ليست لعبة.. بل حرفة توارثتها الأجيال اليابانية على مدى قرون من الزمن
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- صناعة الدمى في اليابان لا تعتبر هواية فحسب، بل هي فن بحد ذاته وحرفة يفتخر أصحابها بتقديم رموز تدل على الاعتزاز بالثقافة المحلية.
ويتميّز الحرفيّون في اليابان بصناعة الدمى يدوياً، لكن دمى "هاكاتا"، المعروفة محلياً باسم "نينغيو"، تعتبر أكثرها شهرة، إنتاجها يكمن في مدينة فوكوكا في الساحل الجنوبي لجزيرة كيوشو اليابانية.
هذه القطع الفنية الصغيرة لديها تاريخ أضخم من حجمها بكثير، يقول هاري سارغانت، الذي يعمل في "Inside Japan"، وهي شركة بريطانية تنظم جولات سياحية في مدينة فوكوكا، إنه " يعتقد بأن إنتاج دمى (هاكاتا) بدأ في أوائل القرن السابع عشر."
ويضيف سارغانت بقوله: "يقال إن أحد صناع البلاط المغطّي لسقوف المنازل اسمه ساويتشي ماساكي هو من بدأ بصنع الدمى المصنّعة بالسيراميك، بعدها قام حرفيّون آخرون بتقليده ومع تقدّم الوقت أصبحت هذه الدمى أكثر تعقيداً وأكثر تنوعاً بألوانها."
شاهد في معرض الصور أعلاه جولة خلف كواليس صناعة هذه الدمى
وصف الصور
الصورة 1: أفضل أنواع دمى "نينغيو" تتسم بجمال خاص يأتي لعمليات حرق ونحت وتلوين رفيعة المستوى، بعضها تكون مميزة وفريدة، وبعضها يتم إنتاجها بكميات كبيرة.
الصورة 2: في ورشة عمل صغيرة بضواحي مدينة فوكوكا، يقوم محترف صناعة الدمى كونياكي تاكيوشي بإضافة اللمسات النهائية لدمية بشكل محاري ساموراي، يتم صنعها باستخدام الصلصال الأبيض وهي مفصّلة بدقة بتعرّجات ثياب المحارب والتفاصيل الموجودة بربطة الشعر الشهيرة لهؤلاء المحاربين، ويقوم "المعلّم" بإضافة التفاصيل الأخيرة بنفسه قبل عرضها للبيع.
الصورة 3: قام تاكيوشي بتخصيص معظم حياته العملية لاحتراف صناعة هذه الدمى، واليوم تباع دماه بعدد من الأسواق والمحال التجارية حول اليابان، ويبلغ سعر بعضها 1.6 مليون ين (أي حوالي 20 ألف دولار أمريكي)، بدأ تاكيوشي بصناعة هذه الدمى بعمر 17 عاماً، ويقول: "أبلغ من العمر الآن 53 عاماً وما زلت أحتفظ بالشغف ذاته، رغم أن مهاراتي تحسّنت قليلاً إلا أنه لا أعتقد بأني سأتقاعد أبداً من ممارسة هذا العمل."
الصورة 4: عملية صنع دمى "هاكاتا" تعتبر معقّدة وطويلة، تمر بمراحل متعددة، المرحلة الأولى تتمثل بنحت التماثيل باستخدام صلصال أبيض محلي والبدء برسم الملامح باستخدام سكين وملعقة طويلة، وبعد جفاف التماثيل يتم استخدام صبغة مستمدّة من النباتات لدهنها.
و.. على أصوله.. فن صناعة "أطباق الملوك" في كوريا الجنوبية
الصورة 5: يقول تاكيوشي: "نحن نستخدم مسحوق الذهب والفضة الخاص بنا، لتزيين الدمى الأغلى سعراً، أقوم بكشط الذهب باستخدام أسنان الأسماك لكي يحافظ على لمعانه، وهي تقنية قديمة، في الماضي كانوا يستخدمون أسنان الكلاب، لكن يصعب اليوم العثور عليها."
الصورة 6: ورغم المكاسب المادية لهذه الحرفة، إلا أنها لا تلقى إقبالاً من قبل الشباب في مدينة فوكوكوما، فمواصفاتها الصعبة تتطلب أعواماً من الالتزام لتعلّم المبادئ الأولية، ويشاع بأن أول عامين لممارسة هذه المهنة هما الأصعب.
أيضاً.. عازفة أمريكية تحول دمى البيانو لأدوات موسيقية راقية
الصورة 7: شهر يوليو/تموز يحتفل بصنّاع هذه الدمى بمهرجان يعد من الأكبر في اليابان، ويتم صنع تماثيل عملاقة تجسّد روايات تاريخية وأساطير تناقلتها الأجيال.
الصورة 8: ومن لم تسنح لهم زيارة مدينة فوكوكا خلال شهر يوليو/تموز، سيتمكنون من رؤية العرض الرائع لهذه الدمى خارج معبد "كوشيدا"، يعود عمر المعبد لأكثر من 1300 عام، ويعتبر من أوائل الوجهات إلى المدينة، وهو من أكثر المواقع قداسة في فوكوكا وهو مخصّص لآلهة "شينتو".
الصورة 9: وإن لم تكن في مدينة فوكوكا لمشاهدة العرض، يمكنك أن تشاهد بثاً عبر شاشة موجودة في متحف "هاكاتا ماتشيا فولك"، وهنالك أيضاً متحف صغير للدمى مع متجر.
الصورة 10: ورغم العدد المحدود لهذه الدمى في فوكوكا، إلا أن تاكيوشي ليس قلقاً حيال مستقبل هذه الحرفة، ويقول إن: "أعداد المهتمين بشراء هذه الألعاب، بعض الحرفيين حتى بدأوا بابتكار أسلوبهم وشخصياتهم الخاصة."