"سلاح سري".. هكذا تمكن مسافر من تعقب دراجته المفقودة في مطار هيثرو

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قد يكون فقدان الأمتعة أسوأ تجربة تمر بها خلال رحلات السفر، لكن عندما تكون تلك الأمتعة حافز سفرك في المقام الأول، يصبح الأمر أسوأ بكثير.

لحسن الحظ، بالنسبة لباري شيري، عندما اختبر هذا الأمر، كان بحوزته جهاز تتبّع الحقائب.

وكان شيري يسافر من منزله في ولاية فرجينيا إلى أوروبا للقيام برحلة ركوب دراجات لا تُنسى، تتوزّع كالتالي: أسبوع من ركوب الدراجات عبر جبال الألب السويسرية، يليه أسبوع آخر في لوكسمبورغ حيث كان فريقه يرافقَ دراجَين محترفَين سابقين من متسابقي "طواف فرنسا"، ثم أسبوع ثالث من ركوب الدراجات يُمضيه في فنلندا مع الأصدقاء.

وكانت هذه ستكون بمثابة رحلته الأخيرة لركوب الدراجات عبر أوروبا.

وقال لـCNN: "عمري 68 عامًا، وأصبحت متقدمًا في السن".

وتابع: "ما زلت أقوم بهذه الرحلات الملحمية على الدراجة [في الخارج] وفي كل رحلة أقوم بها أقول إنها ربما ستكون الأخيرة".

حجز شيري تذكرة طيران على الخطوط الجوية الأمريكية، لرحلات مشتركة مع طائرات الخطوط الجوية البريطانية، من واشنطن العاصمة إلى لندن، ثم من لندن إلى زيورخ، وقام بتجهيز دراجته للرحلة.

ووضع داخل الدراجة "AirTag"، وهو جهاز تعقب الأمتعة من شركة "أبل" الذي اشتراه قبل عام، بعدما استمع إلى تجارب راكبي الدراجات الآخرين الذين أثنوا عليه.

ولم يكن عليه حتى ذلك الوقت أن يفحص كيفية عمل الجهاز، إلى أن جاءت تجربته الأولى في مدينة زيورخ.

وبينما وصلت حقيبته، أصبحت دراجته واحدة بين 7.6 من كل ألف قطعة من الأمتعة التي صُنّفت بعبارة: مفقودة.

ولم يكن شيري قلقًا بداية، إذ قال: "سبق لي أن سافرت إلى زيورخ ثلاث مرات مع دراجتي، وفي إحدى المرات وجدتها في منطقة الأمتعة الكبيرة، وفي المرة الثانية لم أجدها لكني عندما توجهت إلى أحد بوابات الخروج وجدت أحد الموظفين ينتظرني لآخذها".

وتابع: "لذلك كان أول ما خطر في بالي أنّ الدراجة مازالت داخل المطار، فقط يتوجب علي إيجاد البوابة الصحيحة، لكنني بحثت جيدا ولم أجد شيئًا، فقمت بفتح التطبيق".

أظهر تطبيق "Find My" الذي يتتبع أجهزة "أبل" ضمنًا جهاز AirTag، الدراجة في مطار هيثرو بلندن.

فحافظ شيري على هدوئه، إذ كان بإمكانه تحديد موقع الدراجة، وأنها نجحت بعبور المحيط الأطلسي في الحد الأدنى.

وأسرع شيري بإبلاغ مكتب الأمتعة المفقودة، مشيرًا إلى أنّ الموظفة بدت متفاجئة من قدرة الجهاز على تحديد موقع الدراجة في الوقت الفعلي.

وبعدما أكدت الموظفة أن غالبية الحقائب المفقودة يتم تسليمها لأصحابها في غضون 24 ساعة، ظن شيري أن ذلك سيكون في الرحلة التالية، لكن عندما لم تأت دراجته في الرحلة التالية، أو التي تلتها، ساءت الأمور أكثر فأكثر بالنسبة إليه.

ولدى الخطوط الجوية البريطانية ما يصل إلى ست رحلات في اليوم من مطار هيثرو إلى زيورخ، لكن لم تكن على متن أي من الرحلات دراجة شيري.

وقد استأجر شيري منزلاً في الجبال، حيث كان يخطط وصديق له مقيم في سويسرا للانطلاق منه في رحلة بالدراجة، لكن نظرا لفقدان دراجته، أخبر صديقه بألا يأتي.

يقول: "كنت أتطلّع حقًا لركوب الدراجات في جبال الألب المرتفعة. إنّ صعود تلك الجبال الكبيرة يمثل تحديًا، واعتقدت أنها قد تكون آخر مرة أقوم فيها بذلك".

هناك سبب آخر لارتباط شيري بدراجته، إذ قال إنه "منذ 14 عامًا، شُخّصت بمرض السرطان، الوقت الوحيد الذي لا أفكر فيه بهذا الأمر كان عندما أقود دراجتي. باقي الوقت كنت أفكر في المرض".

وأثناء جلوسه وحيداً في المنزل الذي استأجره في الجبال، تساءل عما إذا كانت الخطوط الجوية البريطانية ستسلّم دراجته يوماً ما، وعما إذا كانوا سيقومون بتعويضه إذا فقدوهاـ وقيمة التعويض الآن هي 8 آلاف دولار.

وقال: "كنت في أجمل مكان على وجه الأرض ولم أستطع التمتّع بالمكان الذي كنت فيه. وبعد يوم واحد، غادرت، لم أعد أستطيع تحمل ذلك".

ثم قصد منزل صديقه بن، الذي كان يفترض أن يرافقه في رحلته بالدراجة في الجبال.

وكل يوم، كان يحدّث بيانات موقع الخطوط الجوية البريطانية، وكل يوم، تفشل دراجته بالوصول، أو الانتقال من مطار هيثرو.

وبعد إرسال تغريدات يومية إلى حساب مطار هيثرو عبر "تويتر"، مرفقة بلقطات شاشة تعرض موقع الدراجة، فحص شيري تطبيق Find My الخاص به، ورأى أن دراجته تتحرك.

وأكد بريد إلكتروني من الخطوط الجوية البريطانية أن الدراجة في طريقها إليه. وبالطبع، لم يكن الأمر بهذه السهولة، عند هذه النقطة كان قد حدَّث عنوان التسليم إلى لوكسمبورغ، حيث كان من المقرر أن تبدأ المرحلة التالية من رحلته، وبالطبع تم تحميل الدراجة على متن رحلة إلى زيورخ.

من هناك، نقلت الدراجة جواً إلى لوكسمبورغ، ثم إلى الفندق الذي يقيم فيه.

ربما لم يتحقّق حلم شيري بركوب دراجته لأسبوع في سويسرا، لا سيما أن ليس لديه أي خطط للعودة في رحلة أخيرة إلى جبال الألب، لكنّ أسبوعه في لوكسمبورغ سار كما هو مخطّط له، حيث مارسا هذه الرياضة مع فريقه، إلى جانب فرانك وآندي شليك، الأخوين اللذين شاركا منصة التتويج في سباق فرنسا للدراجات.

إذن ما هو مفتاح لم شمل شيري بدراجته؟ لم ترد شركة الخطوط الجوية البريطانية على طلب CNN للتعليق، لكن شيري يشتبه في أن جهاز AirTag، وتغريداته اليومية التي تصور موقعها لها علاقة بالأمر.