"مفترس لا يرحم".. تعرّف إلى حوت يحمل اسم إله الموت لدى المصريين القدماء
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كُشف مؤخراً عن حوت برمائي سُمي تيمناً بإله الموت لدى المصريين القدماء، "أنوبيس". ويشرح أحد الباحثين المزايا التي تجعل هذا الاسم مناسبًا لهذا الكائن المخيف.
وتمكن فريق بحثي مصري من تسجيل اكتشافًا جديدًا لنوع من الحيتان البرمائية بالمياه المصرية يعود إلى ما قبل 43 مليون عام، وفقاً لبيان نشره الحساب الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء المصري على "فيسبوك" في نهاية أغسطس/آب.
ويشرح أحد الباحثين المزايا التي تجعل هذا الاسم مناسباً لهذا الكائن المخيف.
"مُفترس لا يرحم"
واستُخرجت حفريات الحوت في عام 2008، وتضم جمجمة شبه كاملة، وفك سفلي كامل، وفقرة من الفقرات العنقية، والظهرية، إضافةً إلى بعض الضلوع، والعظام المتناثرة.
وقال أستاذ الحفريات بجامعة المنصورة، ومؤسس مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية الذي شارك في البحث، هشام سلّام لموقع CNN بالعربية إن البحث كشف عن أن العظام تنتمي إلى عائلة الحيتان البدائية، وهي عبارة عن كائنات "برمائية، وتستطيع المشي على اليابسة، والسباحة، والصيد في البحار القديمة، والمحيطات في الوقت ذاته".
وتمتع هذا الكائن بسمات جعلته يُصنّف كنوع جديد من الحيتان. وتضمنت تلك السمات توزيع تضاريس الأسنان في الجمجمة، والفك السفلي، إذ أنها كانت مختلفة تماماً عن أقرانها من الفصيلة ذاتها.
كما كانت الفجوة الصدغية، التي تمر خلالها العضلات المسؤولة عن العض، أكبر بكثير من أي شيء، رآه الباحثون في العائلة ذاتها.
ويدل ذلك على أن الحوت كان "مفترساً لا يرحم في عضته"، بحسب تعبير سلّام.
وجعلته أسنانه الحادة جداً، التي تتخذ شكل المنشار، مهيئاً جداً للعض، والنهش، وأعطاه ذلك الأولوية ليكون على رأس الحيوانات المفترسة في ذلك الوقت.
وسُمي الحوت "فيومسيتس أنوبس"، تيمناً بإله الموت والتحنيط "أنوبيس" لدى الفراعنة بسبب عضته المميتة، إذ وصفه سلّام بأنه "حوت الفيوم المميت".
واستُخرج الحوت البرمائي من واحة الفيوم في مصر، التي تُعد منطقة مهمة لدراسة تطور الحيتان.
ويمكننا القول إن جوانب واحة الفيوم "عبارة عن صفحات من التاريخ الطبيعي التي تسجل 15 مليون عام من تطور الحيوانات.. بعد انقراض الديناصورات"، وفقاً لما ذكره سلّام.
"ملك بحار جديد"
ويُفيد التاريخ التطوري للحيتان أنها من الثدييات، وأنها كانت كائنات برية في الأصل تكيّفت تماماً على مدار أكثر من 10 ملايين عام، لتعيش في الماء.
وأشار سلّام إلى أنه خلال فترة التكيّف، انتشرت حلقات وسيطة لعائلات مختلفة عبر الزمن، تبعت انقراض الديناصورات مباشرةً من على كوكب الأرض، موضحًا: "شكل ذلك فرصة كبيرة لانتهاء الكائنات البحرية المفترسة، مثل الزواحف البحرية، وظهور ملك بحار جديد، مثل الفيومسيتس".
ويُعد هذا الحوت أكثر ذكاءً من الأسماك، إذ من المعروف أن للثديات القدرة على التخطيط، والصيد، وهو أمر نراه اليوم لدى الحيتان الحديثة التي تستطيع أن تكون جزءاً من عروض السيرك، والتي تتميز بقدرتها على الاستماع للأوامر، وتنفيذها، والقيام بالحيل مع الكرات، بحسب ما أوضحه سلّام.