إصابة 100 راكب..هكذا وقعت سفينة رحلات بحرية بقبضة عاصفة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تحولت رحلة الأحلام بالنسبة لـ1000 راكب على متن سفينة سياحية إلى كابوس، وذلك بعدما تعرضت لعاصفة أسفرت عن إصابة 100 شخص.
وكانت سفينة "سبيريت أوف ديسكفري" (Spirit of Discovery) التابعة لشركة "Saga Cruises"، في المرحلة الأخيرة من مسار رحلتها الأوروبية الممتدة على 14 يومًا، عندما واجهتها أحوال جوية سيئة يوم السبت، في خليج بسكاي، وهو جزء من المحيط الأطلسي، قبالة الساحل الغربي لفرنسا والساحل الشمالي من إسبانيا.
وكانت رحلة "Canary Island Quintet"، قد غادرت بورتسميث في المملكة المتحدة بـ24 أكتوبر/ تشرين الأول، ووعدت الضيوف بـ"شمس الشتاء" على "الأرخبيل المشمس" في جزر الكناري الإسبانية الواقعة قبالة ساحل شمال غرب إفريقيا.
وكان من المقرّر أن تتوقّف السفينة في جزيرة ماديرا قبل توجهها إلى جزر الكناري: لا بالما، وتينيريفي، ولانزاروت، وفويرتيفنتورا، وغران كناريا. وبعد يومين في البحر، كانت مخططًا لها أن ترسو في لاكورونيا بإسبانيا، قبل أن تعود إلى بورتسميث بعد يوم آخر في البحر.
سارت الأمور كما هو مخطط لها حتى اليوم العاشر، أي 2 نوفمبر/ تشرين الثاني، عندما كانت السفينة في طريقها إلى غران كناريا. لكن مع اقتراب العواصف، قرّر الضباط إلغاء التوقف والتوجه مباشرة إلى لاكورونيا، في محاولة لاستباق أحوال الطقس. لكن الميناء أُغلق فيما كانت السفينة متوجهة نحوه، فاتُخذ قرار بالتوجه إلى بورتسميث، وهي مسافة تزيد عن 600 ميل بحري، وسفر يستغرق يومين بالحد الأدنى، على أمل استباق العاصفة.
ولم تجب "Saga Cruises" على سؤال حول سبب عدم محاولة السفينة الرسو في أي مكان آخر، أو العودة إلى محطات سابقة، عوض محاولة استكمال الرحلة. وكان يضم مسار الرحلة يومين "في البحر" بين غران كناريا، ولاكورونيا، ويوم ثالث من إسبانيا إلى المملكة المتحدة.
وفي بيان شاركه الرئيس التنفيذي نايغل بلانكس مع CNN، قال: "نحن نعمل وفقًا لأعلى بروتوكولات الصحة والسلامة، وكلّ قرار يؤخذ بناءً على نصيحة ربان السفينة وتوقعات خبراء الأرصاد الجوية البحرية المتخصصين لدينا. لقد بذلنا كل ما في وسعنا في جميع الأوقات للحفاظ على سلامة ضيوفنا قدر الإمكان، ودعمهم خلال العاصفة، ضمنًا توفير الرعاية الطبية المتخصصة للمصابين.
التداعيات
تحت وطأة العاصفة في خليج بسكاي، تم تفعيل نظام سلامة الدفع بالسفينة، الأمر الذي تسبّب بميل السفينة إلى اليسار، وأدّى إلى توقفها فجأة، وإصابة حوالي 10٪ من الركاب على متنها. وعُلم أنّ خمسة منهم أصيبوا بجروح خطيرة.
ثم قرر طاقم السفينة البقاء في موقعه، عوض محاولة مواصلة الرحلة إلى المملكة المتحدة.
وأبلغ الركاب عن الظروف القاسية التي يختبرونها على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى أنّ بعضهم اعتقد بأنهم سيموتون.
وادعى أحد الأشخاص على منصة "X" (تويتر سابقًا)، أنّ والديه كانا على متن السفينة، وأن التجربة "المروعة" شملت "وقوع الأشخاص أرضًا في غرفة الطعام مع سقوط الطاولات والأواني الفخارية عليهم".
وأضافوا: "لماذا قرر القبطان الانتقال من جزر الكناري باتجاه العاصفة"؟
كما شاركوا لقطة شاشة لموقع السفينة مساء السبت، وأشاروا إلى أنها كانت سفينة الركاب الوحيدة في خليج بسكاي خلال وقت العاصفة.
وشارك أحد الركاب لقطات لـBBC تظهر كيف تضرب الأمواج السفينة، حيث أبلغ أحد أفراد الطاقم عن "رمز ألفا"، أي رمز حالة الطوارئ الطبية على متن السفينة، في غرفة الطعام.
وروى آخر كيف حذر القبطان الركاب عبر جهاز الاتصال الداخلي داعيًا إياهم للجلوس أو الاستلقاء.
وأفاد متحدث باسم الشركة في بيان: "للأسف واجهت سبيريت أوف ديسكفري ظروفًا جوية صعبة في نهاية هذا الأسبوع، عندما بدأت مسار عودتها إلى المملكة المتحدة. ظلت السفينة آمنة في جميع الأوقات، لكن بسبب أثر العاصفة أصيب بعض الضيوف بجروح. وتم علاج الجميع على الفور من قبل الطاقم الطبي الموجود على متن السفينة. وفي حين أن الطقس كان خارج سيطرتنا، فإننا نقدم اعتذاراتنا الصادقة لجميع المتضررين الذين عادوا الآن بأمان، بعدما أبحروا إلى ديارهم في بحار أكثر هدوءًا".
وشرعت السفينة راهنًا برحلتها البحرية التالية. وتم تعقبها آخر مرة قبالة سواحل جنوب إنجلترا، بعدما غادرت بورتسموث متجهة إلى لشبونة، وفقًا لموقع التتبع "Vesselfinder".
وسيأخذ المسار السفينة عبر خليج بسكاي مجددّا، على أمل أن يكون العبور أكثر سلاسة هذه المرة.