عُرض العمل أخيرًا في متحف ليوم للفنون في سيؤول، بكوريا الجنوبية. وتم تناوله أيضًا في ذلك الوقت: قام طالب فنون من جامعة سيؤول الوطنية بإزالة الفاكهة وأكلها، قبل لصق القشر على الحائط.

وقال متحدث باسم المعرض لـCNN بعد حادثة عام 2023: "أخبر الطالب المتحف أنه أكلها لأنه كان جائعًا". واستبدل المتحف لاحقًا الموزة المأكولة بموزة طازجة.

وقال صن في البيان الصحفي لمزاد يوم الأربعاء، إنه يخطط أيضًا لتناول الفاكهة. "بالإضافة إلى ذلك، في الأيام المقبلة، سأتناول الموزة بنفسي كجزء من هذه التجربة الفنية الفريدة، تكريمًا لمكانتها في تاريخ الفن والثقافة الشعبية".

عرضت دار سوزبي للمزادات العمل الفني في نيويورك، ولندن، وباريس، وميلانو، وهونغ كونغ، ودبي، وتايبيه، وطوكيو، ولوس أنجلوس، قبل المزاد.

نشر
محتوى إعلاني